الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثالثا: مما يدلّ على بطلان خصوصيتها بالأمم السابقة وجود الصوص الدالّة على ما دلت عليه في شريعتنا، وشرع من قبلنا شرع لنا إذا وجد في شرعنا ما يقرّه ويؤيده.
رابعا: القول بخصوصيتها بالكافر خلاف الظاهر، وليس عليه دليل.
أدلّة المجيزين للنيابة مطلقا أو في حال دون حال:
الذين قالوا بالإجازة خصوا النصوص التي استدلّ بها المانعون بمخصصات كثيرة نذكر منها ما يأتي:
1 -
ما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:"كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها، وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشقِّ الآخر، فقالت: إن فريضة الله أدركت أبي شيخا كبيرا، لا يثبت على الراحلة، أفأحجُّ عنه؟ قال: نعم. وذلك في حجّة الوداع"(1).
2 -
حديث أبي رزين العقيلي (2)، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن أبي شيخ كبير، لا يستطيع الحج، ولا العمرة، ولا الظعن. قال: حجّ عن أبيك، واعتمر"(3).
3 -
حديث عبد الله بن الزبير (4) رض الله عنهما قال: "جاء رجل من خثعم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أبي أدركه الإسلام، وهو شيخ
(1) رواه البخاري 24 - كتاب جزاء الصيد، فتح الباري (4/ 67)، ومسلم (انظره بشرح النووي 9/ 96).
(2)
هو لقيط بن عامر بن صبرة بن عقيل بن كعب العقيلي أبو رزين صحابي، لم يذكروا تاريخ مولده ووفاته راجع:(تهذيب التهذيب 8/ 456)، (خلاصة تذهيب الكمال 2/ 372)، (الكاشف3/ 13).
(3)
رواه أبو داود والترمذي والنسائي، وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
(4)
هو عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي، أول مولود للمسلمين بعد هجرتهم، كان شجاعا خطيبا بويع بالخلافة بعد وفاة يزيد بن معاوية، ودانت له أكثر البلاد الإسلامية، إلا أن الأمويين وجَّهوا إليه الحجاج فقضى على سلطانه، مات قتيلا بيد جند الحجاج في سنة (73 هـ).
كبير، لا يستطيع ركوب الرحل، والحج مكتوب عليه، أفأحج عنه؟ قال: أنت أكبر ولده؟ قال: نعم. قال: أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه، أكان ذلك يجزىء عنه؟ قال: نعم. قال: فاحجج عنه" (1).
4 -
عن ابن عباس: أن النبى صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"من شبرمة؟ " قال: أخ لي، أو قريب لي. قال:"حجَّ عن نفسك، ثم عن شبرمة". وفي رواية: "هذه عنك، ثم عن شبرمة"(2).
ومنها الأحاديث الدالة على صحّة صوم الولي عن ميت عليه صيام من رمضان أو نذر، فمن هذه الأحاديث:
5 -
حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه"(3).
6 -
وحديث ابن عباس رضي الله عنهما "أنَّ امرأة ركبت البحر فنذرت إن الله تبارك وتعالى أنجاها أن تصوم شهرا، فأنجاها الله عز وجل، فلم تصم حتى ماتت، فجاءت قرابة لها (إمَّا أختها أو ابنتها) إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، فقال:
"أرأيت لو كان عليها دين، كنت تقضينه؟ قالت: نعم.
قال: فَدَيْن الله أحقّ أن يقضى، فاقض عن أمك" (4).
(1) رواه أحمد والنسائي.
(2)
رواه أبو داود وابن ماجه، قال البيهقي: إسناده صحيح، وروي موقوفا، ورجّح ابن القطان رفعه، وقال الطحاوي: الصحيح أن موقوف وقال ابن حجر بعد أن ذكر الحديث ومخرجيه والكلام فيه "فيجتمع من هذا صحة الحديث"، انظر تلخيص الحبير لابن حجر (2/ 223 - 224).
(3)
متفق عليه (مشكاة المصابيح 1/ 633).
(4)
رواه السبعة.