الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصَّدقةُ لغنيٍّ؛ إلا لخمسة: لغَازٍ في سَبِيل الله، أو لعَاملٍ عليها، أو لغَارِمٍ أو لرجُلٍ اشتراها بمالِهِ، أو لرجُلٍ كان له جارٌ مِسْكِينٌ، فتُصُدِّق على المسكينِ، فأهدى المسكينُ إلى الغنىِّ". د هكذا رواه.
وأيضًا (1) مسندًا عن عطاء بنِ يَسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه (2).
15 - باب المسألة
352 -
عن عبد الله بنِ عُمر قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما يَزالُ الرجُلُ يسألُ النَّاسَ (3)، حتى يأتِي يومَ القيامةِ [و] (4) ليسَ في وَجْهِهِ مُزعةُ لَحْمٍ". مُتَّفَقٌ عَلَيْه (5).
- وزَاد البخاريُّ، وقال:" إنَّ الشمسَ تدنُو يومَ القيامةِ، حتى يبلُغَ العرقُ نِصْفَ الأُذُنِ، فبينَا هُم كذلك استغَاثُوا بآدمَ، ثم بموسى، ثم بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم "(6).
مُزْعَةٌ. يعني: ليسَ عليه لَحْمٌ (7).
(1) جاءت العبارة في "أ" هكذا: "د هكذا. ورواه أيضًا
…
" والمعنى واحد.
(2)
صحيح. رواه أبو داود (1636) موصولًا. ورواه أيضًا (1635) مرسلًا، وأعله أبو داود بالإرسال، لكن صححه جماعة من الحفاظ، انظر "بلوغ المرام"(643).
(3)
أي: تكثرًا، وهو غني لا تحل له المسألة.
(4)
زيادة من "أ"، وهي رواية مسلم.
(5)
رواه البخاري (1474)، ومسلم (1040)(104).
(6)
هذه الزيادة للبخاري برقم (1475).
(7)
وهذا من الحافظ عبد الغني- رحمه الله يدل على أنه حمل الحديث على ظاهره، وهو=
353 -
عن قَبِيصَة بنِ المخَارِق الهلالي قال: تحمّلتُ حَمَالةً (1)، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال:
"أقِمْ يا قَبِيصةُ! حتى تأتيَنَا الصَّدقةُ، فنأمرُ لكَ بها".
ثم قال: "يا قَبِيصةُ! إن المسألةَ لا تحلُّ إلا لأحدِ ثَلاثةٍ:
رجل تحمّلَ حَمَالةً فحلَّتْ له المسألةُ فسَألَ حتى يُصِيبَها، ثم يُمسِكُ. ورجلٌ أصابَتْه جَائِحةٌ، فاجتَاحتْ مالَه، فحلَّتْ له المسألةُ، حتى يُصِيبَ قِوامًا من عيش- أو قال. سِدادًا من عيش (2) -.
= اللائق به وبكل أثري سلفي، إذ صرفه عن ظاهره تحكم بلا دليل.
وقال القاضي عياض كما في "شرح النووي"(7/ 136):
"قيل: هو على ظاهره، فيحشر ووجهه عظم لا لحم عليه؛ عقوبة له، وعلامة له بذنبه حين طلب وسأل بوجهه، كما جاءت الأحاديث الأخر بالعقوبات في الأعضاء التي كانت بها المعاصي". وقال ابن حجر في "الفتح"(3/ 339):
"مال المهلب إلى حمله على ظاهره، وإلى أن السر فيه أن الشمس تدنو يوم القيامة، فإذا جاء لا لحم بوجهه كانت أذية الشمس له أكثر من غيره".
(1)
قوله: "تحملت حمالة" الحمالة- بفتح الحاء وتخفيف الميم- هي: المال الذي يتحمله الإنسان - أي: يستدينه ويدفعه في إصلاح ذات البين، وشرط بعضهم في الحمالة أن تكون لتسكين فتنة، وكانت العرب إذا وقعت بينهم فتنة اقتضت غرامة في دية أو غيرها، قام أحدهم فتبرع بالتزام ذلك والقيام به، حتى ترتفع تلك الفتنة الثائرة، وهذا من مكارم الأخلاق، وكانوا إذا علموا أن أحدهم تحمل حمالة بادروا إلى معونته، وأعطوه ما تبرأ به ذمته. وإذا سأل لذلك لم يعد نقصًا في قدره. بل فخرًا.
(2)
قوله: "قوامًا، أو سدادًا" بكسر القات والسين، معناهما واحد، وهو: ما يغني من الشيء، وما تسد به الحاجة.
ورجلٌ أصابتْهُ فَاقةٌ، حتَّى يقولَ ثلاثةٌ من ذَوي الحِجَا مِن قومِه: قد أصابتْ فلانًا الفَاقةُ، فحلّتْ له المسألةُ، حتى يُصِيب قِوَامًا من عيش- أو سدادًا من عيش- ثم يُمسِكُ.
ومَا سِوَاهُنّ يا قَبِيصةُ! سحتٌ (1)؛ يأكُلُها صاحِبُها سحتًا". م د [س](2)(3).
فاقة: شدّة الحاجة.
والحِجَا. يعني: من ذوي العقل.
(1) هذا لفظ أبي داود، وأما مسلم فلفظه:"سحتًا".
قال النووي (7/ 140): "هكذا هو في جميع النسخ "سحتًا" .. وفيه إضمار. أي: اعتقده سحتًا أو يؤكل سحتًا".
(2)
زيادة من "أ".
(3)
رواه مسلم (1044)، وأبو داود (1640)، والنسائي (5/ 89 - 90).