الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيقرؤه ولو مضطجعا كما قال جل جلاله: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ (ال عمران: 191) ، والقران أعظم الذكر، وعن الأسود عن عائشة قالت:«إني لأقرأ حزبي أو عامة حزبي وأنا مضطجعة على فراشي» «1» .
وقد علّموا كيفية السؤال عن اية نسيت فعن ابن مسعود رضي الله عنه: «إذا سأل أحدكم صاحبه كيف يقرأ اية كذا وكذا فليسأله عما قبلها» «2» .
المطلب الرابع: تعليمهم مقدار الورد اليومي:
علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضي الله عنهم مقدار الورد اليومي سواء كان هذا الورد حفظا أو مراجعة أو كان قراءة من المصحف فلا يتخلف عنه الإنسان، كما حدد أقل المطلوب وأكثر المطلوب
…
ورد الحفظ الجديد عن ظهر قلب:
فكانوا يتعلمون القران من النبي صلى الله عليه وسلم حفظا عن ظهر قلب خمسا خمسا كمقتضى تلقائي من مقتضيات التنزيل المفرق، فقد قال عمر رضي الله عنه: تعلموا القران خمسا خمسا فإن جبريل عليه السلام نزل بالقران على النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا، وقد قال بعض أهل العلم: من تعلم خمسا خمسا لم ينسه «3» ، وعن أبي نضرة قال: كان أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يعلمنا القران خمس ايات بالغداة، وخمس ايات بالعشي ويخبر أن جبريل عليه السلام نزل بالقران خمس ايات خمس ايات «4»
(1) ابن أبي شيبة 2/ 124، مرجع سابق.
(2)
عبد الرزاق 3/ 365، مرجع سابق.
(3)
شعب الإيمان 2/ 331، مرجع سابق.
(4)
الإتقان 1/ 124، مرجع سابق.
وأخذه النبي صلى الله عليه وسلم خمسا خمسا «أي تلقنه منه» «1» ، وروي مرسلا من قول أبي العالية: تعلموا القران خمس ايات خمس ايات فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذه خمسا خمسا، وكان أبو عبد الرحمن السلمي يعلم خمسا خمسا «2» . وقد تكون كمية المتعلّم عشرا عشرا، ويسمى (المعشر) كما جاء عن أبي عبد الرّحمن قال:
حدّثنا من كان يقرئنا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ايات فلا يأخذون في العشر الاخرى حتّى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل قالوا: فعلمنا العلم والعمل «3» ، وعن شريك أنه قال: كنا نعلم ما أنزل في هذا العشر من العلم «4» .
ويحمل الفرق بين الكميتين على اختلاف الأشخاص، أو على اختلاف الأحوال.
و (العشرة) من المناسب الملائم الذي يعتبر فيه نوع الوصف وهو تحديد العشرة في نوع الحكم وهو حفظ القران «5» :
فقد ورد كثيرا في مجال حفظ القران الكريم باعتباره المتوسط الذي يراعي الفروق الفردية، وباعتبار أمر اخر هو مواكبة العمل والعلم بالمعاني للمحفوظ فقد ورد هذا العدد في الذي يحفظه الإنسان من سورة الكهف اتقاء للدجال فعن أبي الدّرداء أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:«من حفظ عشر ايات من أوّل سورة الكهف عصم من الدّجّال» «6» ، والايات التي نزلت في عائشة عشر «7» .
(1) فيض القدير (5/ 193) ، مرجع سابق.
(2)
ابن أبي شيبة (6/ 117) ، مرجع سابق.
(3)
أحمد (5/ 410) ، مرجع سابق.
(4)
شعب الإيمان (2/ 331) ، مرجع سابق.
(5)
إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ص 369.
(6)
مسلم (1/ 555) ، الحاكم (2/ 399) ، أبو داود (4/ 117) ، مراجع سابقة.
(7)
البخاري 4/ 1729، مسلم 4/ 2136، ابن حبان 10/ 20، مراجع سابقة.