الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "لتسَوّنّ صُفوفكم": قد تقدّم الكلامُ على "لام" القسَم، و"النون" المؤكّدة قريبًا في أوّل الحديث.
الحديث الثالث:
[72]
: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه: أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ:"قُومُوا فَلأُصَلِّيَ مَعَكُمْ؟ " قَالَ أَنَسٌ: فَقُمْتُ إلى حَصِيرٍ لَنَا قَدْ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِماءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَكْعَتَيْن، ثُمَّ انْصَرَفَ صلى الله عليه وسلم (1).
وَلِمُسْلِمٍ: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِ وَبِأُمِّه، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِه، وَأَقَامَ المَرْأَةَ خَلْفَنَا" (2).
قال صاحبُ "العُمدة": "اليتيمُ هو: ضُميرة، جَدّ حُسين بن عبد الله بن ضُميرة".
قلتُ: الرّاوي عن "أنس" هو: "إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك"، ولذلك اختلف في ضمير "جدّته"، فقيل: هي "جدّة أنس"؛ فيعُود على مذكُور. وقيل: على "إسحاق"؛ فيعُود على غير مذكُور، ويقوم منه اعتراضٌ على صاحب "العُمدة". (3)
(1) رواه البخاري (380) في الصلاة، ومسلم (658) في المساجد.
(2)
رواه مسلم (660)(269) في المساجد.
(3)
رجّح النووي وابن عبد البر وعياض وغيرهم أنها جَدّة إسحاق. ورجّح غيرهم أنها جَدّة أنس، أمّ أمه. قال ابن دقيق العيد:"فعلى هذا: لا يحتاج إلى ذكر إسحاق. وعلى كل حال: فالأحسن إثباته"، وهو الظاهرُ من كلام صاحب "العُمدة" كما قال ابن حجر. انظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 258، 489)، عُمدة القاري للعيني (4/ 110)، شرح النووي على مسلم (5/ 162)، إحكام الأحكام (1/ 220)، الإعلام لابن الملقن (2/ 525 وما بعدها)، نيل الأوطار للشوكاني (3/ 218).
قلتُ: و"مُليكة" بضَم "الميم" وفتح "اللام"، وقيل: بفتح "الميم" وكسر "اللام". (1)
قوله: "أنّ جَدّته": فُتحت "أنّ" لأنها في محلّ معمول متعلق حرف الجر، و"مليكة" بدَل من "جدّته" أو عطف بيان.
وجملة "دَعَت" في محل خبر "أنّ". و"لطَعَام": يتعلّق بـ "دَعَت"، وجملة "صنعته" في محلّ صفة "لطَعَام". وهُنا محذوفٌ، أي:"فأجَابها إليه، فأكَل"، فجُملة "أكَل" معطُوفة على المحذوف.
و"منه": يتعلّق بـ "أكَل". و"مِن" للتبعيض (2).
قوله: "ثُمّ قَالَ": فَاعِله ضَمير "النبي صلى الله عليه وسلم ". وجملة "قُومُوا": معْمُولة للقول.
وتقَدّم أنَّ عَلامَة البناء فيه حَذْفُ "النون"، وقيل: السّكون المتعذّر لأجْل الضّمير (3).
وتقدّم أنّ جُملة "صلى الله عليه وسلم"، و"رضي الله عنه" مُعترضتان، لا محلّ لهما من الإعراب.
قوله: "فلأصلي": "اللام" يحتمل أن تكُون لام "كي"، ويحتمل أن تكون "لام" الأمر. (4)
(1) انظر: إحكام الأحكام (1/ 220)، الإعلام لابن الملقن (2/ 525).
(2)
انظر: الجنى الداني (ص 309)، حروف المعاني والصفات (ص 50)، اللمحة (1/ 64)، المقدمة الجزولية (ص 124)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 354)، أوضح المسالك (3/ 18)، مغني اللبيب (ص 420)، شرح الأشموني (2/ 70)، جامع الدروس العربية (3/ 172).
