الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتنوعت جهود العلماء لتشمل دارسات حول الأسانيد والمتون، كما شملت التصنيف في الأحاديث الصحيحة والصالحة للاحتجاج (1).
ثانياً: التصنيف في التحذير من البدع التي تتوسع مع تقادم الزمن واندثار السنن:
قل التصنيف في مسائل العقائد في الصدر الأول -عصر الصحابة والتابعين-؛ لأنها كانت محل إجماع وتسليم، ولم يظهر التأليف فيها إلا مع ظهور البدع؛ عندها حظي موضوع البدعة باهتمام كبير من قبل علماء الإسلام، لذا نجد الحديث عنه في غالبية علوم الشرع (2):
ففي الحديث وشروحه: تجد أبواب الاعتصام بالسنة، وذم البدع والأهواء، والتوحيد، والسنة، وغير ذلك من الأبواب المختصة بالكلام عن البدعة، ويوجد الكلام عنها في كثير من الأبواب الحديثية الأخرى، بل كل باب من أبواب الحديث ينص على سنة، وباللازم ينهى عن بدعة.
وفي مصطلح الحديث: تجد الكلام عن رواية المبتدع، وحكم الداعي وغير الداعي.
وفي التفسير: تجد الكلام عن البدعة عند آيات الاعتصام وذم التفرق.
وفي الفقه: حكم شهادة أهل الأهواء، وحكم المناكحة والمبايعة والإرث، مع المبتدعة.
وفي أصول الفقه: تجد للبدعة علاقة بأبواب الإجماع والاستحسان والمصالح المرسلة، وقول الصحابي، وفي تعريف السنة وأحكام السكوت عنه، والاجتهاد والتقليد، وغير ذلك من المباحث والأبواب الأصولية.
وفي العقيدة: تجد الكلام عن البدعة والمبتدعة في كل باب منها.
وفي تراجم الرجال: تجد ذكر من جُرح بالبدعة، ومن رُدت روايته بسبب ابتداعه.
(1) ينظر: جهود العلماء في الدفاع عن السنة والكشف عن الروايات الواهية أ. د. علي عبد الباسط مزيد (2 - 20).
(2)
ينظر: حقيقة البدعة، د. سعيد بن ناصر الغامدي، ومقال بعنوان: نبذة مختصرة عن بعض المؤلفات في البدعة ونقدها لفهد محمد القرشي https://uqu.edu.sa/page/ar/20764
وفي التاريخ: تجد سير المبتدعة أفراداً وفرقاً، وما أحدثوه من حروب وفتن، وما قام لهم من دول وما وقع معهم من وقائع.
أما المؤلفات التي تكلم أصحابها عن البدعة، فهي تنقسم في تناولها لموضوع البدعة إلى أقسام:
القسم الأول: مؤلفات تكلمت عن بدع محددة وتناولتها بالرد والتبيين (1).
القسم الثاني: مؤلفات تكلمت عن جملة من البدع (2).
القسم الثالث: مؤلفات تكلمت عن البدع بنوع من الشمول، فتناولت تعريف البدعة وأقسامها وأحكامها وأقسام المبتدعة وأحكامهم، وغير ذلك من المسائل المتعلقة بقواعد النظر في مسألة البدعة، وقواعد التأصيل في حكمها وحكم فاعليها. وليست هذه المؤلفات على درجة واحدة في ذلك بل بعضها أشمل من بعض، وبعضها تكلم عن غالبية هذه المسائل التأصيلية، وبعضها لم يتجاوز إلا أجزاء يسيرة منها (3).
القسم الرابع: مؤلفات عنيت بمسائل التأصيل في النظر إلى البدعة والمبتدع، وهي على أقسام:
الأول: مؤلفات تكلمت بشمول وعمق عن سائر مسائل التأصيل هذه أو بعضها (4).
الثاني: مؤلفات اختصرت أو اقتبست من المؤلفات التي اعتنت بالتأصيل، مع زيادات يسيرة في هذا الباب (5).
(1) مثالها: كتاب الرد على بشر المريسي، ورسالة السجري، وكتاب الرد على من أنكر الحرف والصوت لابن قدامة ولابن عقيل، وكتاب القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل، للشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري، وكتاب الرد القوي على الرفاعي، والمجهول، وابن علوي، وبيان أخطائهم في المولد النبوي، للشيخ حمود بن عبد الله التويجري .. والكتب من هذا القبيل كثيرة ومعظمها يتعلق بالبدعة العملية.
(2)
ومن هذه المؤلفات: كتاب المدخل لابن الحاج، وكتاب البدع لابن التركماني، وكتاب إصلاح المساجد من البدع والعوائد، لعلامة الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي رحمه الله، وكتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني، وغيرها الكثير.
(3)
ومن هذه المؤلفات: كتاب الإبداع في مضار الابتداع، للشيخ علي محفوظ، وكتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، للإمام أبي شامة، وغيرها.
(4)
مثل الاعتصام واقتضاء الصراط المستقيم، والرسائل التي خصصها شيخ الإسلام للكلام عن البدعة، مثل رسالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية، ومثل قاعدة في تكفير أهل البدع والأهواء، وغير ذلك من الرسائل والقواعد المبثوثة في مجموع الفتاوى.
(5)
كتاب أصول في البدع والسنن، تأليف محمد أحمد العدوي، وهو تلخيص لكتاب الاعتصام ليس إلا، وكتاب البدعة والمصالح المرسلة، للدكتور توفيق الواعي، وقد ركز فيه المؤلف على علاقة البدعة بالمصالح المرسلة.