الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد:
لما كان هذا الحديث هو العمدة في مباحث النيّات وكان اعتمادنا عليه واستشهادنا به كثيرا، فيما هو الحال بالنسبة لجميع من كتب أو ألّف في هذا الموضوع، أحببنا أن نثبت في هذا الملحق مباحث مهمة تتعلّق بهذا الحديث، بحيث يستغني الناظر فيها عمّا عداها من المؤلفات في هذا الجانب.
الألفاظ التي وردت بها روايات الحديث
معظم الروايات "إنما الأعمال بالنيّة" بجمع الأعمال وإفراد النية، وفي رواية عند البخاري في بدء الوحي (إنما الأعمال بالنيات) بجمع النيّات أيضا. وفي رواية عنده في الإيمان والعتق والهجرة:"الأعمال بالنية" بالإفراد وحذف "إنّما".
وفي رواية في النكاح: "العمل بالنية" بإفرادهما.
وفي صحيح ابن حبان "الأعمال بالنيّات" بجمعهما وحذف "إنما" وكذا وقع في الشهاب للقضاعي ومسنده، وأنكره أبو موسى المديني في ما نقله النووي وأقره، قال ابن حجر: وهو رواية ابن حبان.
وقد جزم العيني في شرحه على البخاري بأن رواية: "الأعمال بالنيّات"، موجودة في صحيح البخاري (1) وهذا وهم منه.
والثابت منها في صحيح البخاري أربع روايات:
"إنما الأعمال بالنيّات"،"الأعمال بالنية""العمل بالنية"، "إنما الأعمال بالنية".
وجميع روايات مسلم السبعة: "إنما الأعمال بالنيّات".
وفي رواية سفيان بن عيينة عند البخاري ومسلم زيادة فائدة، وهي تصريح علقمة بأنه سمع عمر بن الخطاب على المنبر يقول.
ورواية "الأعمال بالنيات" موجودة في صحيح ابن حبان بإسناد صحيح.
سبب الحديث
قال ابن دقيق العيد: "نقلوا أن رجلا هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك
(1) العيني على البخاري.
فضيلة الهجرة، وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس" (1).
وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور، قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله، هو ابن مسعود، قال: من هاجر يطلب شيئا فإنما له ذلك، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها: أمّ قيس، فكان يقال له: مهاجر أم قيس.
ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ: كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أمّ قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها، فكنا نسميه مهاجر أم قيس".
قال ابن حجر: "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين"(2).
وقال القسطلاني في الإسناد الذي عند الطبراني: "رجاله ثقات"(3).
وأنكر ابن رجب أن يكون للحديث سبب صحيح (4)، واعتذر له القسطلاني بأنه "لم يقف على من خرجه"(5).
إلاّ أنه على القول بصحة الرواية التي رواها الطبراني فإنه لم يذكر فيها أن الحديث قيل بسببها، ولم يرد في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك هكذا قرر الحافظ ابن حجر (6).
لكن السيوطي يذكر أنَّه وجد للحديث طريقا مصرحا بأن هجرة الرجل للزواج من المرأة المهاجرة هو السبب الذي قال الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث من أجله، وهذه الرواية أوردها الزبير بن بكار في أخبار المدينة.
(1) فتح الباري 1/ 10.
(2)
المصدر السابق 1/ 11.
(3)
القسطلاني على البخاري 1/ 55.
(4)
جامع العلوم والحكم ص 12.
(5)
المصدر السابق.
(6)
فتح الباري 1/ 10.