المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌كتابُ الطَّهَارة ‌ ‌الحديثُ الأوّل: " الكتابُ": مَصْدر، واحدُ "الكُتب"، بضمّ "التاء" وسُكونها. و"الكَتبُ": - العدة في إعراب العمدة - جـ ١

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة ابن فرحون

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته:

- ‌نشأته وتعلّمه:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌نبذة من ترجمه الإمام ابن قدامة

- ‌وصف النسختين الخطيتين

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخه الثانية:

- ‌منهجُ العَمل في الكِتَاب

- ‌كتابُ الطَّهَارة

- ‌الحديثُ الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحديث الثّالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحدِيث السّابع:

- ‌الحديث الثّامِن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر

- ‌‌‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌باب الاستطابه

- ‌الحدِيث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحدِيث الثّالِث

- ‌الحدِيث الرّابع

- ‌الحديث الخامِس

- ‌الحديث السّادس

- ‌باب السواك

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌[الحديث الأوّل]

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب في المَذْي وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديثُ الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب الجنابة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن:

- ‌باب التيمم

- ‌الحديث الأول:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الحيض

- ‌الحديث الأوَّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌كتاب الصّلاة

- ‌باب المواقيت

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السَّابع:

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العَاشِر:

- ‌بَاب فَضْل الجماعَة ووجُوبها

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌باب الأذان

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌مسألة:

- ‌باب استقبال القبلة

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الصفوف

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌باب الإمامة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني [والثّالث] (4):

- ‌الحديث [الخامس] (1)

- ‌الحديث [السّادس والسّابع] (3):

- ‌باب صفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌الحديث الرابع عشر:

- ‌فائدة:

- ‌باب الطُّمأنينة في الرّكُوع والسُّجُود

- ‌باب القراءة في الصلاة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌فائدة:

- ‌بابُ ترك الجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب سُجود السّهو

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌بابُ المرور بين يدي المصَلّي

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

الفصل: ‌ ‌كتابُ الطَّهَارة ‌ ‌الحديثُ الأوّل: " الكتابُ": مَصْدر، واحدُ "الكُتب"، بضمّ "التاء" وسُكونها. و"الكَتبُ":

‌كتابُ الطَّهَارة

‌الحديثُ الأوّل:

" الكتابُ": مَصْدر، واحدُ "الكُتب"، بضمّ "التاء" وسُكونها.

و"الكَتبُ": "الفَرْضُ والحُكْم". و"الكَتبُ" أيضًا: "الجمْعُ". (1) فكأنّ المَعنى: "هذا جَمْعُ أحاديث الطّهَارة". وبهذا سُمّيت الكتابةُ "كتابة"؛ لأنّه يُجمَع بها بعضُ الحُروف إلى بعْض. (2)

ومنه: "الكتيبة"، وهي "الخيلُ المجْمُوعة". و"تكَتّب القَومُ":"تجمّعوا". (3)

ويُقال: "كتبتُ الكتابَ"، "أكتُبه"، "كَتْبًا"[و "مكتبة"](4). (5)

فـ "كتاب": مَرفُوعٌ، على أنه خَبَر مُبتدأ مَحْذُوف.

قوله: "الحديثُ الأوّل": يحتمل أنْ يكُون "الحديث" خَبَر مُبتدأ مَحْذُوف، أي:"هَذا الحَديث"، و"الأوّل" نَعْتٌ له.

ويحتمل أنْ يَكُون "الحديث" مُبتدأ، و "الأوّل" نعْته، والخَبَر [مُتعلق](6)

(1) انظر: الصحّاح للجوهري (1/ 208)، مجمَل اللغة لابن فارس (ص 778)، مَقاييس اللغة لابن فارس (5/ 158، 159)، القامُوس المُحيط للفيروز آبادي (ص 128)، أنيس الفُقهاء للقُونوي (ص 5).

(2)

انظر: نيل الأوطار للشوكاني (1/ 27)، شَمْس العُلوم ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميري (9/ 5759)، لسان العرب لابن منظور (1/ 701).

