الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} هو أمر الخلافة؛ لئلا يشتهر.
{فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ} أي: نبأ حفصة بالخبر، وأنها أفشته إلى عائشة، ظنت أن عائشة فضحتها، فَثَمَّ {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} على جهة التثبت {قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
(4)}
.
[4]
فلما أخبرها أن الله أخبره، سكتت، وسلمت، واعتزل صلى الله عليه وسلم نساءه للحديث الذي أفشته حفصة إلى عائشة، وحلف ألَّا يدخل عليهن شهرًا، فلما ذهب تسع وعشرون ليلة، بدأ بعائشة، فقالت: أقسمتَ أنك لا تدخل شهرًا، وإنما أصبحتَ من تسع وعشرين، فقال:"الشهر تسع وعشرون ليلة"(1)، وكان الشهر تسعًا وعشرين ليلة.
{إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} خطاب لحفصة وعائشة من التعاون على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإيذاء.
{فَقَدْ صَغَتْ} مالت {قُلُوبُكُمَا} أي: وُجد منكما ما يوجب التوبة بأن سَرَّكما ما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم من تحريم مارية، وجمع القلوب؛ لئلا يجمع بين تثنيتين في كلمة؛ فرارًا من اجتماع المتجانسين، وربما جمع، وتقديره: إن تبتما، قُبلت توبتكما.
(1) رواه البخاري (4895)، كتاب: النكاح، باب: موعظة الرجل ابنته، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، ومسلم (1083)، كتاب: الصيام. باب الشهر يكون تسعًا وعشرين، من حديث عائشة رضي الله عنها.