الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويُجمَع. (1) وتقدّم القَولُ عليه في الأوّل من "كتاب الصَّلاة".
الحديث التاسع
[54]
: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ:"شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ - وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ - أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، نهَى عَنْ الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى [تُشْرِقَ] (2) الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ [الشمْسُ] (3) ".
[55]
: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قالَ:"لا صَلاةَ بَعْدَ الصُّبْح حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، وَلا صَلاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ"(4).
قَالَ في "العُمْدَة": "وفي البَابِ عنْ عَليٍّ رضي الله عنه، وعبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، وعبدِ اللهِ بنِ عُمرَ بنِ الخطَّاب، وعبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاص، وأَبي هُريرةَ، وسَمُرَةَ بنِ جُندُبِ، وسَلَمَةَ بنِ الأكَوَع، وزيدِ بنِ ثابتٍ، ومُعاذِ بنِ [جَبَل، ومُعَاذِ بنِ](5) عَفْراء، وكَعْبِ بنِ مُرَّةَ، وَأَبِي أُمَامةَ الباهليِّ، وعَمْرِو بنِ عَبسةَ السُّلَميِّ، وعائشةَ، رضوانُ الله عنهم،
(1) انظر: عُقود الزّبرجَد (2/ 23)، (3/ 213)، شواهد التوضيح (ص 139)، شرح المشكاة للطيبي (4/ 1129)، مرقاة المفاتيح (3/ 835)، نيل الأوطار (3/ 187)، مرعاة المفاتيح (3/ 493)، مجمع الأمثال للميداني (1/ 78، 79)، شرح الأشموني (3/ 143)، شرح التصريح (2/ 95)، شرح الكافية الشافية (2/ 1139، 1140)، شرح ابن عُقيل (2/ 271)، المغرب للمطرزي (ص 531)، معجم الصواب اللغوي (1/ 126).
(2)
كذا بالأصل. وبالمطبوع من العُمدة (ص 57): "تطلع".
قال ابنُ الملقن في "الإعلام"(2/ 309):
…
وهو بمعنى "تطلع"؛ لأنّ أكثر الروايات على "تطلع"، فوجب حمل "تشرق" في المعنى على مُوافقتها.
(3)
غير موجودة بالمطبوع من العُمْدة (ص 57).
(4)
رواه البخاري (586) في مواقيت الصلاة، ومسلم (827) في صلاة المسافرين.
(5)
سقط بالنسخ. والمثبت من مطبوعة العُمْدة (ص 58).
والصَّنابحيِّ (1) رضي الله عنه، ولم يَسْمَعْ منَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم".
قولُه: "قَالَ": فاعِلُه ضَمير "ابن عباس".
"شهد عندي": الجملة مَعمُولة للقول.
و"عندي" مُتعلِّقٌ بـ "شَهد"، ويحتمل أنْ يتعلَّق بحَال من "رجَال" على أنَّه صِفَة، لِمَّا تقدَّم انتصَب على الحال. و "مَرْضِيُّون" صفة بعد صفة، وأصلُه:"مَرْضِييون"، اجتَمَعَت اليَاءَان فأُدْغِمَتا. (2)
قوله: "وأرْضَاهم عِنْدي عُمَر": "أرْضَاهم" مُبتدأ، و"عُمَر" خَبره، و"عنْدي" يتعلّق بـ"أرْضاهم"، وهو "أفعَلُ" التفضيل، وقد بُني هُنا للمَفعُول (3)، كقَول كَعْب:
لَذَاك أهْيَبُ عِنْدِي .........
…
............................ (4)
ويُرْوَى (5): "
…
أخْوَف عندي
…
".
(1) واسمه: عبد الرَّحمن بن عسيلة الصُّنَابحِيُّ. منسوب إِلَى قبيلة من اليمن، كنيته أَبُو عبد الله، كان مُسلمًا على عَهد رسُول اللهَ صلى الله عليه وسلم وقصده. فلَمَّا انتهى إِلَى الجحفة لقيه الخبر بمَوته صلى الله عليه وسلم. وكان جليل القدْر فاضلًا. مات في خلافة عبد الملك. انظر: عُمْدة القَاري (5/ 77)، إحكام الأحكام (1/ 185)، الإعلام لابن الملقن (2/ 332).
(2)
راجع: نُخب الأفكار (5/ 158).
(3)
راجع: عُمْدَة القَاري (5/ 77)، نُخب الأفكار (5/ 158).
