الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
12 - باب تعجيل الزكاة
346 (179) - عن أبي هُريرة رضي الله عنه قالَ: بعثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُمرَ على الصَّدقةِ. فقِيل: منعَ ابنُ جَميلٍ (1)، وخالد بنُ الوليد، والعبَّاسُ؛ عمُّ رسولِ الله (2) صلى الله عليه وسلم فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"ما يَنْقِمُ ابنُ جَمِيلٍ إلا أنْ كانَ فَقِيرًا، فأغنَاهُ الله [عز وجل] (3). وأمَّا خالدٌ: فإنَّكم تظلِمُون خالدًا، وقدِ احتبسَ أدْرَاعَهُ وأعتادَه فى سبيلِ الله [عَزَّوجَلَّ] (4). وأما العبّاسُ: فهي عليَّ ومثلُها مَعها" ثم قال: "يا عمرُ! أمَا شعرتَ أن عمّ الرجُلِ صِنْوُ أبيه". مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ د (5).
(1) لا يعرف اسمه، وهو ممن عرف بالنسبة إلى أبيه، قال الحافظ في "الفتح" (3/ 333):
"لم أقف على اسمه في كتب الحديث، لكن وقع في تعليق القاضي الحسين المروزي الشافعي، وتبعه الروياني أن اسمه (عبد الله)، ووقع في شرح الشيخ سراج الدين ابن الملقن أن ابن بزيزة سماه (حميدًا)، ولم أر ذلك في كتاب ابن بزيزة، ووقع في رواية ابن جريج (أبو جهم ابن حذيفة) بدل (ابن جميل)، وهو خطأ لإطباق الجميع على (ابن جميل)، وقول الأكثر أنه كان أنصاريًا، وأما أبو جهم بن حذيفة فهو قرشي فافترقا، وذكر بعض المتأخرين أن أبا عبيد البكري ذكر في شرح الأمثال له أنه أبو جهم بن جميل". أهـ.
(2)
في "أ": "النبي".
(3)
زيادة من "أ".
(4)
زيادة من "أ".
(5)
رواه البخاري (1468)، ومسلم- والسياق له- (983)، وأبو داود (1623).
وقوله: "يا عمر
…
" ليس في البخاري، وفيه أيضًا: "فهي عليه صدقة، ومثلها معها". وانظر" بلوغ المرام بتحقيقي (885).
ومما ذكره الحافظ في "الفتح" حول قوله صلى الله عليه وسلم:
"فهي عليه صدقة، ومثلها معها" بأن النبي صلى الله عليه وسلم ألزم العباس بتضعيف صدقته؛ ليكون أرفع=
صِنْو. يعني: مثل أبيه (1).
347 -
وعن عليّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال لعُمرَ:"إنَّا قد أخذْنَا زكاةَ العبّاسِ عامَ الأوّلِ للعام". ت وقال: غَرِيبٌ (2).
348 -
وعنه؛ أنَّ العباسَ سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في تعجيلِ صدقَتِهِ قبلَ أن تحلَّ، فرخَّصَ له في ذَلك. د ت (3).
=لقدره، وأنبه لذكره، وأنفى للذم عنه، فالمعنى: فهي صدقة ثابتة عليه سيصدق بها، ويضيف إليها مثلها كرمًا".
فعقب على ذلك الشيخ ابن باز- رحمه الله (3/ 333) بقوله:
"هذا فيه نظر، وظاهر الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم تركها له، وتحملها عنه، وسمى ذلك صدقة؛ تجوزًا وتسامحًا في اللفظ، ويدل على ذلك رواية مسلم؛ (فهي عليَّ ومثلها). فتأمل".
(1)
وقال أبو عبيد في "غريب الحديث"(2/ 15):
"في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عم الرجل صنو أبيه"، يعني: أصلهما واحد، فأصل الصنو إنما هو النخل في قوله تعالى: {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} [الرعد: 4]، الصنوان: المجتمع. وغير الصنوان: المفترق، وفي غير هذا الحديث: هما النخلتان تخرجان من أصل واحد، فشبه الإخوان بهما".
(2)
حسن. رواه الترمذي (679). وقال:
"وقد اختلف أهل العلم في تعجيل الزكاة قبل محلها، فرأى طائفة من أهل العلم أن لا يعجلها. وبه يقول سفيان الثوري؛ قال: أحبُّ إليّ أن لا يعجلها. وقال أكثر أهل العلم: إن عجلها قبل محلها أجزأت عنه. وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق".
(3)
حسن. رواه أبو داود (1624)، والترمذي (678)، وابن ماجة (1795).
وقال الحافظ في "الفتح"(3/ 334) بعد أن ذكر طرق الحديث وشواهده:
"وليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق، والله أعلم".