الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اليومَ معه؛ كجئتُك يومَ الجمعةِ سحرَ، أو لم تذكره (1)، وأنت تريد ذلك من يوم بعينه، وسواء عَرَّفْتَ ذلك اليوم (2) كما مر، أو نكرته؛ نحو: جئتك يومًا (3) سحر.
(فآذن بالرحيل): آذن - بهمزة فألف فذال معجمة مفتوحة مخففة فنون -؛ أي (4): أعلم يقال: آذَنْتُه؛ أي: أَعْلَمْتُه.
قال الزركشي: وقيل: بالتشديد (5)؛ يريد (6): بدون ألف بعد الهمزة، وتشديد (7) الذال.
* * *
باب: التَّمَتُّعِ والإِقْرانِ وَالإفْرَادِ بِالْحَجِّ، وَفَسْخِ الْحَجِّ، لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْيٌ
(باب: التمتع والإقران والإفراد): قال السفاقسي: الإقران غيرُ ظاهر؛ لأن فعله ثلاثي، وصوابه:"قرن".
(1) في "ن": "أو لم يذكره كما مر كجئتك سحر"، وفي "ج":"أولم نذكره كجئتك سحر".
(2)
في "ن": "عرفت ذلك من يوم بعينه، وسواء عرفت ذلك اليوم".
(3)
"يومًا" ليست في "ج".
(4)
) "مخففة فنون؛ أي" ليست في "ن".
(5)
انظر: "التنقيح"(1/ 385).
(6)
"يريد" ليست في "ج".
(7)
في "ج": "وبتشديد".
قال الزركشي: لم يُسمع في الحج أَقْرَنَ، ولا قَرَنٌ في المصدر منه، وإنما هو قِرانٌ مصدرُ قرنَ بين الحجِّ والعمرة: إذا جمعَ بينهما (1).
قلت: أراد تخطئة البخاري [والسفاقسي جميعًا، ويحتمل أن يعتذر عن البخاري](2) بقصد المشاكلة بين الإقران والإفراد نحو: "ارجِعْن (3) مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ"(4).
* * *
920 -
(1561) - حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَا نُرَى إِلَاّ أَنَّهُ الْحَجُّ، فَلَمَّا قَدِمْنَا، تَطَوَّفْنَا بِالْبَيْتِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ أَنْ يَحِلَّ، فَحَلَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ سَاقَ الْهَدْيَ، وَنِسَاؤُهُ لَمْ يَسُقْنَ، فَأَحْلَلْنَ. قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَحِضْتُ، فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ، فَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ الْحَصْبَةِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! يَرْجِعُ النَّاسُ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، وَأَرْجِعُ أَنَا بِحَجَّةٍ؟! قَالَ:"وَمَا طُفْتِ لَيَالِيَ قَدِمْنَا مَكَّةَ؟ "، قُلْتُ: لَا، قَالَ:"فَاذْهَبِي مَعَ أَخِيكِ إِلَى التَّنْعِيمِ، فَأَهِلِّي بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ مَوْعِدُكِ كَذَا وَكَذَا". قَالَتْ صَفِيَّةُ: مَا أُرَانِي إِلَاّ حَابِسَتَهُمْ. قَالَ: "عَقْرَى حَلْقَى، أَوَمَا طُفْتِ يَوْمَ النَّحْرِ؟ "، قَالَتْ: قُلْتُ: بَلَى، قَالَ:"لَا بَأْسَ، انْفِرِي".
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 386).
(2)
ما بين معكوفتين زيادة من "ن".
(3)
في "ع": "رجعن".
(4)
رواه ابن ماجه (1578)، عن علي رضي الله عنه.
قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَلَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُصْعِدٌ مِنْ مَكَّةَ، وَأَنَا مُنْهَبِطَةٌ عَلَيْهَا، أَوْ أَنَا مُصْعِدَةٌ وَهْوَ مُنْهَبِطٌ مِنْهَا.
(ولا نُرى إلا أنه الحج): - بضم النون -؛ أي: نظن.
قال الزركشي: فيحتمل أن ذلك كان اعتقادها من قبل أن تُهِلَّ (1)، ثم أهلَّت بعمرة، ويحتمل أن يريد فعلَ غيرها من الصحابة؛ كأنهم كانوا لا يعرفون إلا الحج، ولم يكونوا يعرفون (2) العمرة في أشهر الحج، فخرجوا محرمين بالذي لا يعرفون غيره (3).
قلت: الظاهرُ غيرُ الاحتمالين المذكورين، وهو أن مرادها: لا أظنُّ أنا ولا غيري من الصحابة إلا أنه الحجُّ، فأحرمنا به، هذا (4) ظاهر اللفظ.
(فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي أن (5) يحل): وذلك هو فسخُ الحج إلى العمرة، وقد كان جائزًا بهذا الحديث، وقيل: إن عِلَّته حَسْمُ مادة الجاهلية في اعتقادها أن العمرة في أشهر الحج من أَفْجَر الفجور كما تقدم (6)، واختلف الناس فيما بعد هذه الواقعة: هل يجوز فسخُ الحج إلى العمرة؛ كما في هذه الواقعة؟
فذهبت الظاهرية إلى جوازه، وأكثرُ الفقهاء المشهورين على المنع من ذلك.
