الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكن هذا التحديد بالعشر لا يعني التزامه بدقة بل من أكثر فالله أكثر «1» ، وكذا تحمل رواية خمسا؛ إذ الأصل أن هذا طاعة، فالطلبة فيه بحسب وسعهم، وحمل البعض الخمس والعشر على حالة التلقين «2» ، والصحيح أن ذلك يختلف من شخص لاخر.
كمية المراجعة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل العشر ايات أقل ما ينبغي أن يقرأه المسلم في مراجعته في الليل فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام بعشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة اية كتب من القانتين ومن قام بألف اية كتب من المقنطرين» «3» ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يذكرون هذه الأحاديث موقوفة- مع أن لها حكم الرفع- دلالة على بدهية رفعها لأهميتها فعن تميم الدّاريّ رضي الله عنه قال:«من قرأ عشر ايات في ليلة لم يكتب من الغافلين» «4» ، ولكنه صلى الله عليه وسلم حثهم على المزيد، ورتب الشارع الحكيم على ذلك الأجور العظيمة كل بقدر مشقته، ليرد كل أناس مشربهم فعن تميم الدّاريّ وفضالة بن عبيد قالا:
(1) إشارة إلى حديث عبادة بن الصّامت حدّثهم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا اتاه الله إيّاها أو صرف عنه من السّوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر» رواه الترمذي (5/ 566) ، مرجع سابق، وقال:«وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» .
(2)
(النويري) أبو القاسم محمد بن محمد بن محمد: شرح طيبة النشر في القراات العشر (2/ 47)، تحقيق وتعليق: عبد الفتاح السيد سليمان أبو سنه خبير التحقيق بمجمع البحوث الإسلامية، مراجعة لجنة إحياء التراث الإسلامي، بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، القاهرة، 1406 هـ- 1986 م.
(3)
أبو داود (2/ 57) ، ابن خزيمة (2/ 181) ، مرجعان سابقان.
(4)
الدارمي (2/ 554) ، مرجع سابق.
من قرأ بعشر ايات في ليلة كتب من المصلّين «1» ، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:«من قرأ في ليلة عشر ايات لم يكتب من الغافلين ومن قرأ في ليلة بمائة اية كتب من القانتين ومن قرأ بمائتي اية كتب من الفائزين» «2» وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال: «من قرأ في ليلة عشر ايات كتب من الذّاكرين، ومن قرأ بمائة اية كتب من القانتين، ومن قرأ بخمس مائة اية إلى الألف أصبح وله قنطار من الأجر قيل وما القنطار قال ملء مسك الثّور ذهبا» «3» ، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ عشر ايات في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة اية كتب له قنوت ليلة، ومن قرأ مائتي اية كتب من القانتين، ومن قرأ أربعمائة اية كتب من العابدين، ومن قرأ خمسمائة اية كتب من الحافظين، ومن قرأ ستمائة اية كتب من الخاشعين، ومن قرأ ثمانمائة اية كتب من المخبتين، ومن قرأ ألف اية أصبح له قنطار، والقنطار ألف ومائتا أوقية خير مما بين السماء والأرض قال خير مما طلعت عليه الشمس ومن قرأ ألفي اية كان من الموجبين» «4» ، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه مثله «5» .
ونلحظ أن من دلالة الإشارة للتفريق بين الايات هنا أن قد رسخ في ذهن الحفاظ وغيرهم كمال السورة ومقدارها ومواضع الايات، فيستبينون أنها طويلة أو قصيرة
…
ولا شك أن لهذا دلالته في حفظ القران الكريم.
(1) الدارمي (2/ 555) ، مرجع سابق.
(2)
الدارمي (2/ 555) ، مرجع سابق.
(3)
الدارمي (2/ 557) ، مرجع سابق.
(4)
مسند الشاميين (2/ 44) ، الطبراني في الكبير (8/ 180) ، مرجعان سابقان، وقال في مجمع الزوائد (2/ 267)، مرجع سابق:«رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف» .
(5)
المختارة 8/ 278، مرجع سابق.