الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والمقتضى المنهجي لذلك:
إعادة هذا الأسلوب، وتطبيقه، وإتحافه بعدد من الأنشطة العملية التي تواكب تطبيق الايات: كالإنفاق ولو بمبلغ رمزي عند قراءة اية الإنفاق، والتفكر عند قراءة اية التفكر، وأمر المتعلم بشرح أحكام الزواج مثلا بعد قراءتها كنوع من الإصرار على الفهم العام.
ومن المقتضيات إعداد منهج مواكب لعمل التحفيظ أو التلقين أو الإقراء تشرح فيه معاني القران بيسر، وتقترح فيه النشطة العملية المقترحة لمواكبة الايات المتعلمة.
اعتراض وجوابه:
قد يعترض على هذا بأنه يطيل أمد الحفظ ومدته والجواب أن هذا هو الأمر الشرعي، ولا دخل لما ال إليه الأمر هذه الأيام في كثير من مؤسسات التحفيظ، كما أن من مقتضيات ذلك إعداد معلم القران إعدادا قويا يناسب قيامه بهذه الوظيفة الجليلة. كما لا يعترض على هذا بتفاوت مدارك المتعلمين لأن هذا المبدأ يفرض تفاوت التعامل مع كل طالب بحسب حاله.
وأما الصغار فلا بد من مراعاة مقدار ذلك معهم ذلك لا إزالة الفكرة من أصلها.
رابعا: ورأس الصفات العملية للإيمان الإخلاص لله تعالى:
وهو ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمهم إياه مذ بعث، وبين القاري أن الخيرية في قوله صلى الله عليه وسلم:«خيركم من تعلم» : «لكن لا بد من تقييد التعلم والتعليم بالإخلاص» «1» ، فمن أخلصهما وتخلق بهما دخل في زمرة الأنبياء «2» ، ولإذكاء صفة الإخلاص في نفس القارئ، فقد كان من أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في نفوس حملة القران أن يبين لهم
(1) شرح سنن ابن ماجه (1/ 19) ، مرجع سابق.
(2)
انظر: فيض القدير (3/ 499) ، مرجع سابق.
مقدار الوعيد الشديد فيمن يزيغ عن ايات الله بعد أن يعلمها كما في قول جل جلاله:
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
(176)
(الأعراف: 175- 176) ، ففي ذلك زيادة التشنيع لمن يفعل فعل الذي أخلد إلى الأرض، وبيان حقيقة مكانة حامل القران إن اهتدى أو ضل، وقد حبذ بعض المقرئين تحفيظ القراء- مع قراءتهم- حديث أبي هريرة في أول ثلاثة يقضى بينهم يوم القيامة وفيه: «فأول من يدعوا به رجل جمع القران ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به أثناء الليل واناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل
…
» الحديث «1» ..
وتسلسل منهجية التذكير بالإخلاص للقراء، فقد خطب عمر ابن الخطّاب رضي الله عنه فقال: يا أيّها النّاس ألا إنّا إنّما كنّا نعرفكم إذ بين ظهرينا النّبيّ صلى الله عليه وسلم وإذ ينزل الوحي وإذ ينبئنا الله من أخباركم ألا وإنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قد انطلق وقد انقطع الوحي وإنّما نعرفكم بما نقول لكم من أظهر منكم خيرا ظننّا به خيرا وأحببناه عليه ومن أظهر منكم لنا شرّا ظننّا به شرّا وأبغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربّكم ألا إنّه قد أتى عليّ حين وأنا أحسب أنّ من قرأ القران يريد الله وما عنده فقد خيّل إليّ باخرة إنّ رجالا قد قرؤه يريدون به ما عند النّاس فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم «2» .
(1) ابن خزيمة (4/ 116) ، ابن حبان (2/ 136) ، الحاكم (1/ 579) ، الترمذي (4/ 591) ، مراجع سابقة.
(2)
المختارة (1/ 219) ، عبد الرزاق (3/ 383) ، أحمد (1/ 41) ، أبو يعلى (1/ 175) ، وانظره في مجمع الزوائد (5/ 211) ، مراجع سابقة.