(1) في "ع": "أن المحل".
(2)
في "ع": "يعرفوا".
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 386).
(4)
في "ع": "هنا".
(5)
"أن" ليست في "ع".
(6)
"كما تقدم" ليست في "ج".
وقيل: إن هذا كان مخصوصًا بالصحابة (1).
قال ابن دقيق: وفي هذا حديث عن أبي ذر، عن الحارث بن بلال، عن أبيه أيضًا، أعني: في كونه مخصوصًا (2).
(فلما كانت ليلةُ الحَصْبة): - بحاء مهملة مفتوحة (3) فصاد مهملة ساكنة فباء موحدة -؛ أي: ليلةُ المبيت بالمحصَّب.
(فأهلِّي بعمرة): الإهلال هنا: التلبية، وأصلُه رفع الصوت، كما تقدم، والمرأةُ لا ترفع صوتها.
(ما أُراني): بضم الهمزة.
(إلا حابِسَتَهم): أي: مانِعَتَهم من الخروج، فإنهم متوقفون بسببي.
(عقرى (4) حلقى): الرواية فيه بغير تنوين بألف مقصورة؛ أي: مشؤومة مذمومة، ومنهم من نوَّنَ، وصوبه (5) أبو عبيدة، وهو على هذا مصدرُ عقرَها الله وحلَقَها؛ أي: أهلكها وأصابها تَوَجُّع في حلقها.
قال ابن الأنباري: لفظه الدعاء [ومعناه غير الدعاء](6).
وقال الزمخشري: وهما (7) صفتان للمرأة المشؤومة؛ أي: أنها تعقر
(1) في "ن" زيادة: "رضي الله عنهم".
(2)
انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق العيد (3/ 71).
(3)
"مفتوحة" ليست في "ع".
(4)
في "ج": "قال: عقرى".
(5)
في "ع": "وصوابه".
(6)
ما بين معكوفتين زيادة من "ن".
(7)
في "ن": "هما".
قومَها، وتحلقهم (1)؛ أي: تستأصلهم من شؤمها عليهم، وهما خبران لمبتدأ محذوف؛ أي: هي عقرى (2).
* * *
921 -
(1563) - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَم، قَالَ: شَهِدْتُ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهما، وَعُثْمَانُ يَنْهَى عَنِ الْمُتْعَةِ، وَأَنْ يُجْمَعَ بَيْنَهُمَا. فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ، أَهَلَّ بِهِمَا: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ، قَالَ: مَا كُنْتُ لأَدَعَ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَوْلِ أَحَدٍ.
(وعثمان ينهى عن المتعة وقد (3) يُجمع بينهما): ببناء (4) يُجْمَع للمفعول، وضميرُ الاثنين من "بينهما (5) " عائد على الحج والعمرة.
* * *
922 -
(1564) - حَدَّثَنَا مُوسىَ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُس، عَنْ أَبيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْعُمْرَةَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ مِنْ أَفْجَرِ الْفُجُورِ فِي الأَرْضِ، وَيَجْعَلُونَ الْمُحَرَّمَ صَفَرًا، وَيَقُولُونَ: إِذَا بَرَأَ الدَّبَرْ، وَعَفَا الأَثرْ، وَانْسَلَخَ صَفَرْ، حَلَّتِ
(1) في "ع": "ويحلفهم".
(2)
انظر: "الفائق في غريب الحديث"(3/ 10).
(3)
نص البخاري: "وأن".
(4)
في "ع": "هنا".
(5)
"من بينهما" ليس في "ج".
الْعُمْرَةُ لِمَنِ اعْتَمَرْ. قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ صَبِيحَةَ رَابِعَةٍ مُهِلِّينَ بِالْحَجِّ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَجْعَلُوهَا عُمْرَةً، فَتَعَاظَمَ ذَلِكَ عِنْدَهُمْ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّ الْحِلِّ؟ قَالَ: "حِلٌّ كُلُّهُ".
(كانوا): أي: أهل الجاهلية.
(يُرون): - بضم أوله -؛ أي: يظنون.
(أن العمرة في أشهر الحج من أَفْجَر الفُجور): وذلك من تحكُّماتهم المبتدَعَة، وأفجر الفجور من باب: جد جده، وشعر شاعر.
(ويجعلون المحرم صفرًا): بالتنوين، و (1) في بعض النسخ بحذفه، والمعروف الأول، لأنه منصرف.
وفي "المحكم": كان أبو عبيدة لا يصرفه (2).
وهو المراد بالنسيء، ومعنى يجعلونه: يسمونه، وينسبون تحريمه إليه؛ لئلا يتوالى عليهم ثلاثة أشهر حرم، فيضيق بذلك أحوالهم (3).
(ويقولون إذا بَرَأ): - بفتحتين فهمزة -؛ أي: أفاق، يقال: بَرَأْت من المرض، وبَرِئتْ أيضًا (4)، بكسر الراء.
