الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير المنضبطة بأحكام التجويد فهذا هو الممنوع، «ويشبه أن يكون أراد هذا الذي يفعله قرّاء الزّمان من اللّحون الّتي يقرأون بها النّظائر في المحافل فإن اليهود والنّصارى يقرأون كتبهم نحوا من ذلك» «1» .
كيف ظهر أتباع ألحان الغناء في القراءة:
أوّل من قرأ بالألحان عبيد الله بن أبي بكرة، وكانت قراءته حزنا ليست على شيء من ألحان الغناء والحداء، فورثه عنه حفيده عبيد الله بن عمر، ولذلك يقال قرأت العمريّ، وأخذ ذلك عنه سعيد العلّاف الإباضيّ «2» ، وصار سعيد رأس هذه القراءة في زمنه وعرفت به، لأنه أتصل بالرشيد فأعجب بقراءته وكان يحظيه ويعطيه حتى عرف بين الناس بقارئ أمير المؤمنين، وكان القراء بعده:
كالهيثم، وأبان، وابن أعين، وغيرهم ممن يقرؤن في المجالس أو المساجد، يدخلون في القراءة من ألحان الغناء والحداء والرهبانية، فمنهم من كان يدس الشيء من ذلك دسا خفيا، ومنهم من يجهر به حتى يسلخه، فمن هذا قراءة الهيثم أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ (الكهف: 79) فإنه كان يختلس المد اختلاسا فيقرؤها (لمسكين) وإنما سلخه من صوت الغناء كهيئة اللحن في قول الشاعر:
أما القطاة فإني سوف أنعتها
…
نعتا يوافق عندي بعض (مفيها)
أي ما فيها، حتى كان الترمذي محمد بن سعيد في المائة الثالثة، وكان الخلفاء والأمراء يؤمئذ قد أولعوا بالغناء، فقرأ محمد هذا على الأغاني المولدة المحدثة سلخها في القراءة بأعيانها «3» .
(1) النهاية (4/ 242) ، مرجع سابق.
(2)
لسان العرب (15/ 137) ، مرجع سابق.
(3)
تاريخ اداب العرب (1/ 61) ، مرجع سابق.
وعلى هذا فالنواميس التي يجوز بها استعمال قوانين الإيقاع عند التلاوة هي «1» :
1-
الالتزام بضوابط التجويد وأركان الترتيل دون شطط.
2-
وإبقاء الجو القراني على حاله من التحزين والخشوع والإخبات.
3-
ألايتولد من حروف ليست من القران كزيادة ألف أو تطويل الحركة القصيرة إلى طويلة، وهو ما يعبر عنه العلماء بالتمطيط.
4-
ألايترتب على ذلك التقصير في أداء حركة طويلة، أو البتر في حرف لين، أو حرف مشدد مثل التقصير في تشديد (ذرية) ونحو ذلك.
5-
عدم الغلو في التلحين حتى يظهر أنه الغاية من القراءة لا أنه يعين على تدبر القراءة، فيكون صاحبه مفتونا قلبه وقلب من يسمعه لدرجة أنه لا يسمع القران إلا له، لا لأنه القران.
6-
عدم الغلو في طلب اللحن حتى يبحث عن أصوله من غناء اللاهين، ويصبح فنا مستقلا عن المراد منه «2» ، يبذل له التكلف، ويخرج به عن طبيعة المرء
…
كما قال ابن الجزري:
(1) قد ظهر مما سبق ومما يتلخص الان الإطار العام لبحث هذه القضية، فالبحث لا يتناولها بالإسفاف الذي تناولها به صاحب كتاب (ألحان السماء) الذي يشير إلى الثروة الكبيرة التي يكتسبها القارئ الفنان عند امتلاكه اسطوانات باخ وموزارت وبيتهوفن ولست، وضرورة النهل منها
…
وعلى الرغم من أن المكتبة الإسلامية العصرية تفتقر إلى تراجم القراء المتأخرين، وقد ظهر في هذا الكتاب أنه يريد أن يسد جزا من ذلك
…
إلا أن أسلوب التناول كان غير لائق، ولا يستند على البحث العلمي، أو الصبغة الشرعية. انظر: محمود السعدني: ألحان السماء، كتاب اليوم يصدر عن دار أخبار اليوم أول كل شهر، عدد يناير 1996 م.
(2)
انظر: أيمن سويد: البيان لحكم قراءة القران الكريم بالألحان، قرظه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ط 1، 1412 هـ/ 1991 م، حيث نقل المؤلف فتاوى للعلماء الأقدمين والمعاصرين الذين منعوا القراءة بالألحان، وانظر: كيف يتلقى القران؟ اداب التلاوة وأحكام التجويد ص 29، مرجع سابق.