(3)
انظر: اللمحة (1/ 135)، شرح القطر (ص 26)، جامع الدروس العربية (1/ 30)، النحو الواضح (1/ 111)، (2/ 178).
(4)
انظر: شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 530، 531)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن (2/ 528).
قال جمالُ الدين بن مالك: يحتمل الوَجْهين، فإن كانت "لام" الأمر كان مجزومًا، وزيدت "الياء"، كما زيدت في قوله تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ} (1) في قراءَةِ "قنبل"(2)، ووَجْهها: أنّه أجْرَى المعتَلّ مجرَى الصّحيح.
وإن كانت لام "كي": فتسكينُ ["الياء" تخفيفٌ](3)، وهي لُغَة مشْهُورة، ومنه قراءة الحسَن:"وذَرُوا مَا بَقيْ مِن الرِّبَا"(4)، وقراءة الأعمش:"فنَسيْ وَلم نَجِدْ لَهُ عَزْما"(5). (6)
قال بعضُهم: "اللامُ" مفتوحة، وهي جَوابُ قَسَم. وذلك بعيدٌ؛ لأنّها لو كَانت للقَسَم لكان "لأُصلينّ لكُم" بـ "النون". (7)
قلتُ: لا يلزمُ هذا؛ فقد قَال بعضهم في قوله تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ} [التوبة: 62]: إنّ "اللام" جَوابُ قسَم، وليس هو مُؤكدًا بـ "النون". (8)
قوله: "قَالَ أنس": جُملة مُستأنفة لا محلّ لها، وتقدّم الكَلامُ على الجمَل التي لا
(1) سورة [يوسف: الآية 95].
(2)
انظر: البحر المحيط (4/ 626)، شرح طيبة النشر في القراءات العشر، للنويري، ط دار الكتب العلمية، (2/ 398).
(3)
بالنسخ: "الثاني تحقيقًا". والصواب المثبت، كما في المصادر. وفي شواهد التوضيح (ص 244):"وسُكنت الياء تخفيفًا".
(4)
سورة [البقرة: 278]. وانظر: المحتسب، لابن جني، ط وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، (1/ 141).
(5)
سورة [طه: 115]. وانظر: المحتسب (1/ 119)، (2/ 59).
(6)
انظر: شواهد التوضيح (216، 243، 244)، شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 531)، الإعلام لابن الملقن (2/ 528)، عقود الزبرجد (1/ 123، 124).
(7)
انظر: شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 531)، عقود الزبرجد (1/ 124)، الإعلام لابن الملقن (2/ 528).
(8)
انظر: مُغني اللبيب (278، 756)، الهمع (2/ 484).
محلّ لها في الحديث الرّابع مِن "الأذَان".
قوله: "فقمتُ إلى حَصير لنا": مَعْطوفٌ على قوله: "قوموا"، وحَرفُ الجر يتعلّق بصفة لـ "حَصير". وبين قوله:"حَصير لنا" و: "حَصيرنا" فَرقٌ يُدْرَك بالبديهة.
قال الشّيخُ أبو حيّان، في قوله تعالى، حكاية عن يوسف عليه السلام:{ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ} [يوسف: 59]: نَكّرَه ليُريهم أنّه لا يَعرفهم. وفُرّق بين "غُلام لك" و"غُلامك"؛ ففي الأوّل أنتَ جَاهَلٌ به، وفي الثّاني عَالم به؛ لأنّ التعريفَ به يُفيد نوع عَهْد في "الغُلام" بينك وبين المخاطَب. (1)
قوله: "قد اسْوَدّ": في محلّ صفة أخْرى، أو في محلّ الحال من ضَمير مُتعلّق المجرّد. وقوله:"مِن طُول": يتعلّق بـ "اسْوَدّ". و "ما" هنا مَصْدَريّة، أي:"من طُول لبسه".
