‌القسم الأول: المرجئة - الآيات القرآنية الواردة في الرد على البدع المتقابلة دراسة عقدية

(1) المرجئة: هم من أخرجوا العمل عن حقيقة الإيمان، وكانت بدايتهم في أواخر العقد السابع وأوائل العقد الثامن من المائة الأولى للهجرة 82 هـ، وهم أقسام وفرق متعددة مختلفة في تحديد معنى الإيمان، فمنهم القائلون بأن الإيمان بالقلب واللسان فقط: مرجئة الفقهاء، وابن كلاب. ومنهم القائلون بأن الإيمان بالقلب فقط: الجهمية، والمريسية، والصالحية، والأشعرية، والماتريدية. كما أن منهم القائلون بأن الإيمان باللسان فقط: الكرامية. وغيرهم من الحداثيين والعقلانيين والعصرانيين الذين يطالبون بتجديد الفقه الإسلامي بأي طريقة ووسيلة.

قد يتصور البعض أن المرجئة كسائر الطّوائف لهم آراء في جميع المجالات الكلاميّة، خاصّة بهم، يفترقون بها عن غيرهم، لكنَّ الأصل المقوّم للمرجئة هو مسألة تحديد الإيمان والكفر. وأمّا الموضوعات الاُخرى فليس لهم فيها رأي خاصّ. ولأجل ذلك تفرّقوا في آخر أمرهم وذابوا في فرق متبدّدة ومتضادّة، وهي:

1 ـ مرجئة الخوارج 2 ـ مرجئة القدرية 3 ـ مرجئة الجبرية 4 ـ المرجئة الخالصة.

ينظر: الملل والنحل (1/ 139 - 140)، مقالات الإسلاميين (1/ 213 - 223)، والفرق بين الفرق (ص 202)، والفصل (5/ 73)، والملل والنحل (1/ 137).

(2)

ينظر في تقرير مذهب هؤلاء، وأقوال العلماء فيه: السنة للخلال (3/ 576 - 587)، وخلق أفعال العباد للبخاري (ص 15)، والرد على الجهمية للدارمي (ص 25)، ومجموع الفتاوى (7/ 582 - 585، 209).

(3)

ينظر: الإيمان لابن تيمية (ص 189 - 239)، والتسعينية (ص 160)، ومجموع الفتاوى (2/ 94).

(4)

الوعيدية: هم من يُغلب جانب الخوف والوعيد على جانب الرجاء والوعد عند حكمهم على مرتكب الكبيرة، ويقولون بإنفاذ الوعيد، وأن مرتكب الكبيرة إذا مات ولم يتب؛ فهو مخلَّد في النار. وقالوا: إن الله توعَّد العاصين بالنار والعذاب، وهو لا يخلف الميعاد. وأبرز من يمثل مذهبهم الخوارج والمعتزلة، ومن وافقهم.

ينظر: شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص 188)، ونواقض الإيمان الاعتقادية وضوابط التكفير عند السلف (1/ 133).