الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
497 -
عن عَمرو بنِ مَيمون (1) قال: شهِدْتُ عمر بنَ الخطاب رضي الله عنه صلى بجَمْع الصُّبحَ، ثم وقفَ. فقال: إنّ المشرِكين كانوا لا يُفِيضونَ مِن جَمْعٍ حتى تطلعَ الشَّمس، ويقولون: أشْرِقْ ثَبِير (2)، وأنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خَالَفهم، وأفاض (3) قبلَ أن تَطْلعَ الشَّمس. خ (4).
14 - باب المحرم يأكل من صيد الحلال
498 -
عن جابر؛ أنّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال: "صُيْدُ البَر لكم حَلالٌ ما لم تَصِيدُوه، أو يصادَ (5) لكم". ت وقال: قال الشافعيّ: هذا أحسنُ
(1) هو: الأودي، أدرك الجاهلية، ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة عابد، كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرضونه، حج ستين- وقيل: مئة- من بين حجة وعمرة، رأى رجم زناة القرود في الجاهلية، مات سنة أربع- أو خمس، أو ست، أو سبع- وسبعين، روى له الجماعة.
(2)
بفتح الثاء المثلثة، وكسر الباء الموحدة، وهو جبل من أعظم جبال مكة على يسار الذاهب إلى منى.
(3)
كذا الأصل: "وأفاض"، وفي "الصحيح":"ثم أفاض"، وفي رواية:"فأفاض"، وفاعل "أفاض" النبي صلى الله عليه وسلم، والإفاضة، الدفع في السير.
(4)
رواه البخاري (1684 و 3838).
(5)
كذا الأصل: "يصاد"، وكتب الناسخ في الهامش:"صوابه: يُصَدْ".
قلت: رواية أبي داود والترمذي: "يصد"، وهي لا إشكال فيها من حيث قواعد اللغة؛ لأنها معطوفة على مجزوم.
وفي رواية النسائي وغيره: "يصاد"، وهي جائزة على لغةٍ- في قول بعضهم- واحتجوا بقول الشاعر:
إذا العجوز غضبت فطلق
…
ولا ترضاها ولا تملق =
حديثٍ في هذا البابِ وأقيسُ (1).
499 (255) - عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خرجَ حاجّا (2)، فخَرجُوا معه، فصَرفَ طائفةً منهم- فيهم أبو قَتادة- وقال:
"خُذُوا سَاحِلَ البحرِ حتَّى نلتقِي".
فأخَذُوا ساحِلَ البحرِ، فلمّا انصرَفُوا أحرَمُوا كلُّهم إلا أبا قتادةَ لم يُحرِمْ، فبينما هُم يَسِيرُونَ إذا رَأوا حُمُرَ (3) وَحْش، فحملَ أبو قتادةَ على الحُمُرِ، فعقرَ منها أتانًا (4)، فنزلنا، فأكَلْنا من لحمِها، ثم قُلنا:
أنأكلُ لحمَ صيدٍ ونحنُ مُحْرمُون؟ فحمَلْنا ما بقي مِن لحمِها، فأَدْرَكْنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فسألناهُ عن ذلكَ؟
= وأما السندي، فقال في "حاشية النسائي": الوجه نصب "يصاد"، على أن:"أو" بمعنى: إلا أن، فلا إشكال.
(1)
ضعيف. رواه الترمذي (846)، وأيضًا رواه أبو داود (1851)، والنسائي (5/ 187) من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن جابر به.
وقال الترمذي: "المطلب لا نعرف له سماعًا من جابرٍ".
قلت: وعمرو بن أبي عمرو- وإن كان من رجال الشيخين- متكلم فيه، يعرف ذلك من ترجمته وقد أورد له الذهبي في "الميزان"(3/ 282) هذا الحديث من غرائبه.
(2)
أي: قاصدًا البيت، إذ هذا كان في العمرة ولم يكن في الحج، ففي رواية لمسلم (1196) (62) قول أبي قتادة:"أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الحديبية. قال: فأهلوا بعمرة غيري".
(3)
في "أ": "حمار"، وقال مصحح البخاري عن هذا اللفظ (3/ 13):"كذا في اليونينية من غير علامة أحد عليه".
(4)
الأتان: الأنثى من الحمر
فقال: "منكم أحدٌ أمرَه أن يحملَ عليها، أو أشارَ إليها"؟
قالوا: لا.
فقال: "فكُلُوا ما بَقِي من لحمِها"(1).
- وفي روايةٍ: فقال: "هل مَعكُم منه شيءٌ"؟
فقلتُ: نعم. فناولتُه العَضُدَ (2)، فأكَلَها (3). مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
500 (256) - عن الصَّعبِ بن جَثامة؛ أنّه أهدى إلى رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم حمارًا وحشِيًّا- وهو بالأبواءِ، أو بوَدَّان- فردّه عليه، فلما رأى ما في وجهِهِ. قال:"إنّا لم نردَّهُ عليكَ إلا أَنَا حُرُمٌ". مُتَفَقٌ عَلَيْهِ (4)
- وفي لفط لمسلمٍ. رِجْلَ حِمَار.
- وفي روايةٍ: شِقَّ حِمَارٍ.
(1) رواه البخاري (1824)، ومسلم (1196)(60).
(2)
وهو من المرفق إلى الكتف، وهو الساعد.
قلت: وفي رواية لهما: "معنا رجلُهُ"، وفي أخرى لهما أيضًا:"فاضلة".
(3)
رواه البخاري (2570).
(4)
رواه البخاري (1825)، ومسلم (1193)(50).
و"الأبواء": قرية جامعة من عمل الفُرْع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا، وبها قبر آمنة بنت وهب أمّ النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: سُمَيت بذلك لتبوأ السيول بها.
و"ودّان": قرية جامعة من عمل الفرع بينها وبين الجحفة مرحلة.
وهما "الأبواء" و"ودان" مكانان متقاربان، بينهما ستة أميال أو ثمانية، وهما بين مكة والمدينة. انظر "الفصول في سيرة الرسول"(ص 85).
- وفي روايةٍ: عَجُزَ حِمَارٍ (1).
- وفي روايةٍ: لحمَ صَيْدٍ (2).
قالى الترمذيُّ: قال الشافعيُّ: إنما وجهُ هذا الحديثِ عندنا أنّه ردَّهُ عليه لما ظنّ أنه صِيدَ من أجلِه (3).
(1) هذه الروايات الثلاث عند مسلم برقم (1194)(54) من حديث ابن عباس، قال: أهدى الصعب بن جثامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
(2)
هذه الرواية لمسلم (1195) من حديث زيد بن أرقم.
(3)
انظر "السن"(3/ 206)، وكان المصنف- رحمه الله نقل هذا التوجيه للحديث في "الصغرى" دون نسبته للإمام الشافعي، بل وقع في النسخة التي شرحها ابن الملقن نسبته للحافظ عبد الغني.