قوله: "فنضحتُ": بفتح "الضَّاد"، ومُضَارعه في المعروف:"ينضح" بكسر "الضّاد". (2)
قوله: "بماء": "الباء" للاستعانة (3)، تقَدّم الكَلامُ على "الباء" وأقسامها في الرّابع من "باب الاستطابة".
قوله: "فقام عليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: معطوفٌ على "فنضحته".
قوله: "وصَففتُ أنا واليتيم وراءه": أكّد الضميرَ المرفوع بـ "أنا" ليصحّ العطفُ
(1) انظر: البحر المحيط (6/ 293).
(2)
انظر: لسان العرب (2/ 618)، تاج العروس (7/ 180).
(3)
انظر: أوضح المسالك (3/ 31 وما بعدها)، مغني اللبيب (ص 137 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 88 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 646 وما بعدها)، الهمع للسيوطي (2/ 417 وما بعدها).
عليه. ويجوزُ نصب "اليتيم" على أنه مفعُولٌ معه، أي:"مع اليتيم". (1)
و"اليتيم": على وزْن "فَعيل"، جمعه "أيتام" و "يتامى". وقد "يتم"، "يأتم"، "يتمًا" فيهما. (2)
وجاء "فعيل" هنا في الصفات من غير مُبالغة، وكذلك "عَجُوز"، وذلك خِلاف القياس، ومثله "حَصُور" للناقة الضَيّقة الإحليل. (3)
وانظر ما الفرق بين "وراء" الأولى والثانية؟ إذ دخلت "مِن" في "وراء" الثانية دون الأولى؛ فيحتمل أنّ في "مِن" معنى المجاوَزَة، كما قيل في قوله تعالى:{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ} [آل عمران: 121](4)، وذلك أنّ أنسًا لما صَفّ مع اليتيم وَرَاء النبي صلى الله عليه وسلم جَاوَزَت المرأة مَقَامهما إلى مَقامها؛ فناسَب مَعْنى "مِن" معها.
ويحتمل أنّ "مِن" جَاءت مُخلّصَة لمعنى "خَلْف"؛ لأنّ "وَرَاء" يُستعمَل بمعنى "أمَام"، كما قيل في قَوله تعالى:{وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ} [الكهف: 79]، قيل: هو بمعنى: "أمامهم"(5). فـ "مِن" خَلّصتها لحقيقة معناها؛ إذ لو جاء: "والعجُوز وراءنا"
(1) راجع: البحر المحيط (4/ 681)، عقود الزبرجد (1/ 124)، (3/ 179)، الكافية في علم النحو (ص 30)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين (2/ 388 وما بعدها)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 431)، علل النحو (242، 320)، أوضح المسالك (3/ 350)، جامع الدروس العربية (3/ 75).
(2)
انظر: العين (8/ 140)، الصّحاح للجوهري (5/ 2064)، المصباح (2/ 679)، لسان العرب (12/ 645).
(3)
انظر: الإعلام لابن الملقن (2/ 535)، الصحاح للجوهري (2/ 631)، تاج العروس (11/ 32).
(4)
أي: "من دار أهلك". وانظر: شرح المفصل (4/ 459).
(5)
انظر: البحر المحيط (7/ 213)، الإعلام لابن الملقن (3/ 116)، (4/ 474)، الصحاح (6/ 2523)، المصباح المنير للفيومي (2/ 656)، لسان العرب (1/ 193)، تاج العروس (1/ 486).
لاحتمل معنى "أمامنا"، ولا يخرج عنه إلا بدَليل مِن خَارج؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في الحديث بعد هذا:"فَإنّ مِن وَرَائِهِ الكَبِير وَالصَّغِير وَذَا الحاجَة"(1)؛ فأتى بـ "مِن" لهذا المعنى.
ويحتمل أن تكون "مِن" للتبعيض (2)، تفيد معنى البَعْضيّة في المكان، بخلاف الكَلام إذا خَلا منها.
ولعَلّ غير ذلك من المعاني. والله أعلم.
