الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ} الغلبة لمن دونه {وَلِرَسُولِهِ} بإظهار دينه {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} بنصرهم على الكافرين {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ذلك، ولو علموا، ما قالوا هذه المقالة.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
(9)}
.
[9]
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ} تشغلكم.
{أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} هو الصلوات الخمس.
{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} أي: اللهو بها.
{فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} لأنهم باعوا الباقي بالفاني. قرأ الدوري عن الكسائي: (يَفْعَل ذَّلِكَ) بإدغام اللام في الذال، والباقون: بالإظهار (1).
{وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
(10)}
.
[10]
و {أَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} في الطاعة، وقال ابن عباس: المراد: زكاة الأموال (2).
{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ} أي: أسبابه.
(1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 369)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 417)، و"معجم القراءات القرآنية"(7/ 154).
(2)
انظر: "تفسير البغوي"(4/ 405).
{فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا} هَلَّا {أَخَّرْتَنِي} أمهلتني {إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} زمان يسير.
{فَأَصَّدَّقَ} فأتصدق وأزكي مالي، قيل: نزلت في مانعي الزكاة.
{وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} المؤمنين. قرأ أبو عمرو: (وَأَكُونَ) بالواو ونصب (1) النون على جواب التمني، وعطفًا على (فَأَصَّدَّقَ)؛ لأنه نصب بإضمار أن، وقال: إنما حذفت الواو من المصحف اختصارًا، وقرأ الباقون:(وَأَكُنْ) بجزم النون من غير واو عطفًا على موضع (فَأَصَّدَّقَ)(2)؛ لأنه جواب الشرط، تقديره: إن أخرتني، أصدق، وأكنْ، وكذا هو مرسوم في جميع المصاحف.
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)} .
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا} ولن يمهلها {إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا} آخرُ عمرها.
واختلاف القراء في الهمزتين من (جَاءَ أَجَلُهَا) كاختلافهم فيهما من {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ} في سورة الحج [الآية: 65].
{وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فمجازٍ عليه. قرأ أبو بكر عن عاصم (يَعْمَلُونَ) بالغيب على تخصيص الكفار بالوعيد، وقرأ الباقون: بالخطاب على مخاطبة جميع الناس (3)، والله أعلم.
(1) في "ت": "وفتح".
(2)
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 637)، و"التيسير" للداني (ص: 211)، و"تفسير البغوي"(4/ 406)، و"معجم القراءات القرآنية"(7/ 155 - 156).
(3)
المصادر السابقة.