الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: أصحاب (تلاميذ) النبي صلى الله عليه وسلم من أئمة الإقراء «المخرجات التعليمية» :
يروم هذا المبحث أن يبين أن حفظ القران الكريم وجمعه بين الصحابة قد صار من العلم العام الأساسي في حياة الأمة الإسلامية، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرج عددا كبيرا من حفاظ القران ختموه في حياته، وتابعوا جمع آياته النازلة أولا بأول، وذلك في مطلبين:
المطلب الأول: مؤشرات وقواعد عامة في عدد حفاظ القران الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
.
المطلب الثاني: من أشهر أئمة الإقراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل التفصيل.
فإلى الصحب الألى حافظوا القران ورفعوه نتجه
…
فماذا سنرى؟
حدّث عن القوم فالألفاظ ساجدة
…
خلف المحاريب والأوزان تبتهل
المطلب الأول: مؤشرات وقواعد عامة في عدد حفاظ القران الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
لأن تلاوة القران تعليما وهداية (تزكية) هي وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن معجزته الأولى الخالدة، وبرهان خاتمته للأنبياء هو القران الكريم، وهو أصل أصول الدين- فقد لزم من ذلك ما يلي:
1-
ضرورة اليقين في ثبوت كل لفظ من ألفاظه، وهيئة من هيئات أدائه
…
وذلك لأن العادة تقتضي تواتر تفاصيل ذلك، وذلك يقتضي بالضرورة القطع
بالثبوت، والجزم بصحة النقل، واليقين بعدم التغيير، ويتفاوت ذلك بحسب تأثير هيئة الأداء على المعنى. ذلك بأن القران «معجزة للرسول عليه السلام، وأمر الرسول عليه السلام بإظهاره مع قوم تقوم الحجة بقولهم وهم أهل التواتر فلا يظن بهم التطابق على الإخفاء ولا مناجاة الاحاد به حتى لا يتحدث أحد بالإنكار فكانوا يبالغون في حفظ القران حتى كانوا يضايقون في الحروف ويمنعون من كتبة أسامي السور مع القران ومن التعاشير والنقط كيلا يختلط بالقران غيره فالعادة تحيل الإخفاء فيجب أن يكون طريق ثبوت القران القطع» «1» .
2-
انتشار القران في الأمة حتى تصير ألفاظه وهيئات أدائه على سبيل الإجمال من المشاع المعلوم عندهم بالضرورة فلا تستطيع بادرة التغيير أن تتسرب إليه لفظا وأداء (العلم العام بمحتوى القران) .
3-
أن يشمل تعليمه كل الأمة، مع وجود متخصصين في دقائقه؛ لطبيعة رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وهي أنه ما جاء إلا لتبليغهم كلام ربهم الحافظ المهيمن على معاشهم ومعادهم، وهذا الكلام هو هذا الكتاب.
4-
أن تكون الأمة بمجموعها هي الأداة الواقعية لحقيقة الحفظ الإلهية.
وهذا اليقين القاطع بنقل القران، والدقة البالغة بتوثيقه هو ما اصطلح عليه العلماء بالتواتر، ومرادهم نتيجة التواتر، أو مقتضاه وهو العلم اليقيني الاضطراري بتوثيق نقل القران.
ولهذه الأمور مجتمعة صح- واقعيا- «بنقل الكافة الذي لا مجال للشك فيه أن هذا القران هو المكتوب في المصاحف المشهورة في الافاق كلها» «2» .
(1) المستصفى ص 82، مرجع سابق.
(2)
الإحكام لابن حزم (1/ 92) ، مرجع سابق.