الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه التشهد في الصلاة فقالا: «كنا تحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القران الواو والألف» «1» ، وقد شدد ابن مسعود رضي الله عنه في ذلك «حتى أخذ على أصحابه الواو والألف فيه كي يوافقوا لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم» «2» .
ويدل قوله «الواو والألف» : على تحري الحروف وعدم إبدالها بغيرها، ويحتمل أن يكون المعنى إتقان نطق الحرف، والتشديد على ما يخل به الإنسان عادة كالحركات (التي تسمى في علم الأصوات: الألفونات والمصوتات) التي قد تتعرض إلى البتر إذا كانت طويلة، أو إلى المط إذا كانت قصيرة
…
فيحمل على العموم، وذكر الألف والواو يدل على مقدار الإتقان في الحفظ والأداء معا كما قال مجاهد:
«صليت خلف مسلمة بن مخلد فافتتح البقرة فما أخطأ فيها واو ولا ألفا» «3» .
2- جعل الترتيل (التجويد) القراني مقياسا لدقة الترتيل في غيره:
ولذا كانوا يشبهون دقة تعليم أي شيء اخر بتعلم ألفاظ القران كالتشهد والاستفتاح والاستخارة، والأذان الذي يؤدى مرتلا مغنى به.
3- وقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمهم مد الصوت في الأذان فكيف تراه في تعليم القران
؟:
فعن أبي محذورة رضي الله عنه قال: ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين «حرفا حرفا» هو بنفسه فقال قل الله أكبر
…
قال: ثم أرجع فمد من صوتك
…
الحديث «4» . فالمراد بمد الصوت هنا رفع الصوت وإطالة المد بنداوة.
(1) صحيح ابن خزيمة (1/ 438) ، ابن أبي شيبة (1/ 262) ، مرجعان سابقان.
(2)
شرح معاني الاثار (1/ 265) .
(3)
ابن أبي شيبة (6/ 139) ، الحاكم (3/ 565) ، مرجعان سابقان، ومسلمة المذكور هو الأنصاري الزرقي صحابي معروف ولد في السنة الأولى للهجرة، كان أميرا لمصر ومات وهو وال عليها سنة 62 هـ، انظر في ترجمته: سير أعلام النبلاء (3/ 125) ، المعين في طبقات المحدثين ص 26، مشاهير علماء الأمصار ص 56.
(4)
أبو داود 1/ 137، مرجع سابق.