وفي التاسع من "الجنائز" كَلامٌ مُستوفى في معاني هذا الظّرف.
وهو مُؤَنّثٌ، بدَليل قولهم في التصغير:"وُرَئِّيةٌ"، بـ "هاء" التأنيث، وكذلك "قُدام". وليس في الظّروف مُؤنّث غيرهما. (3)
قوله: "فصلّى لنا رَكْعتين": تقدّم القَولُ على تعدّي "صلّى" في الحديث الخامس من "فضل الجماعة".
و"اللام" في قوله: "لنا" لام التعليل، أي:"لأجلنا"، كقوله تعالى:{لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [البقرة: 213](4)، أي:"لأجل تعليمنا الصّلاة".
قوله: "ولمسْلِم": يتعلّق بفِعْل محذُوف، أي:"ورُوي لمسْلم عن أنس"، و"أنَّ
(1) متفقٌ عليه: رواه البخاري (705)، ومسلم (466/ 182).
(2)
انظر: الجنى الداني (ص 309)، حروف المعاني والصفات (ص 50)، اللمحة (1/ 64)، المقدمة الجزولية (ص 124)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 354)، أوضح المسالك (3/ 18)، مغني اللبيب لابن هشام (ص 420)، شرح الأشموني (2/ 70)، جامع الدروس العربية (3/ 172).
(3)
انظر الإعلام لابن الملقن (3/ 116)، (4/ 474، 475)، المصباح المنير للفيومي (2/ 656).
(4)
وتحتمل الآية أن تكون: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 105].
رسُول الله" القَائم مقَام الفَاعِل.
وجملة "صَلّى به وبأُمّه" في محلّ خَبر "أنَّ".
وأعاد حَرْف الجر في قوله "بأمه"؛ لأنّه لا يُعْطَفُ على الضمير المجرور إلا بإعَادة الخافض، والعلّة في ذلك: شِدّة اتصال الضمير المجرور بالجار حتى صَار كالكَلمة الواحِدة؛ فلم يجُز العَطفُ من غير إعادة الخافض؛ لأنه يشبه العطف على بعض الكلمة. (1)
وجوَّز ذلك كثير من النحويين والكوفيين. (2)
وجَعَلوا من ذلك: قوله تعالى: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرْحَامِ"(3)
بالجر، وهي قراءة "حمزة". (4) ومنه قوله:
(1) انظر: شواهد التوضيح (107، 239)، عقود الزبرجد (2/ 181)، أوضح المسالك (3/ 352 وما بعدها)، الجزولية (72)، الكافية لابن الحاجب (ص 30)، توضيح المقاصد (2/ 666، 1027) مغني اللبيب لابن هشام (753)، شرح التصريح (1/ 533)، جامع الدروس (3/ 76، 250).
(2)
انظر: شواهد التوضيح (107 وما بعدها، 239)، عقود الزبرجد (2/ 181)، الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 379 وما بعدها)، أوضح المسالك (3/ 353)، الاقتراح في أصول النحو وجدله، للسيوطي، ط البيروتي، (ص 156)، اللمع في العربية (ص 97)، شرح المفصل (2/ 282)، دليل الطالبين (ص 51)، جامع الدروس العربية (3/ 76، 250)، الضرورة الشعرية ومفهومها لدى النحويين (ص 479 وما بعدها).
(3)
سورة [النساء: 1].
(4)
وقرأ بها أيضًا ابن عباس والحسَن ومجاهد وقتادة والنخعي والأعمش ويحيى بن وثاب، وأبي رزين. وانظر: البحر المحيط (3/ 497)، الحجة في القراءات السبع لابن خالويه (ص 118)، التيسير في القراءات السبع للداني (ص 93)، الحجة للقراء السبعة للفارسي (3/ 121)، الكنز في القراءات العشر للواسطي (1/ 81)، شواهد=
..................