(الدَّبَر): - بدال مهملة وياء موحدة مفتوحتين -؛ أي: الجرحُ الذي يكون
(1)" و" ليست في "ع".
(2)
انظر: "المحكم"(8/ 307)، (مادة: صفر).
(3)
انظر: "التنقيح"(1/ 387).
(4)
أيضًا" ليست في "ن".
في (1) ظهر الدابة، يريدون: أن الإبل كانت تَدْبَر بالسير عليها (2) إلى الحج.
(وعفا الأثر): أي: دَرَسَ أثرُ الحاج من الطريق، والمجيء بعد رجوعهم بوقوع الأمطار وغيرها؛ لطول الأيام.
(وانسلخ صفر): أي: انقضى وانفصل.
(فقد (3) حلَّت العمرةُ لمن اعتمر): الظاهر أنهم قصدوا بذلك السجع، فينبغي أن تقرأ الراء (4) التي (5) تواطأت الفواصل عليها بالسكون؛ إذ لو حركت، فات الغرضُ المطلوبُ من السجع.
(أَيُّ (6) الحِلِّ؟ قال: حِلٌّ كُلُّه): أي: حِلٌّ يَحِلُّ فيه جميعُ ما يحرم على المحرم، حتى غشيان النساء، وذلك تمام الحل، وانظر هل قوله: كلُّه تأكيد لـ: حِلُّ على مذهب الكوفيين، أو (7) لا؟
* * *
923 -
(1566) - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ. وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أخبَرَنَا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَةَ
(1) في "ن": "إلى".
(2)
"عليها" ليست في "ج".
(3)
"فقد" ليست في نص البخاري.
(4)
"الراء" ليست في "ع".
(5)
في "ج": "الذي".
(6)
في "ن": "إلى".
(7)
في "ن": "أم".
- رضي الله عنهم زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا شَأْنُ النَّاسِ حَلُّوا بِعُمْرَةٍ، وَلَمْ تَحْلِلْ أَنْتَ مِنْ عُمْرتِكَ؟ قَالَ:"إِنِّي لَبَّدْتُ رَأْسِي، وَقَلَّدْتُ هَدْيِيِ، فَلَا أحِلُّ حَتَّى أَنْحَرَ".
(ولم تحلِلْ أنت): - بكسر اللام -؛ أي: لم تحلَّ، وإظهار التضعيف لغة (1).
* * *
924 -
(1567) - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، أَخْبَرَنَا أَبو جَمْرَةَ نَصْرُ بْنُ عِمْرَانَ الضُّبَعِيُّ، قَالَ: تَمَتَّعْتُ، فَنَهَانِي نَاسٌ، فَسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَأَمَرَنِي، فَرَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَجُلًا يَقُولُ لِي: حَجٌّ مَبْرُورٌ، وَعُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ، فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، فَقَالَ: سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: أَقِمْ عِنْدِي، فَأَجْعَلَ لَكَ سَهْمًا مِنْ مَالِي. قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ: لِمَ؟ فَقَالَ: لِلرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُ.
(فأخبرت ابن عباس): أي: بما رأيته في المنام من قول الرجل (2): حج مبرور، وعمرة متقبلة.
(فقال سنةَ النبي صلى الله عليه وسلم): قال الزركشي: بالنصب على الاختصاص، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف (3)(4).
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 388).
(2)
"الرجل" ليست في "ن".
(3)
"محذوف" ليست في "ع".
(4)
انظر: "التنقيح"(1/ 388).
قلت: النصب بتقدير فعلتَ السنةَ (1)، أو أتيتَ، أو نحو (2) ذلك، ولا وجهه لجعل هذا من الاختصاص، فتأمله.
(فقال لي: أقم عندي): قال المهلب: إنما قال له أبن عباس ذلك؛ ليقص على الناس هذه الرؤيا المثبِتَةَ لحال التمتُّع (3)، ففي هذا دليل على أن الرؤيا الصادقة شاهد على أمور اليقظة.
وفيه نظر؛ لأن الرؤيا الحسنة من غير الأنبياء ينتفع بها للتأسيس (4) والتأكيد، لا للتأسيس والتحديد، فلا يسوغ لأحد (5) أن يسند فتياه إلى منام، ولا يتلقى من غير الأدلة الشرعية حكمًا من الأحكام.
(وأجعل لك سهمًا من مالي): قال المهلب: فيه: أنه (6) يجوز للعالم أخذُ الأجرة على العلم.
وفيه نظر؛ إذ الظاهر أنه إنما عرض عليه ماله؛ رغبةٌ في الإحسان إليه؛ لما ظهر له من أن عمله (7) متقبل، وحجه مبرور، وإنما يتقبل الله من المتقين، * * *
(1)"السنة" ليست في "ع".
(2)
في "ع": "أبيت ونحو".
(3)
في "ع": "المتمتع".
(4)
في "ج": "ينتفع لها الناس". "للتأنيس" ليست في "ع".
(5)
في "ع": "فلا يسوغ لا أحد".
(6)
"أنه" ليست في "ع".
(7)
في "ع": "أعمله".