الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويروى: "فأَعْقَبَها" - بالعين بدل الحاء -؛ أي: جعلَها خلفَه (1).
* * *
باب: فضلِ الحجِّ المبرورِ
897 -
(1519) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَان بِاللَّهِ وَرَسُولهِ". قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ".
(حج مبرور): قيل: هو ما لا يخالطه شيء من المآثم، وقيل: المتقبَّل، وقيل: الذي لا رياء فيه ولا سمعة، وكلها متقاربة، ومبرور: اسمُ مفعول من قولهم: برَّ الله حجتَك (2)، فهو متعدٍّ بنفسه (3)، ويبنى للمفعول، فيقال: بُرَّ حَجُّك، فهو مبرور (4).
* * *
898 -
(1520) - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، أَخْبَرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبي عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 371).
(2)
في "ن" و"ج": "حجك".
(3)
في "ن": "لنفسه".
(4)
انظر: "التنقيح"(1/ 371).
- رضي الله عنها: أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! نَرَى الْجِهَادَ أَفْضَلَ الْعَمَلِ، أفلَا نُجَاهِدُ؟ قَالَ:"لَا، لَكُنَّ أَفْضَلُ الْجهَادِ حَجٌّ مَبْرُورٌ".
(نُرى الجهاد): بضم النون، ويروى بفتحها.
(قال: لكُنَّ أفضلُ الجهادِ حجٌّ مبرور): لَكُنَّ - بضم الكاف وتشديد النون - واللام حرف جر دخل على ضمير المخاطبات، هذه (1) رواية أبي ذر.
قال (2) الزركشي: والوجهُ حينئذٍ: رفعُ "أفضلُ" على أنه مبتدأ خبره "حج مبرور"(3).
قلت: ما صنعه الزركشي ها (4) هنا من الطراز الأول، وكأنه ظن أن (5) "لَكُنَّ" ظرفُ لغو متعلق بأفضل؛ أي: أفضلُ الجهادِ لَكُنَّ (6) حج مبرور، [والضمير المحذوف عائد إلى أفضل الجهاد، ومبرور صفة لحج على كل تقدير.
ويروى: "لَكِنْ" - بإسكان النونْ -، فأفضلُ مرفوع على أنه مبتدأ خبرُه حجٌّ مبرور] (7)، و (8) المانع من ذلك قائم، فالصواب: أن الخبر قوله: لكن،
(1) في "ج": "من هذه".
(2)
في "ج": "وقال".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 371).
(4)
"ها" ليست في "ن" و "ج".
(5)
"أن" ليست في "ج".
(6)
في "ج": "ولكن".
(7)
ما بين معكوفتين سقط من "ن" و"ج".
(8)
" و" ليست في "ع".
وأما حج مبرور، فهو خبر (1) مبتدأ محذوف؛ أي: هو حج مبرور، ويروى بتشديد نون "لَكِنَّ" وكسر الكاف، فأفضل منصوبٌ على أنه اسمها.
قال المهلب: وهذا بَيَّنَ أن قولَه تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] ليس على الفرض لملازمة البيوت كما زعمَ من أرادَ تنقُّصَ عائشة رضي الله عنها في خروجها إلى العراق (2) للإصلاح بين المسلمين.
* * *
899 -
(1521) - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ، فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
(سيار): بسين مهملة مفتوحة فمثناة (3) من تحت مشددة.
(فلم يرفثْ): بفتح الفاء وضمها؛ لأنه يقال: رَفَثَ، بكسر الفاء وفتحها.
قال (4) الأزهري: الرَّفَثُ: كلمةٌ جامعة لكل ما يريده (5) الرجلُ من المرأة (6).
(1) في "ن": "وأما حج، فبدل، أو خبر"، وفي "ج":"أو خبر".
(2)
في "ج": "العروق".
(3)
في "ن": "ومثناة".
(4)
في "ج": "فقال".
(5)
في "ج": "يريد".
(6)
انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (15/ 58)، (مادة: رفث). وانظر: "التنقيح"(1/ 372).