الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث [الخامس](1)
[78]
: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينَهُ تَأْمِينَ الْمَلائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"(2).
قوله: "أنّ رَسُولَ الله": في محلّ رَفْع لمتعلّق حَرْف الجر.
و"قال": في محل خَبر "أنّ".
و"إذا": تقدّمت في الحديث الثّاني من أوّل الكتاب. والفاعلُ في "إذا": جوابها، وقيل: فعلها، وقد تقَدّم توجيه القولين.
قوله: "فإنه من وافق": "إنّ" واسمها و "مَن"، شَرْطيّة، في محلّ رَفع بالابتداء، والخبرُ في جوابها، وقيل: في فعلها، وقيل: حيث كان ضميرها، وقيل: الفعل والجواب معًا. (3)
وقد تقدَّم الكَلامُ على "من" في الرابع من أول الكتاب. وتقدّم توجيه ما رُكّب من أسماء الأعلام - كـ "أبي هريرة" - في الثّاني من أوّل الكتاب. وتقدّم أنَّ من الجمَل التي لا محلّ لها جملة الاعتراض، كقوله:"صلى الله عليه وسلم" و "رضي الله عنه".
و"الهاء" في "الملائكة" لتأنيث الجمْع، وقيل: للمُبالغة. وقد وَرَدَ بغير "تاء". (4)
(1) بالنسخ: "الرابع". لكن الناسخ كان قد كتب "الخامس" وكتب فوقها، وقد سبق نظيره بالحديث السابق، فراجعه.
(2)
رواه البخاري (6402) في الدعوات، ومسلم (409، 410) في الصلاة.
(3)
انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، عقود الزبرجد (1/ 155)، مغني اللبيب (ص 608، 648)، شرح التسهيل لابن مالك (4/ 86)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 554، 566)، شمس العلوم (9/ 5930).
(4)
انظر: البحر المحيط (1/ 222)، فتح الباري (6/ 306)، عمدة القاري (15/ 123)، إرشاد الساري (1/ 139)، (5/ 262)، شرح المشكاة للطيبي (2/ 425).
واختُلف في مُفرَد "الملائكة" على أقوال، انظرها في كتب التفسير. (1)
والصّحيحُ: أنّ الملائكة أجسامٌ متحيّزون. قال بعضهم: القولُ بأنّ الملائكة والجن والإنس والأرواح لا تتحيّزُ كُفْر؛ لأنَّ الدّلائلَ القطعية دَلّت على تحيّزها. (2)
وأما "آمين": فقيل: اسمُ فعْل، ومعناه:"استَجب"، وبُني لوقوعه موقع المبني، وهو فِعْلُ الأمر، وحُرِّك بالفتح لسُكون "الياء"، والفتحُ فيه أقوَى؛ لأنَّ قبلَ "الياء" كسْرة، فلو كُسرت "النون" على الأصل لوقعت "الياء" بين كسرتين. (3)
وفيه لُغتان: القَصْر، وهو الأصلُ. قال القاضي أبو بكْر بن العَربي:"القَصر أكثر وأشهَر، وعليه من الأمّة الأكثر". (4)
وقال القاضي عياض: إنّ المعروف فيه المدّ، وتخفيف "الميم". وحَكَى القاضي الدّاوودي:"آمين" بالمدّ والتشديد، وقال: إنها لُغة شَاذّة. وذكَر ثعلب أنّها خطأ. وقيل: "أمين" بالقصر، والتشديد.
(1) انظر: البحر المحيط (1/ 222)، (10/ 258 وما بعدها)، اللباب لابن عادل (19/ 327)، تفسير الزمخشري (1/ 124)، حاشية السيوطي على تفسير البيضاوي (2/ 185)، تفسير الرازي (2/ 384)، تفسير النيسابوري (1/ 213)، الدر المصون (10/ 429)، فتح القدير للشوكاني (1/ 74)، فتح الباري لابن حجر (6/ 306)، عمدة القاري للعيني (15/ 123)، إرشاد الساري (1/ 139)، (5/ 262)، شرح المشكاة للطيبي (2/ 425)، المصباح المنير (1/ 19)، لسان العرب (10/ 394).
(2)
انظر: تفسير النيسابوري (1/ 213 وما بعدها)، تفسير البيضاوي (1/ 67)، تفسير ابن عرفة، ط دار الكتب العلمية، (3/ 93، 113)، تفسير الرازي (2/ 448)، فتح الباري (6/ 306)، إرشاد الساري (5/ 262).
(3)
انظر: إرشاد الساري للقسطلاني (7/ 6)، المنتقى شرح الموطأ للباجي (1/ 162)، نيل الأوطار للشوكاني (2/ 258)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن (2/ 588 وما بعدها)، مرقاة المفاتيح (2/ 686).
(4)
انظر: أحكام القرآن لابن العربي (1/ 12).