الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا هو ديدن فرق الباطنية جميعاً: إنكار اليوم الآخر، وعدم الإيمان به، وزعمهم أن للشريعة ظاهراً وباطناً.
-
ثامناً: اطراد ما التزموه من أصول مذهبهم الفاسدة:
نلحظ أن كثيراً من انحراف هؤلاء، إنما هو نتيجة التزامهم بما اعتمدوه من كليات عقلية وقواعد منطقية، أدت بهم إلى التفريط في باب الإيمان باليوم الآخر (1)، وهذا واضح بين في إنكار الوعيدية -الخوارج وبعض المعتزلة- لوجود الجنة والنار قبل يوم القيامة، وإنكارهم لعذاب القبر (2)، والشفاعة (3)، والميزان والصفات الثابتة له، وإنكار الصراط (4)؛ لأن إثباتهم لهذا يخالف أصلاً من أصولهم وهو خلود الفساق المذنبين من المسلمين في النار، وعدم خروجهم، وجعلت الشفاعة خاصة بالتائبين المنيبين في زيادة ثوابهم ورفعة منزلتهم (5).
كما أن الجبرية تعتقد أن العبد مجبور على أفعاله -بزعمهم-، فآل بهم هذا إلى إنكار الحساب، أما الإسماعيلية فالقيامة عندهم هي: عبارة عن عودة الروح إلى مبدئها وهي النفس الكلية، وهذا يعني إبطال العقاب والثواب في الجنة والنار؛ لأن العقاب عندهم هو الآلام التي تراها الروح في تقلبها في الأجساد المختلفة، وأما الثواب فهو اللذات التي يأخذها المؤمن من مراتب العلوم (6).
(1) والحقيقة أنهم إنما توهموا هذه اللوازم لمَّا فسدت ألسنتهم وعقولهم، فوقعوا في الفرقة والضلال، والشك والريبة والوبال.
ينظر: قلب الأدلة على الطوائف المضلة في توحيد الربوبية والأسماء والصفات (ص 787 - 790).
(2)
اختلف الإباضية في إثبات عذاب القبر، فذهب قسم منهم إلى إنكاره موافقين بذلك سائر فرق الخوارج، وذهب قسم آخر إلى إثباته.
ينظر: المقالات (1/ 167 - 168)، فتح الباري (3/ 233)، تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة (1/ 352 - 353).
(3)
فرقة الإباضية تثبت الشفاعة للمتقين فقط، وهنا يظهر التناقض حيث أن المتقي لا يحتاج إلى الشفاعة، بل إن الله أعد له جنة عرضها السموات والأرض. ينظر: تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة (1/ 353).
(4)
ينظر: المقالات، (1/ 167 - 211)، التنبيه والرد لأبي الحسين الملطي (ص 62 - 68)، الفرق بين الفرق (ص 49 - 75)، البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان لأبي الفضل عباس السكسكي ت: د. بسام العموش (17/ 30)، وعقائد الثلاثة والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني ت: محمد عبد الله الغامدي (1/ 12 - 42، 296)، إسلام بلا مذاهب لمصطفى الشكعة، (ص 147 - 165).
(5)
ينظر: شرح الأصول الخمسة (ص 688)، الفصل في الملل والأهواء والنحل (4/ 63).
(6)
ينظر: العقائد والباطنية، لصابر طعيمة (ص 127).