الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وقع لشيخنا الإمام أبي (1) عبد الله بن (2) عرفة رحمه الله في أواخر كتاب الأيمان والنذور في "مختصره" في الفقه ما نصه: ونُذر شيءٍ لميتٍ صالحٍ معظَّمٍ في نفس الناذر، [لا أعرف نصاً فيه، وروي (3): إن قصدَ مجردَ كونِ الثواب للميت، تصدَّقَ به موضعَ الناذر](4)، وإن قصد الفقراء الملازمين لقبره، أو زاويته، تعين لهم إن أمكن وصولُه لهم، انتهى (5).
وبقي عليه ما لو أعلمنا نذرَه، وجهلْنا قصدَه، وتعذر استفسارُه، فعلى ماذا يحمل؟ والظاهر حمله على ما هو الغالب من أحوال الناس بموضع الناذر، والله أعلم.
* * *
باب: هَدْمِ الكعبةِ
941 -
(1595) - حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَخْنسَ، حَدَّثَنِي ابْنُ أبي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ، يَقْلَعُهَا حَجَراً حَجَراً".
(1) في "ج": "أن".
(2)
"بن" ليست في "ج".
(3)
في "مواهب الجليل" للحطاب (3/ 340) وقد نقل نص ابن عرفة هذا: "وأرى" بدل "وروي".
(4)
ما بين معكوفتين ليس في "ج".
(5)
في "ع": "لهم أنت هي".
(كأني به أسودَ أَفْحَجَ): - بنصب كلٍّ من الموضعين على الحال -، والفَحَج: - بفاء فجيم - تباعُدُ ما بين الساقين، رجلٌ أَفْحَجُ، وامرأة فَحْجاءُ (1).
(يقلعها حجراً حجراً): أي: يقلع الكعبة.
فإن قلت: ما إعرابُ الألفاظ الواقعة في هذا التركيب، وهو قوله:"كأني به. . . " إلى آخره؟
قلت: هو نظير قولهم: كأنك بالدنيا لم تكن (2)، وكأنك بالآخرة لم تزل (3)، وكأنك بالليل قد أقبل (4)، وفيه أعاريب مختلفة.
قال بعض المحققين فيه (5): الأولى أن نقول: "كأَنَّ" على معنى التشبيه، ولا يحكم بزيادة شيء، ونقول التقدير: كأنك تبصر بالدنيا (6) وتشاهدها؛ من قوله تعالى: {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} [القصص: 11]، والجملة بعد المجرور بالباء حال؛ أي: كأنك تبصر الدنيا وتشاهدها (7) غيرَ كائنة.
ألا ترى إلى قولهم: كأني بالليل وقد أقبل، وكأني بزيد وهو مالك، والواو لا تدخل على الجمل إذا كانت أخباراً لهذه الحروف.
(1) انظر: "التنقيح"(1/ 392).
(2)
في "ع": "ولم تكن".
(3)
"وكأنك بالآخرة لم تزل "ليست في "ع".
(4)
في "ع": "فلذا قبل".
(5)
"فيه" ليست في "ج".
(6)
الواو ليست في "ج".
(7)
"وتشاهدها" ليست في "ع".