الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد استغنت العَرَب في الفصيح بـ "تَرَك" عن: "وَدَع، و"وَذَر"، وعن اسم فاعليهما بـ "تَارك"، وعن اسم مفعوليهما بـ "متْروك"، وعن مصدرهما بـ "الترك". وسُمع: "وَذر" و"وَدع". (1)
الحديث الثاني:
[42]
: عَن عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ أُمُّ حَبِيبَةَ اُسْتُحِيضَتْ سَبْعَ سِنِينَ، فَسَأَلَتْ رَسُولَ اللهَ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ؟ فَأَمَرَهَا أنْ تَغْتَسِلَ. [فكَانَتْ](2) تَغْتَسِلُ لِكُلِّ صَلاةٍ (3).
قولُه: "أُم حبيبة": تقدّم إعرابُ ما قبله. و"حبيبة": لا ينصرفُ؛ للعَلَمية والتأنيث (4). ومحلّ "أنَّ" مع اسمها وخبرها: رفع، مفعول لم يُسمّ فاعله لـ "رُوي".
وقوله: "سَبع سنين": ظرْفٌ، ومخفُوض به؛ لأنّه عَدد زَمَان، وعَددُ الزمان ظَرفٌ كاسمه، وما أُضيف إليه. (5)
و"سنين": جمعُ "سَنة". و"سَنة" أصله: "سنوة"؛ لقولهم: "سنوات". ويجُوز أنْ تكُون "الهاء" أصْلًا، ويكُون أصله:"سنهة"؛ لقولهم: "سنة""سَنهَا [ت] (6) "
= لابن الملقن (2/ 182)، النظم المستعذب (1/ 45)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (3/ 76)، المصباح (1/ 159).
(1)
انظر: البحر المحيط لأبي حيَّان (10/ 496)، الكتاب لسيبويه (4/ 67)، إسفار الفصيح (1/ 185، 230، 569)، شرح التصريح (2/ 41)، الهمع للسيوطي (3/ 22)، جامع الدروس العربية (1/ 64).
(2)
كذا بالنسخ. وفي "العُمدة"(ط الثقافة، ص 50): "قالت: فكانت".
(3)
رواه البخاري (327) في الحيض، ومسلم (334)(64) في الحيض.
(4)
راجع: المفصل (ص 35)، شرح الكافية الشافية (1/ 252)، اللمحة (2/ 758)، جامع الدروس العربية (2/ 231).
(5)
انظر: تفسير ابن عرفة (1/ 85).
(6)
سقط من النسخ. والمثبت من المصادر. انظر: البحر المحيط (2/ 623)، شرح شذور =
و"عاملته مُسانهة". والأوّل مذهب سيبويه؛ لقولهم: "سانيت"، و"أسنى" من "السانية"، و"أسنيت" بإبدال "الواو" ياءً. (1)
قال ابن مالك (2): وقد أجرى "سنين" مجرى "حين" قومٌ، وذلك في أمور: -
أحدها: أنّ "الياء" تلزمها رفعًا ونصبًا وجرًّا، كما تلزم في "حين".
والثاني: أَنه يُعرَب بالحركات على "النون"، كما يُعرَب "الحين".
الثالث: أنّ نُونه تُنَوّن، كما يُنوّن "الحين".
الرابع: أنّ نُونه لا تُحْذَفُ للإضافة، تقُول:"هذه سنون"، و"رأيت سنينا"، و"عجبتُ من سنين"، و"هذه سنينك"، قال الشاعر:
دَعانيَ منْ نَجْدٍ فإنَّ سِنينَهُ
…
لَعِبْنَ [بنا](3) شيبًا وشَيَّبْنَنا مُرْدًا (4)
= الذهب لابن هشام (ص 75)، المصباح (1/ 292)، لسان العرب (13/ 501).
(1)
انظر: البحر المحيط (2/ 623)، الكتاب (3/ 452، 495، 496)، اللباب في علل البناء والإعراب (2/ 379)، المقتضب (2/ 241)، الصحاح (6/ 2383، 2384)، المصباح (1/ 292)، لسان العرب (13/ 551)، (14/ 405)، تاج العروس (36/ 408)، (38/ 315)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 75)، أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجًا، للقادوسي، (ص 143).
(2)
انظر: شرح الكافية الشافية (1/ 194)، شرح ابن عقيل (1/ 65).
(3)
سقط من النسخ. والمثبت من المصادر.
(4)
البيتُ من الطويل، وهو من قول "الصمة بن عبد الله القشيري". وقد جاءت الرواية "سنينه" بإثبات النون، ولم تسقط للإضافة، وعلامة نصبه الفتحة لا الياء، وإلا لقال:"فإنّ سنيّه". انظر: خزانة الأدب (8/ 60، 62)، شرح التصريح (1/ 75)، شرح المفصل (3/ 228)، لسان العرب (13/ 501)، المخصص (2/ 402)، المحكم والمحيط الأعظم (4/ 220)، المعجم المفصل (2/ 188).
فعَلامَةُ النصْب هُنا: فتحة "النون"، لا "الياء"، بدليل أنه أثبت "النون" مع الإضافة. (1)
وفي الحديث: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ"(2)، على إجرائه مجرى جمع المذكّر، وهذه الرّواية المشهورة. ويُروَى:"سِنِينًا كَسِنِينَ يُوسُفَ"(3) بعدم حَذْف "النون"، وتنوين "سنينًا". (4)
واعلم [أنّه](5) يجري في "بنين" ما جَرى في "السنين"، تقول:"هذه بنينٌ"، و"رأيتُ بنينًا"، و"مررتُ ببنين". قال الشاعر:
وَكَانَ لَنَا أَبُو حَسَنٌ عَلِيّ
…
أبًا بَرًّا وَنَحْنُ لَهُ بنين (6)
(1) انظر: شرح الكافية الشافية (1/ 193 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (1/ 335)، شرح ابن عُقيل (1/ 64 وما بعدها)، شرح الأشموني (1/ 63 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 75)، إيضاح شواهد الإيضاح (2/ 871)، المفصل (ص 236)، شرح المفصل (3/ 228)، خزانة الأدب (8/ 60)، جامع الدروس العربية (2/ 230).
(2)
متَّفقٌ عليه: البخاري (804) ومُسلم (675/ 295)، عن أَبِي هُريرة.
(3)
ورد هذا اللفظ في "مسند الإِمام الشافعي، بترتيب السندي"(ط العلمية، 1/ 94/ برقم 268). ورُوي بنحوه "سنينًا كسني" في "مُسند السراج"(ط باكستان، ص 398، رقم 1301)، وفي "مُستخرج أَبِي عوانة"(ط المعرفة، 2/ 24/ برقم 2177). وروي في المسند (ط قرطبة، رقم 10764): "سنين كسنين يوسف".
(4)
انظر: توضيح المقاصد والمسالك (1/ 335)، شرح ابن عُقيل (1/ 65)، شرح الأشموني (1/ 64)، المصباح (1/ 292)، النحو المصفى (ص 64، 65).
(5)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "أن".
(6)
البيتُ من الوافر، وهو لأحد أولاد على بن أبي طالب أو لسعيد بن قيس الهمداني. ويُروى البيت أيضًا: "وَأَن لنا أَبَا حسنٍ عليًا
…
أبٌ برٌّ وَنحن لَهُ بَنِينَ". انظر: أوضح المسالك (1/ 77)، شرح التصريح (1/ 75)، خزانة الأدب (8/ 60، 75، 76، 77)، المعجم المفصل (8/ 141).