…
فَمَا بِكَ والأيَّامِ مِنْ عَجَبِ (1)
قوله: "فأقامني عن يمينه": أي: "قال أنس: فأقامني" بالعطف على "صلى به وبأمه"، وفيه التفاتٌ؛ لأنّه لم يقُل:" [فأقامه] (2) عن يمينه، وأقام المرأة خلفهم"؛ ففيه الخروج من الغيبة إلى التكلّم.
ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: 27]، {وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109]. وهو أسلوبٌ في علم البيان يُسمّى "الالتفات". (3)
وقد يكون من الغيبة للخطاب، نحو قوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، [ثُم] (4) قال:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة: 5]. (5)
= التوضيح (108، 109)، شرح الكافية الشافية (2/ 693 وما بعدها)، (3/ 1249)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 1026)، شرح ابن عقيل (3/ 240)، شرح التسهيل لابن مالك (3/ 376)، الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 379، 382)، أوضح المسالك (3/ 353)، الكامل للمبرد (3/ 30)، خزانة الأدب (5/ 124)، جامع الدروس العربية (3/ 76).
(1)
البيتُ من البسيط، وهو بلا نسبة. والبيت هو:
فاليوم قرَّبْتَ تَهْجُونا وتَشْتِمُنَا
…
فاذْهَبْ فما بك والأيَّامِ من عَجَبِ
والتقدير: "فما بك وبالأيام". انظر: الكتاب (2/ 383)، اللمع (ص 97)، خزانة الأدب (5/ 123)، شرح أبيات سيبويه (2/ 191)، المعجم المفصل (1/ 391).
(2)
بالنسخ: "فأمّه". ولعل الصواب المثبت.
(3)
انظر: تفسير الزمخشري (1/ 13 وما بعدها)، الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني (2/ 85 وما بعدها)، بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة (1/ 137 وما بعدها)، كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 251 وما بعدها)، الموسوعة القرآنية للإبياري (3/ 36 وما بعدها).
(4)
غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).
(5)
انظر في الالتفات وصوره وأمثلته: البحر المحيط (1/ 42)، حاشية السيوطي على=
وعكسه، من الخطاب إلى الغيبة:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم} [يونس: 22]. (1)
ومما جاء في الخطاب قول النابغة:
يَا دار مَيّة بِالْعَلْيَاءِ فَالسَّنَدِ
…
أَقْوَتْ وَطَالَ عَلَيْهَا سَالِفُ الْأَبَدِ (2)
و"عن": معناها "المجاوزة". (3) ويحتمل هنا أن تكون بمعنى "من"، أي:"من جهة يمينه"، كقوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [الشورى: 25]، أي:"من عباده"(4).
ولولا بُعْد التأويل لصح أن تكُون هنا بمعنى الباء، كقوله تعالى:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} [النجم: 3]، أي:"بالهوى"، ومنه:"رميتُ عن القوس"، أي:"بالقوس". (5) قال امرؤ القيس:
= تفسير البيضاوي (1/ 216)، الإيضاح في علوم البلاغة (2/ 89)، الأضداد لابن الأنباري (ص 134)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات لابن الأنباري (ص 300).
(1)
انظر: تفسير الزمخشري (1/ 14)، الإيضاح في علوم البلاغة (2/ 88)، الأضداد (ص 134)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات (ص 300)، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر لابن الأثير الكاتب، ط المكتبة العصرية، (2/ 10 وما بعدها).
(2)
البيت من البسيط، وهو مطلع قصيدة للنابغة الذبياني مدح بها النعمان بن المنذر واعتذر إليه مما بلغه عنه. انظر: البحر المحيط (1/ 43)، خزانة الأدب (4/ 125)، (11/ 53)، شرح القصائِد العشر (ص 308)، المعجم المفصل (2/ 358).
(3)
انظر: الكتاب لسيبويه (4/ 226)، الجنى الداني (245)، أوضح المسالك (3/ 40)، مغني اللبيب (196)، شرح التصريح (1/ 652).
