الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3- أن يكون حسنه على تؤدة:
ومنه كلام رتل أي مرتّل إذا كان «حسنا على تؤدة» .
4- أن يكون التبيين والتمهل والتؤدة بغير بغي
يخرجه عن سنن الكلام المرتل، ويضبط هذا في ترتيل لفظ القران الكريم التلقي.
5- وهذا المعنى اللغوي للترتيل هو الذي يستلزم السكينة والوقار
فلا يكون التنسيق والتنضيد للكلام القراني، والإبانة والتأني
…
مخرجا له عن الكلام القراني إلى الغناء المتخلع لما هو غير قران
…
واجتمع هذا كله في تأويل قوله سبحانه وتعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: 4) ؛ فقد قال بعض اللغويين فيها: «ما أعلم الترتيل إلّا التحقيق والتبيين والتمكين» ، أراد في قراءة القران؛ وترتيل القراءة: التأني فيها والتمهّل وتبيين الحروف والحركات «1» ، ولذا ففي صفة قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتّل اية اية «2» .
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم كما قالت عائشة- رضي الله تعالى عنها-: يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه لم يكن يسرد كسردكم وفي لفظ إنما كان حديث رسول الله فصلا تفهمه القلوب «3»
…
فكيف به في ترتيل لفظ القران؟، وإذا كانت عائشة- رضي الله تعالى عنها- قد حفظت عنه ذلك في كلامه الشريف فكيف تراها تعلمت منه ترتيل لفظ القران الكريم، والله جل جلاله يقول: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ (الأحزاب: 34) ، ولذا حفظ عنه ترتيله للفظ القران الكريم بدقة بالغة أزواجه صلى الله عليه وسلم.
(1) لسان العرب (11/ 265) ، مرجع سابق.
(2)
نص حديث حذيفة مرفوعا: (فقرأ قراءة حسنة يرتل فيها يسمعنا
…
) أخرجه الإمام أحمد (5/ 401) ، مرجع سابق.
(3)
البخاري (3/ 1307) ، مسلم (4/ 2298) ، أبو داود (3/ 320) ، مراجع سابقة.