(4)
البيتُ من البسيط، وهو لكعب بن زُهير بن أَبِي سُلمى من قصيدته التي مَدَح بها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، والتي مَطلعها:"بانَت سُعَاد فقَلبي اليوم مَتبُول". وهو هكذا في "التحرير والتنوير". ورُوي بلفظ: فلهو أخوف عندي إذ أُكلمه، وَقِيلَ: إنّك مَنْسُوبٌ وَمَسْؤول كما رُوي في "اللباب لابن عادل" بلفظ: "فَلَهْوَ أخْوَفُ
…
مَحْبُوسٌ ومَقْتُولُ". ورُوي في "جمهرة أشعار العرب" بلفظ: "وَلَهْوَ أهيبُ
…
مَنْسُوبٌ وَمَسْؤول". انظر: اللباب في عُلوم الكتاب (18/ 600)، التحرير والتنوير (25/ 184)، جمهرة أشعار العرب (632، 639)، نهاية الأرب في فنون الأدب (16/ 436)، المعجم المفصل (6/ 290).
(5)
أي: يُروَى في هذا البيت.
لكنّه ليس مَقْصُود الرَّاوي أنّ عُمَر رضي الله عنه أشَدُّ رضا مِن غَيره، إنَّما هُو أرَاد "أنّ عُمَر أشَدُّ عند الرَّاوي وأقْوَى في رضَاه [مما] (1) رَوَى من غيره". وتمييزُه مَحذُوفٌ، أي:"أرْضَاهُم شَهَادة".
وتقدّم الكَلامُ على "أفْعَل" في الأوّل من "الصّلاة".
ومتى استُعمل (2) بالإضافة جَاز فيه الإفراد والمطَابَقَة، إلَّا أنْ يُقصَد التوضيح؛ فتجب المطابقة، ومتى استُعمل "أفعَل" باللام وَجَبت المطابقة، ومتى استُعمل بـ "مِنْ" وَجَب الإفراد. (3)
قولُه: "أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم ": فُتحَت "أنَّ" لأنَّها مَعمُولة لـ "شهد" بتقدير "الباء"؛ فهي في مَحَلّ نَصْب أو جَرّ، على الخلافِ بين سيبويه والفَرّاء وبين الخليل والكسائي (4)؛ فسيبويه والفَرّاء [جَعَلوا](5) له المحَلّ جَرًّا، والكسائي والخَليل نصبًا، وعَكَس النقل إليهم أَبُو البقاء (6). (7) .................
(1) في (ب): "بما".
(2)
أي: أفعل التفضيل.
(3)
انظر: عُقود الزّبرجَد (2/ 23)، شواهد التوضيح (ص 139)، مجمع الأمثال (1/ 78 وما بعدها)، شرح الأشموني (3/ 143)، شرح التصريح (2/ 95 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (2/ 1120 وما بعدها)، شرح ابن عُقيل (3/ 174 وما بعدها)، المغرب (ص 531)، معجم الصواب اللغوي (1/ 126).
(4)
سبق أنْ ذكر ابن فرحُون هذه المسألة، فقال: الفعلُ "إنْ كان مُتعدِّيًا بنفسه كانت (إن) في محلّ نصب، وإن كانْ مُتعدِّيًا بحَرْف الجرّ جَرَى على الخلاف بين سيبويه والخليل؛ فسيبويه يقول: جرّ، والخليل: نصب. وعَكَسَ ابنُ مالك وأبو البقاء هذا النقْل، فنسبا إِلَى سيبويه النصب".
(5)
كذا بالنسخ.
(6)
انظر: التبيان في إعراب القرآن (1/ 43)، شرح الكافية الشافية (2/ 634)، مُغني اللبيب لابن هشام (ص 682).
(7)
انظر: التبيان في إعراب القرآن (1/ 43)، الإعلام لابن الملقن (1/ 645)، مُغني =
قَالَ أَبُو حَيان (1): "وهُو غَلَطٌ".
وقوله: "نَهَى عن الصَّلاة" جُمْلَة في مَحَلّ خَبَر "أنَّ"، و"عَنْ الصَّلاة"[مُتعَلّقٌ](2) بالفِعْل، و"بعد الصّبح" ظَرْف، ومخفُوض به. والعَامِلُ في الظرْف "الصَّلاة"؛ لأنه مَصْدَر، ويحتمل أنْ يتعلّق بحَال عن "الصّلاة"، أي:"كائنة بعد الصبح"، وَلَا [تعملُ في](3) بعْد "نهى"؛ لفَسَاد المعنى؛ لأنَّ نهيه صلى الله عليه وسلم[ليس](4) مُقيّدًا بذلك الوَقْت.
