الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قضاء الحزب الليلي:
إذا فات الورد الليلي فينبغي له أن يقضيه في النهار؛ إذ قد ذهب البعض إلى أن معنى «السبح الفراغ أي إن لك فراغا طويلا للحاجات بالنهار» ومنه قال الزجاج: «إن فاتك في الليل شيء فلك في النهار فراغ الاستدراك» «1» ، وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه: فعن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل» «2» ، وكذلك كانت سنته العملية فعن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت:«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة» «3» .
وعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يضبطوا هيئات التعامل مع النفس الإنسانية المتغيرة:
بحيث لا تخل بالحفظ اليومي: فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لهذا القران شرة، وللناس عنه فترة، فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هي، ومن كانت فترته إلى الأرض فأولئك هم قوم بور» «4» ، وعنه رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القران على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع» «5» ، ولا ينبغي أن يحول شيء بين المرء وبين إكمال حزبه
(1) تفسير القرطبي (19/ 42) ، مرجع سابق.
(2)
مسلم (1/ 515) ، مرجع سابق.
(3)
مسلم (1/ 515) ، مرجع سابق.
(4)
قال في مجمع الزوائد (7/ 168)، مرجع سابق:«أبو يعلى وفيه أبو معشر نجيح وهو ضعيف يعتبر بحديثه» .
(5)
مسلم (1/ 543) ، مرجع سابق.