الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال ابن المنير: ثم ساق حديث عائشة - أيضًا - في الترجمة التي بعدها، وأراد أيضًا أن يَردَّ على من زعم أن الحج ماشيًا أفضل؛ لأن الله تعالى قدَّمَ الرجالَ على (1) الركبان، فبين أنه لو كان أفضل، لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فعله عليه السلام قاصدًا لذلك، ولهذا لم يُحْرِم حتى استوتْ به راحلتُه.
* * *
باب: الحجِّ على الرَّحْلِ
894 -
(1516) - وَقَالَ أَبَانُ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ مَعَهَا أَخَاهَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَأَعْمَرَهَا مِنَ التَّنْعِيم، وَحَمَلَهَا عَلَى قتبٍ. وَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: شُدُّوا الرِّحَالَ فِي الْحَجِّ؛ فَإِنَّهُ أَحَدُ الْجِهَاديْنِ.
(وقال أبان): قال القرافي: المحدثون والنحاة على عدم صرفه، قال: ونقله ابنُ يعيشَ في "شرح المفصل" عن الجمهور، وقال: إنه بناء على أن وزنه أفعل، وأصله أَبْيَنُ، صيغة مبالغة في البيان الذي هو الظهور، فيقول: هذا أبينُ من هذا؛ أي (2): أظهرُ (3) منه وأوضحُ، فلوحظ أصلُه مع العلمية التي فيه، فلم يُصرف، هكذا في "شرح المنهاج الأصلي" للسبكي في فصل الخصوص (4).
(1)"على" ليست في "ع".
(2)
) "أي" ليست في "ج".
(3)
في "ج": "يظهر".
(4)
انظر: "الإبهاج في شرح المنهاج"(2/ 173).
قلت: وقد مر لنا نقلُ الخلاف في صرفِه ومنعِه في آخر (1) كتاب: الإيمان.
وصرح ابن مالك في "التوضيح" بأنه منقول من أبانَ ماضي يُبين، ولو لم يكن منقولًا؛ لوجب أن يقال فيه: أَبْيَنُ، بالتصحيح (2).
وهو كلام متجه يتقرر به الردُّ على ما نقله القرافي، وأقره عليه السبكيُّ من كونه أفعل تفضيل، فتأمله.
(فأعمرَها (3)): أي: حملها إلى (4) العمرة فاعتمرت، يقال: اعتمرتُ أنا، وأَعْمَرْتُ غيري.
(على قَتَب (5)): هو خشبُ الرَّحل (6)، قيل: القتبُ للجمل بمنزلة الإكاف للحمار.
(شُدُّوا الرحال): جمع رَحْل، وهو للبعير كالسَّرْج للفرس.
(فإنه أحدُ الجهادين): إما على جهة التغليب، أو الحقيقة (7).
* * *
895 -
(1517) - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ،
(1) في "ن" و"ج": "أواخر".
(2)
انظر: "شواهد التوضيح"(ص: 156).
(3)
في "ن" زيادة: "على قتب".
(4)
"قتب" ليس في "ج".
(5)
في "ن" زيادة: "فأعمرها بمؤخر الرحل".
(6)
"هو خشب الرحل" ليست في "ن".
(7)
انظر: "التنقيح"(1/ 370).
حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنسٍ، قَالَ: حَجَّ أَنسٌ عَلَى رَحْلٍ، وَلَمْ يَكُنْ شَحِيحًا، وَحَدَّثَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَّ عَلَى رَحْلٍ، وَكَانَتْ زَامِلَتَهُ.
(ولم يكن شحيحًا): أي: لم يُؤْثِرِ الرحلَ على المحمَل لشُحٍّ، بل فعلَ ذلك لطلبِ الأجر والاقتداء، ولما روي: حَجُّ الأَبْرَارِ عَلَى الرِّحَالِ (1).
(وكانت زاملَتَه): أي: حاملَتَه وحاملةَ متاعِه، والزاملةُ: بعيرٌ (2) يستظهر به (3) لحمل (4) المتاع.
وفيه: تركُ الترفُّه حيث جعل متاعَه تحته، وركبَ فوقه.
* * *
896 -
(1518) - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اعْتَمَرْتُمْ وَلَمْ أَعْتَمِرْ. فَقَالَ: "يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ! اذْهَبْ بِأُخْتِكَ فَأَعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيم". فَأَحْقَبَهَا عَلَى نَاقَةٍ، فَاعْتَمَرَتْ.
(أيمن): بفتح الهمزة والميم، غير منصرف.
(ابن نابل): بنون فألف فباء موحدة.
(فأحقَبَها): أي: أردَفَها خلفَه على حقيبة الرحل.
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(4/ 6) عن طاوس من قوله.
(2)
) "والزاملة بعير" ليست في "ن".
(3)
في "ع": "بها".
(4)
في "ج": "يحمل".