(4)
انظر: مغني اللبيب (198)، شرح التصريح (1/ 652، 653)، شرح الأشموني (2/ 96)، الهمع (2/ 444)، اللمحة (1/ 233).
(5)
انظر: الإعلام لابن الملقن (3/ 352)، عقود الزبرجد (3/ 114)، الكتاب=
تَصُدُّ، وَتُبْدِي عَنْ أَسِيْلٍ، وَتَتَّقِي
…
بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ (1)
وعلى هذا يكُون المعنى: "أقامني يمينه": "في جهة يمينه". وليس في اللفظ ما يدلّ عليه.
[وتجيء](2)"عن" بمعنى "على"، كقوله:
لَاهِ ابْنُ عَمِّكَ لَا أفْضَلْتَ في حَسَبٍ
…
عَنِّي وَلَا أنْتَ دَيَّانِي فتَخْزُوني (3)
أي: "فتسوسُني، وتقهرني".
ويصلُح معناها هنا في الحديث، أي:"فأقامني عن يمينه".
وتجيء "عن" للبدَل، كقوله تعالى:{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48، 123]. (4)
= (4/ 226، 227)، اللمحة (1/ 233)، الجنى الداني (ص 246)، مغني اللبيب (198)، شرح التصريح (1/ 653)، أدب الكاتب (509)، شرح التسهيل لابن مالك (3/ 160)، حروف المعاني والصفات (74).
(1)
البيتُ من الطويل، وهو لامرئ القيس. انظر: ديوان امرِئ القيس (42)، الجنى الداني للمرادي (249)، اللمحة (1/ 233)، حروف المعاني والصفات (74)، شرح الأشموني على الألفية (2/ 96)، أدب الكاتب (509)، خزانة الأدب (10/ 125 وما بعدها)، المعجم المفصل (6/ 531).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
البيت من البسيط. وهو لحرثان ذي الإصبع العدواني، شاعر جاهلي. والمعنى:"لم تفضل في الحسب عليّ". انظر: الحماسة البصرية (1/ 66)، أدب الكاتب (512، 513)، إصلاح المنطق لابن السكيت (263)، خزانة الأدب (7/ 173)، شرح الكافية (2/ 809، 810)، المعجم المفصل (8/ 239)، جامع الدروس العربية (3/ 176).
(4)
انظر: الجنى الداني للمرادي (ص 245)، شرح الأشموني (2/ 96)، جامع الدروس العربية (3/ 177).
وتكُون للتعليل، نحو قوله:{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ} [التوبة: 114]. (1)
ومُرادفة ["بعد"](2)، نحو قوله تعالى:{عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون: 40]. (2)
وتجيء حَرفًا مَصْدريًّا بمعنى "أنْ"، كقول بني تميم:"أعجبني عن تفعل". (4)
وتكون اسمًا (5)، كقوله:
. . . . . . . . . . . . .
…
منْ عنْ يَمينِ الحُبيَّا نَظْرَةٌ قَبَلُ (6)
(1) انظر: الجنى الداني (ص 247)، شرح الأشموني (2/ 95)، مغني اللبيب (ص 197)، جامع الدروس العربية (3/ 177).
(2)
سقط بالنسخ. والمثبت من: "مغني اللبيب"(ص 197).
(3)
انظر: الجنى الداني (ص 247)، مغني اللبيب (ص 197)، شرح التسهيل (3/ 160)، جامع الدروس العربية (3/ 176).
(4)
انظر: الجنى الداني (ص 249، 250)، مغني اللبيب (ص 198، 199)، تاج العروس (35/ 425)، الكليات للكفوي (ص 635).
(5)
هو مذهب البصريين. وأما الكوفيون فيزعمون أن حرف الجر إذا دخل على "عن" و"على" والكاف، لم تكن أسماء، بل سادّة مسد الاسم ونائبه عنه. واحتجوا على ذلك بأن قالوا: لو كانت أسماء، كما يقوله البصريون، لقيل:"عنك مرغوب فيه"، تعني به:"ناحيتك مرغوب فيها". انظر: ضرائر الشعر (ص 307).
