الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليم» «1» ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن القران أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف» «2» .
وينبني على هذا الحقائق التالية:
تكييف العلاقة بين الأحرف السبعة والقران الكريم:
1-
يتضح من هذه الروايات تكييف العلاقة بين الأحرف السبعة والقران الكريم: فيتحقق القران الكريم بواحد من هذه الأحرف، ولا يشترط للمرء أن يقرأها كلها حتى يختم القران بل يختم القران الكريم بواحد منها، ويوضح هذا أكثر ما جاء عن أم أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«نزل القران على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت» «3» ، وما جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه وفيه-:«إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القران على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا» «4» .
ومن ثم: فليس من مقتضيات حفظ القران حفظه بجميع الأحرف التي أنزل عليها، بل يكفي لحفظه، والمحافظة على ماهيته حفظه على حرف واحد، وهذا هو مبرر القائلين بذهاب هذه الأحرف ما عدا حرفا واحدا.
2-
وعلى هذا ف «الأحرف السبعة ليست متفرقة في القران كلها ولا موجودة فيه في ختمة واحدة، فإذا قرأ القارئ برواية واحدة فإنما قرأ ببعض الأحرف السبعة لا بكلها» «5» .
(1) الجامع لمعمر بن راشد (11/ 219) ، مرجع سابق.
(2)
الطبراني في الأوسط (6/ 142) ، مرجع سابق، وعن معاذ نحوه عند الطبراني (20/ 150) .
(3)
ابن أبي شيبة (6/ 137) .
(4)
مسلم (1/ 562) ، المسند المستخرج على صحيح مسلم (2/ 415) ، مرجعان سابقان، والأضاة المستنقع من مسيل ما غيره، والأضنين جمع أضاة وأضا وهي الغدير.
(5)
فتح الباري (9/ 28) ، مرجع سابق.
3-
كل حرف مستغن عن الاخر، ولا يحتاج إليه، ولا يفتقر إليه، وإن كان بعضها قد يزيد في إيضاح بعض، فعلى قول من يقول باندثارها ما عدا حرفا واحدا فلا ضير على القران الكريم، فالختمة الواحدة الكاملة للقران الكريم تتحقق برواية قرائية واحدة، ولا يحتاج إلى جمع القراات جميعا لإتمام ختمة قران، كما لا يحتاج إلى جمع الأحرف السبعة.
وبناء على هذا تستبين العلاقة أيضا بين القران والقراات:
فالقراءة من حيث إطلاقها على مجموع المقروء محلا ولفظا ووضعا هو القران، أما القراءة من حيث إطلاقها على الموضع المختلف فيه فهي قراءة وهي وجه من أوجه القران المقروء فتؤول إلى القران فهو الأصل وهي أحد أوجهه فالعلاقة التغاير الذي محصلته الاتحاد في أصلية القران إذ القراءة منبثقة عنه، والافتراق في أن القران يتحقق بوجه واحد من الأوجه المختلف فيها التي تسمى قراءة.
ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمي ذلك كله قرانا، أي هو قران بهذه الوجه من القراءة أو بذاك فقد قرأ رجل عند عمر فغير عليه فقال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يغير علي قال: فاجتمعا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقرأ أحدهما على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: «أحسنت» قال: فكأن عمر وجد في نفسه من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا عمر إن القران كله صواب ما لم يجعل مغفرة عذابا أو عذابا مغفرة» «1» فسمى القراءة المختلف فيها قرانا.
ووضح أهل العلم حقيقة التغاير بين القران والقراءة فقال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى- وهو يتكلم عن القراات: «ومن ادعى تواترها فقد كابر
(1) أحمد (4/ 30) ، مرجع سابق، وقال مجمع الزوائد (7/ 151)، مرجع سابق:«رواه أحمد ورجاله ثقات» .