الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولذلك ترجم عليه ترجمتين:
إحداهما: كراهة الرسول عليه السلام أن تعرى (1) المدينة.
والأخرى:
باب:
احتساب الآثار.
* * *
باب
1085 -
(1889) - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الْحُمَّى يَقُولُ:
كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ
…
وَالْمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شرَاكِ نَعْلِهِ
وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أُقْلِعَ عَنْهُ الْحُمَّى، يَرْفَعُ عَقِيرَتَهُ يَقُولُ:
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبيتَنَّ لَيْلَةً. . . بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ
وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ. . . وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَامَةٌ وَطَفِيلُ
قَالَ: اللَّهُمَّ الْعَنْ شَيْبَةَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَعُتْبَهَ بْنَ رَبِيعَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُونَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الْوَبَاءِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَفِي مُدِّنَا، وَصَحِّحْهَا لَنَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ". قَالَتْ: وَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهْيَ أَوْبَأُ أَرْضِ اللهِ، قَالَتْ: فَكَانَ بُطْحَانُ يَجْرِي نَجْلاً، تَعْنِي: مَاءً آجِناً.
(كل امرئ مصبحٌ في أهله): يحتمل أن يراد: يُجعل في أهله صباحاً،
(1) في "ع": "يعري".
وفي "المحكم": عَقيرةُ الرجل: صوتُه إذا غَنَّى، أو قرأ، أو بكى (1).
(بوَادٍ): ويروى: بِفَجٍّ.
(وحولي إذخرٌ): جملة اسمية مصدَّرَة بواو (2) الحال، وأنشده الجوهري في مادة: حلل:
بمكة حولي (3) إِذْخِرٌ
بحذف الواو.
والإِذْخر: -بكسر الهمزة والخاء المعجمة وسكون الذال المعجمة بينهما-: حشيشة معلومة طيبة الريح.
أوردها القاضي في حرف الهمزة: فأقرهن، فاقتضى ذلك أن همزته [أصلية، وأوردها الجوهري في مادة: ذخر، فاقتضى ذلك أن همزته](4) زائدة.
(وجليل): نَبْتٌ، وهو الثُّمام، [وقيل: إذا عَظُمَ الثُّمامُ] (5) وجَلَّ، فهو جَليلٌ، والواحدةُ جليلةٌ.
(مياه): -بالهاء- كجِباه، وهو جمعُ ماء، والهمزة في المفرد بدلٌ عن (6) هاء؛ بدليل الجمع، وبدليل التصغير كمُوَيْهٍ، إلى غير ذلك.
(1) انظر: "المحكم" لابن سيده (1/ 184). وانظر: "التوضيح"(12/ 582).
(2)
في "ج": "فواو".
(3)
"حولي" ليست في "ج".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(5)
ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج".
(6)
في "ج": "غير".
(مِجَنة): -بفتح الميم وكسرها، وفتح الجيم، وميمه زائدة-، وهي سوقُ هَجَرَ بقرب مكةَ.
(شامة وطفيل): جبلان على نحو ثلاثين ميلاً من مكة، قاله الفاكهي (1).
وقال مالك: هما جبلان بمكةَ وجُدَّةَ.
قال الخطابي في كتاب "الأعلام": كنت أحسب أنهما جبلان [حتى أُثبت لي أنهما عينان (2).
وقال الأزرقي والخطابي في "الغريب": هما جبلان] (3) مشرفان على بريد من مكة (4).
هذا كله كلام القاضي في "المشارق"(5).
(فكان بُطحانُ يجري نجلاً): -بضم الباء الموحدة- من بُطحان، ونَجْلاً: -بفتح النون وسكون الجيم-، كذا لأكثرهم؛ أي: يبدي ماء قليلاً حتى يظهر ويتسع.
وقال ابنُ السِّكِّيتِ: النَّجْلُ: النَّزُّ حين يظهر (6)، وقيل: الغدير الذي لا يزال فيه الماء.
قال الزركشي: وضبطه الأصيلي -[بفتح الجيم-، وهو وهم.
(1) في "ع": "الفاكهاني".
(2)
انظر: "أعلام الحديث"(2/ 938).
(3)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(4)
انظر: "غريب الحديث" للخطابي (2/ 43).
(5)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 327).
(6)
انظر: "إصلاح المنطق"(ص: 51).
قلت: نقل القاضي هذا الضبط عن الأصيلي] (1)، ولم يتعرض إلى توهيمه (2).
وقد حكي عن الحربي: أنه قال: نجلاً؛ أي: واسعاً، ومنه عينٌ نَجْلاء؛ أي: واسعة (3).
وذكر عينه الزركشي -أيضاً-، وأقره، وإذا كان كذلك، لم يكن للتوهم (4) وجهٌ، فقد قال الجوهري: والنَّجَل -بالتحريك-: سَعَةُ شِقِّ العين، والرجلُ أَنْجَلُ، والعينُ نجلاء، وطعنة نجلاء: واسعةٌ بينةُ النَّجَل (5).
(يعني: ماءً آجِناً): -بالهمز (6) والمد وكسر الجيم-، وهذا من كلام البخاري.
قال القاضي: هو خطأ في التفسير، وإنما الآجِن: الماء (7) المتغير، كذا في الزركشي (8).
قلت: ولم أتحققْ وجهَ الخطأ، بل قولُها:"قدمنا المدينة وهي أوبأُ أرضِ الله" يناسبُ تغيرَ الماء وكراهتَه.
(1) ما بين معكوفتين ليس في "ع" و"ج"، وانظر:"مشارق الأنوار"(2/ 4).
(2)
في "ج": "توهمه".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 436).
(4)
في "ع": "لتوهم".
(5)
انظر: "الصحاح"(5/ 1826)، (مادة: نجل).
(6)
في "ع": "بالهمزة".
(7)
"الماء" ليست في "ج".
(8)
انظر: "مشارق الأنوار"(1/ 20). وانظر: "التنقيح"(1/ 436).