(6)
عجُز بيت من البسيط، وهو للقُطاميّ. والشاهد فيه: استعماله "عن" اسمًا، بدليل دخول "من" عليها، فتكون بمعنى النَّاحية أو جانب، ويكون ما بعدها مجرورًا بالإضافة. وصدر البيتُ هو:"فقلتُ للرَّكبِ لمَّا أنْ علا بهمُ". وانظر في تخريج البيت وتوثيق المسألة: إيضاح شواهد الإيضاح (1/ 326)، أسرار العربية (ص 190)، أدب الكاتب (504)، ضرائر الشعر (ص 306، 307)، مفتاح العلوم للسكاكي (99)، الكتاب (4/ 228)، شرح الكافية (2/ 810)، الأصول في النحو (1/ 437)، علل النحو (ص 206)، المفصل (ص 385)، شرح المفصل (4/ 500، 501)، =
وتختصُّ بجرّها "من". (1)
قوله: "وأقام المرأة خلفنا": أي: "في مكان خلفنا".
و"خلف": من ظُروف المكان المبهَمَة، وهي الجهات الست.
إذا ثبت ذلك: فـ "مالك" رضي الله عنه أدْخَل هذا الحديثَ في "سُبحة (2)
= اللمحة (1/ 235)، خزانة الأدب (6/ 482)، (10/ 158 وما بعدها)، المعجم المفصل (6/ 186)، جامع الدروس العربية (3/ 177).
(1)
ذكر ابن هشام في "مغني اللبيب" أنَّ دخول "من" على "عن" كثير، وأنه تدخل عليها "على"، لكنه نادر، والمحفوظُ منه بيتٌ واحد:
على عن يَمينِي مَرَّتِ الطَّيْرُ سُنَّحًا
…
وكيف سُنوحٌ وَالْيَمِين قطيع
انظر: مُغني اللبيب (ص 199)، خزانة الأدب (10/ 159).
وقال المرادي: "عن": لفظ مُشترك؛ تكون اسمًا وحرفًا، فتكون اسمًا إذا دخل عليها حرف الجر. ولا تُجرّ بغير "من". وهي حينئذ اسم بمعنى: جانب
…
وندر جرها بـ "على" في قول الشاعر: "على عن يَمينِي مَرَّتِ الطَّيْرُ سُنَّحًا
…
". وذهب الفراء ومن وافقه من الكوفيين، إلى أن "عن" إذا دخل عليها "من" باقية على حرفيتها
…
فهي لابتداء الغاية
…
وقال ابن مالك: إذا دخلت "من" على "عن" فهي زائدة. انظر: الجنى الداني (242 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (2/ 763 وما بعدها).
(2)
التسبيح: صلاة النافلة. وسُميت صلاة الضحى بـ "سُبحة الضحى" لاشتمال الصلاة على التسبيح من تسمية الكل باسم البعض.
قال ابن حجر: "التسبيح حقيقة في قول: سبحان الله، فإذا أطلق على الصلاة فهو من باب إطلاق اسم البعض على الكل، أو لأنّ المصلي مُنزّه لله سبحانه وتعالى بإخلاص العبادة والتسبيح التنزيه؛ فيكون من باب الملازمة. وأما اختصاص ذلك بالنافلة فهو عُرفٌ شرعي".
وقال الزرقاني: "سُبحة الضحى
…
بضم السين، أي نافلته، وأصلها التسبيح، وخُصت النافلة بذلك لأنّ التسبيح الذي في الفريضة نافلة، فقيل لصلاة النافلة: سُبحة؛ لأنها كالتسبيح في الفريضة". انظر: فتح الباري (2/ 575)، شرح الزرقاني على الموطأ (1/ 527)، تيسير العلام شرح عُمدة الأحكام للبسام (ص 436، 437).