الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حقيقة الجفاء:
-
معنى الجفاء لغة:
تدور الأحرف الأصلية لهذه الكلمة ومشتقاتها (1) على أصل واحد: يدل على المفارقة والترك والبعد؛ والجافي عن الشيء أي: التارك له، وللعمل به.
الجفاء: هو نبو (2) الشيء عن الشيء، وهو خلاف البر، والجفاء: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء، من ذلك: جفوت الرجل اجفوه، وهو ظاهر الجفوة، أي: الجفاء، وجفا الشيء يجفو جفاء وتجافى: لم يلزم مكانه، كالسرج يجفو عن الظهر، والجفاء غلظ الطبع وسوء الخلق (3).
-
معنى الجفاء شرعاً:
جاء معناه في قوله تعالى: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} الرعد: 17، قال الزجاج (4):"والجفاء ما جفا الوادي؛ أي: رمى به"(5).
وفي الحديث: ((اقرءوا القرآن ولا تجفوا عنه)) (6)، أي: تعاهدوه ولا تبتعدوا عن تلاوته.
(1) ينظر: معجم مقاييس اللغة مادة (جفو)(1/ 465)، والصحاح مادة (جفأ)(1/ 41)، ولسان العرب، مادة:"جفا"، وتهذيب اللغة للهروي (11/ 140).
(2)
النبو: مصدر نبا ينبو نبوا ونبوا. وَيُقَال: نبا فلَان عَن فلَان نبوة إِذا فَارقه.
جمهرة اللغة لأبي بكر محمد بن الحسن الأزدي، ت: رمزي بعلبكي (1/ 382).
(3)
وفي صفته، صلى الله عليه وسلم ليس بالجافي المهين، أي ليس بالغليظ الخلقة، ولا الطبع السيئ، المهين: من المهانة، وهي الحقارة.
ينظر: الشمائل المحمدية للترمذي (ص 85)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 257)، ولسان العرب (3/ 167).
(4)
هو: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج، ولد ببغداد عام 230 هـ، وتوفي بها سنة 311 هـ، كان عالماً بالنحو والتفسير، من مؤلفاته: معاني القرآن وإعرابه، وتفسير أسماء الله الحسنى، وأمالي الزجاج، والمقصود والممدود، وغيرها.
ينظر: تهذيب اللغة (1/ 28)، وطبقات النحويين واللغويين (ص 111)، وتاريخ بغداد (6/ 89)، وطبقات المفسرين (1/ 9).
(5)
معاني القرآن (3/ 145).
(6)
أخرجه أحمد في المسند (3/ 428، 444). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 170، 171): رواه أحمد والبزار بنحوه، ورجال أحمد ثقات. وصححه الألباني كما في صحيح الجامع برقم (1168).