الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك كان يفعل مع البلاد المفتوحة، ومن ذلك أنه لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استخلف عليها عتاب بن أسيد يصلي بهم وخلف معاذا يقرئهم ويفقههم «1» .
وعن أنس رضي الله عنه أن أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا كتاب ربّنا والسّنّة قال فأخذ النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيد أبي عبيدة فدفعه إليهم وقال: «هذا أمين هذه الأمّة» «2» ، ويعني باليمن هنا أهل نجران.
داخل بيته صلى الله عليه وسلم: وقد قام بذلك خير قيام داخل بيته كما قام خارجه: فقد كان الوحي ينزل داخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم، والقران يتلى كما قال سبحانه وتعالى: وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ (الأحزاب: 34) ف آياتِ اللَّهِ القران ووَ الْحِكْمَةِ السنة «3» .
تعيينه صلى الله عليه وسلم عرفاء الإقراء:
وكان لضرورة إقرائه القران الكريم يدفع من قدم عليه إلى إمام من أئمة الإقراء فعن عبادة بن الصّامت رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، دفعه إلى رجل منّا يعلّمه القران، فدفع إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا، وكان معي في البيت أعشّيه عشاء أهل البيت فكنت أقرئه القران
…
» «4» ، وهذا يدل أيضا على مقدار اعتناء الصحابة بحفظ القران الكريم، وتعلمه وتعليمه.
(1) سير أعلام النبلاء (1/ 447) .
(2)
الحاكم (3/ 299) ، مرجع سابق، وقال:«صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بذكر القران» .
(3)
تفسير الجلالين (ص 554) ، دار الحديث، القاهرة، ط 1، وانظر: القرطبي (14/ 182) ، الطبري (22/ 9) .
(4)
أبو داود (3/ 265) ، الحاكم (3/ 401) ، أحمد (5/ 324) .