الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا نقله ابنُ الملقن (1)، وابنُ مغلطاي أخذه، والغالب على الظن وقوفُ الزركشي على كلٍّ من هذين الكتابين.
* * *
باب: فضلِ المدينةِ وأنَّها تَنْفِي النَّاسَ
1071 -
(1871) - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيىَ ابْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُبَابِ سَعِيدَ بْنَ يَسَارٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ تَأْكُلُ الْقُرى، يَقُولُونَ: يَثْربُ، وَهْيَ الْمَدِينَةُ، تَنْفِي النَّاسَ كمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ".
(أُمرت بقرية): أي: بالهجرة إلى قرية إن كان قاله بمكة، أو بسكنى قرية إن كان قاله بالمدينة.
(تأكل القرى، يقولون: يثرب، وهي المدينة): قال ابن المنير: وذكر أهلُ السير أن اسمها في التوراة طَيْبَةُ وطابَةُ (2).
وقال السهيلي: في التوراة: يقول الله: يا طابة يا مسكينة (3)! لا تقبلي (4) الكنوز؛ فإني سأرفع أجاجيرك على أجاجير (5) القرى (6).
(1) انظر: "التوضيح"(12/ 504).
(2)
في "ج": "طاب".
(3)
في "ع": "يا مسكين".
(4)
في "ع": "لا تقبل".
(5)
في "ع": "أجائر".
(6)
انظر: "الروض الأنف"(2/ 345).
وهو قريب من قوله عليه السلام: "أُمرت بقرية تأكل القرى"؛ لأنها إذا عَلَتْ (1) عليها علوَّ الغَلَبة، أكلتْها، أو يكون المراد: يأكل فضلُها الفضائل [أن يغلبَ فضلُها الفضائل](2)، حتى إذا قيست بفضلها، تلاشَت بالنسبة إليها (3)، فهو المراد بالأكل.
ومنه قولُ أبي الطيب:
عَلِيُّ شَرُوبٌ لِلْجُيُوشِ أَكُولُ
يريد: عليٌّ غالبٌ للجيوش، فهم له كالطعمة.
وهو -أيضاً- دليل على فضل المدينة.
وقد جاء في مكة: أنها أم القرى، كما جاء فيم المدينة: تأكل القرى، لكن المذكور للمدينة أبلغُ من المذكور لمكة؛ لأن الأمومة لا يُمحى بوجودها (4) وجودُ ما هي أُم له، لكن يكون حقُّ الأم (5) أظهر، وأما قوله: تأكل القرى، فمعناه: أن الفضائل تضمحلُّ في جنب عظيمٍ فضلِها حتى يكاد يكونُ عدماً، وما يضمحلُّ له الفضائلُ أفضلُ وأعظمُ مما تبقى معه الفضائل، ولكن يتضاءل عنه.
* * *
(1) في "ع": "علمت".
(2)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(3)
"إليها" ليست في "ع" و"ج".
(4)
في "ع": "بجودها".
(5)
في "ع": "الإمام".