الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا مركب؛ لأنّه لو كان مركبًا، لكان له باطن، والصمد في كلام العرب: السَّيِّد الذي يُصمد إليه في الأمور، و (اللهُ الصَّمَدُ) ابتداء وخبر، والقراءة وصلًا (أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ) منونًا مكسورًا لالتقاء الساكنين، وكان أبو عمرو في أكثر الروايات عنه يسكت عند (هُوَ اللهُ أَحَد)، وزعم أن العرب لا تصل مثل هذا، وروي عنه أنّه قال: وصلُها قراءة موضوعة (1)، وروي عنه أنّه قال: أدركت القراء كذلك يقرؤونها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحد)، وإن وصلت، نونت، وروي عنه أنّه قال: أحبُّ إليَّ إذا كان رأس آية أن يسكت عندها، وذلك لأنّ الآية منقطعة ممّا بعدها، مكتفية بمعناها، فهي فاصلة، وبها سميت آية، وأمّا وقفهم كلهم، فيسكتون على الدال (2).
* * *
{لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ
(3)}
.
[3]
{لَمْ يَلِدْ} لعدم المجانسة؛ لأنّه لم يكن له من يجانسه فيتوالد (3){وَلَمْ يُولَدْ} لأنّ كلّ مولود محدَثٌ وجسمٌ، وهو تعالى ليس بجسم ولا محدَث، وهو رد على إشارة الكفار في النسب الّذي سألوه.
* * *
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ
(4)}
.
[4]
{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا} خبر (كان)، وأسمها {أَحَدٌ} قرأ حفص عن عاصم:(كُفُوًا) بضم الفاء وفتح الواو من غير همز، وقرأ حمزة،
(1) في "ت": "محدثة".
(2)
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (5/ 536).
(3)
في "ت": "فيتوالد".
ويعقوب، وخلف: بإسكان الفاء مع الهمز، وإذا وقف حمزة، أبدل الهمزة واوًا مفتوحة اتِّباعًا للخط، وقرأ الباقون: بضم الفاء مع الهمز (1)، وكلها لغات صحيحة، ومعناها: المثل، المعنى: لا أحد يكافئه، ولا يماثله في شيء ما، وقد احتوت هذه السورة على كلّ صفاته تعالى.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تَعْدِلُ ثلثَ القرآن"(2)؛ لما فيها من التّوحيد، والله أعلم.
* * *
(1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 702)، و"التيسير" للداني (ص: 226)، و"تفسير البغوي"(4/ 720)، و"معجم القراءات القرآنية"(8/ 272).
(2)
رواه مسلم (811)، كتب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.