والمرادُ بـ "الصُّبح" هُنا: "الصّلاة"، ومثله:"وعن العَصْر"، أي:"ونهى عن الصّلاة بعد صلاة العَصر".
وقد قيل: إنَّ النهي عن صَلاة النافلة بعد دخُول وَقْت الصُّبح ودُخول وقْت العَصر للحَديث: "نَهَى عن الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ، وَعَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ"(5). (6)
و"حَتَّى تُشرق الشَّمس"، و"حَتَّى تَغرُب الشَّمس": يعني: "إِلَى أنْ تشرق"، و"إِلَى أنْ تغرُب".
وتقَدَّم في الحَديث الثّاني من الأوّل القَوْل على "حَتَّى". وتتعلّق (7) بـ "الصَّلاة"،
= اللبيب (ص 682)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712)، شرح التصريح (1/ 469)، شرح الكافية الشافية (2/ 634)، الصاحبي (ص 91)، حاشية الصبان (2/ 133).
(1)
راجع: البحر المحيط (1/ 181)، (2/ 471، 472).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(5)
صحيحٌ: رواه مُسلم (825/ 285)، من حَدِيث أَبِي هُريرة.
(6)
انظر: فتح الباري (2/ 108)، المنتقى شرح الموطأ للباجي (1/ 228، 363، 364)، تحفة الأحوذي للمباركفوري (1/ 464، 468).
(7)
أي: "حَتَّى"، أو جملة "حَتَّى تشرق الشَّمس" وجملة "حَتَّى تغرب الشَّمس".
والنَّصب في الفعل بـ "أن" المقدَّرة، لأنَّ "حَتَّى" من حروف الجرّ - كـ "لام" كَي و"لام" الجحُود -، وحَرْف الجرّ لا يَدخُلُ على الفِعْل، فوَجَب تقدير "أن" المصدَرّية، ليكُون دُخُولُ [هذه](1) الحُرُوف على المصدَر المقَدَّر بـ "أن". (2)
و"تُشرق": بضَمّ "التاءِ"، من "أشْرَق" بمعنى "أضَاء"، ولو كان من "شَرَق"[الثلاثي](3) بمَعنى (طَلَعَت) لكانت "التاءُ" مفتوحة، والرّوايةُ ضمّها. (4)
قال الشيخُ "تقي الدّين": [وممّا](5) في معنى الحديث المُتقدِّم عن أَبِي سَعيد الخدري جَعل الحديثين حَديثًا واحِدًا في العَدّ، لاتحاد مَعْنَييهما. (6)
قال: "لا صلاة بعد الصُّبح": تقدَّم حُكْمُ "لا" مع اسْمها في الأوّل من "باب التيمم"، [وقد يتعلّق](7) بخَبَر "لا".
والضّميرُ في "يَسْمَع" يَعُودُ على "الصّنابحي"، فيكُون حَديثه مُرسَلًا، وتكُون الجملة في محلِّ الحال مِن "الصنابحي". (8)
(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(2)
انظر: الجنى الداني (ص 554)، شرح الكافية الشافية (3/ 1531، 1542)، شرح الأزهرية للوقّاد الجرجاوي (ص 47)، شرح قطْر الندى (ص 67، 68)، حاشية الآجرومية لابن قاسم (ص 47، 49)، جامع الدروس العَربية (2/ 180، 181)، النحو الوافي (4/ 343، 347).
(3)
غير واضحة بالأصل، ويحتمل أن تكون:"التي". والمثبت من (ب).
(4)
انظر: شرح النووي على مُسلم (6/ 11)، عُمدة القاري (5/ 77)، الإعلام لابن الملقن (2/ 309)، المحكَم والمحيط الأعظم (6/ 162)، لسان العَرب لابن منظور (10/ 174)، تاج العروس (25/ 500).
(5)
كذا بالنسخ.
(6)
راجع: إحكام الأحكام (1/ 182 وما بعدها).
(7)
كذا بالنسخ. والظاهِرُ أنّ الكلامَ راجعٌ لقوله: "صلاة بعد الصبح".
(8)
راجع: فتح الباري (2/ 63).