الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} قرأ الكوفيون: بتخفيف الظاء، والباقون: بتشديدها (1)، ومعناهما: تتعاونا على إيذائه.
{فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ} أي: ناصره {وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} عطفًا على الضمير في (مَوْلَاهُ)(وَصَالح الْمُؤْمِنِينَ) واحد يُراد به الجمع، وهم من صلح من المؤمنين. قرأ ابن كثير:(جَبْرِيلُ) بفتح الجيم وكسر الراء من غير همز (2)، وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف: بفتح الجيم والراء وهمزة مكسورة، وقرأ أبو بكر عن عاصم كذلك، إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة، وقرأ الباقون: بكسر الجيم والراء من غير همز.
{وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِير} أعوان، المعنى: كلُّ المذكورين ينصرون محمدًا ويعينونه، وتخصيص جبريل لتعظيمه.
{عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا
(5)}
.
[5]
{عَسَى رَبُّهُ} و (عسى) تكون للوجوب في ألفاظ القرآن إلا في موضعين: أحدهما في سورة محمد صلى الله عليه وسلم (فَهَلْ عَسَيْتُمْ)؛ أي: علمتم وتمنيتم، والثاني: هنا ليس بواجب؛ لأن الطلاق معلق بالشرط، فلما لم يوجد الشرط، لم يوجد التبديل.
(1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 94)، و"تفسير البغوي"(4/ 429)، و"معجم القراءات القرآنية"(7/ 176).
(2)
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 640)، و"التيسير" للداني (ص: 75)، و"معجم القراءات القرآنية"(7/ 177).
{إِنْ طَلَّقَكُنَّ} رسولُه {أنَّ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} قرأ أبو عمرو: (طَلَّقكُنَّ) بإدغام القاف في الكاف، والباقون: بالإخلاص، وقرأ نافع، وأبو جعفر، وأبو عمرو:(يُبَدِّلَهُ) بفتح الباء وتشديد الدال، والباقون: بإسكان الباء وتخفيف الدال (1).
{مُسْلِمَاتٍ} خاضعات له بالطاعة {مُؤْمِنَاتٍ} مخلصات {قَانِتَاتٍ} طائعات {تَائِبَاتٍ} عن الذنوب {عَابِدَاتٍ} متذللات لأمر الرسول {سَائِحَاتٍ} صائمات.
{ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا} أي: مشتملات على الثيبات والأبكار، والآية واردة في الإخبار عن القدرة، لا عن الكون في الوقت؛ لأنه تعالى قال:{إِنْ طَلَّقَكُنَّ} ، وهو علم أنه لا يطلقهن، وهذا كقوله:{وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]، فهذا إخبار عن القدرة، وتخويف لهم؛ لأنه ليس في الوجود خير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
روي عن أنس بن مالك: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا رسول الله! لا تكترثْ بأمر نسائك، والله معك، وجبريل معك، وأبو بكر معك، وأنا معك"، فنزلت الآية موافقة نحوًا من قول عمر (2).
(1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 640)، وقراءة (يبدله) في "التيسير" للداني (ص: 145)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 314)، و"معجم القراءات القرآنية"(7/ 178).
(2)
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 332)، و"البحر المحيط" لأبي حيان (8/ 287). وأصله في "الصحيح".