(3)

انظر: الصحاح للجوهري (1/ 209)، لسان العرب لابن منظور (1/ 701)، القامُوس المحيط ص (129).

(4)

كذا بالنسخ.

(5)

انظر: الصحاح (1/ 209)، لسان العرب (1/ 698)، أنيس الفُقهاء (ص 5).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 27

بالمَجْرور، أي:"الحديثُ الأوّل ثابتٌ عن عُمَر".

ويحتمل أنّ "الحديث" مُبتدأ، و"الأوّل" نعته، والخبرُ قوله:"عن عُمر" إلى آخره. ولا يحتاجُ [إلى](1) ما يتعلّق به حَرْف الجر [لأنه](2) كنَّى [عنه](3) على الحكاية. وهذا أحْسَن.

الرابع: يكُون "الحديث" مُبتدأ، والجبرُ مُقَدَّر مُتقدِّم، أي:"مما أذْكُره الحديث"، ويكُون "الأوّل"[نَعْت](4). ولو رُوي الحديثُ [بالنصب](5) جَاز، بتقْدير:" [اسْمَع] (6) الحديث"، أو " [أقرأ] (7) الحَديث".

إذا ثبت: [فإنّ "الحديثَ"](8) مُفرَدُ "أحاديث"، على غير قياس. وقد [وهم](9) بعضُ النَّاس أنّه (10) جَمعْ لـ "أُحْدوث"؛ فيكون قياسًا. (11)

ورُدَّ هذا: بأنَّ "الأُحدوثة"[تختصّ](12) بالشّر. يُقال: "صَار فُلانٌ أُحْدوثة"، أي:" [فضيحة يتحدّث] (13) به النّاس". و"الأحاديثُ" ليست مُختصّة بذلك؛

(1) غير واضحة بالأصل، وتظهر كأنها:"الخبر". والمثبت من (ب).

(2)

كلمة غير واضحة بالأصل، وبيض لها في (ب).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

كذا بالنسخ.

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(7)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(8)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(9)

في (ب): "روى".

(10)

أي: "الأحاديث".

(11)

نقله "الجوهري" عن "الفراء"، كما في: لسان العرب لابن منظور (2/ 133) وتاج العروس للزبيدي (5/ 211).

(12)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(13)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "فضيحته يتحدث".

ص: 28

[لقولك](1): "أحاديثُ الرسُول". (2)

وقيل (3): اختصاصُ "الأُحْدُوثة" بـ "الشَّر" غير مُسَلّم؛ لأنَّ العَرَبَ تقول: "انتشَرَت له أُحْدُوثة حَسَنة"، [و"فُلانٌ] (4) حَريصٌ على حُسْن الأُحْدُوثة". (5) وأنشَد المُبرّد:

وكُنْتُ إِذا مَا زُرْتُ سُعْدَى بأَرْضِهَا

أَرَى الأَرْضَ تُطْوى لي وَيدْنُو بَعِيدُهَا

مِنَ الخَفِراتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُهَا

إِذَا مَا انْقَضَتْ أُحْدُوثَة لَو تُعِيدُها (6)

قالوا: فبناءُ الاسم الشَّهير الاستعمال على اسْم قَليل الاستعمال خِلافُ القياس؛ فجَمعُ "حديث" على "أحاديث" خِلافُ الشهير في الاستعمال.

إذا ثبت ذلك: فـ "أوّل" وَزْنه "أفْعَل"، فاؤه وعَيْنه واوان (7).

قال القاضي أبو بكر ابن العَربي رحمه الله: لا خِلافَ أنّ وزنه "أفعل". لكن [البصريين](8) يقُولون: أصْلُه: "أوَل"، مِن "آل، يئُول"، إذا "رَجع". والآخَرون

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

انظر: العين للخليل بن أحمد الفراهيدي (3/ 177)، لسان العرب لابن منظور (2/ 133)، تاج العروس (5/ 211).

(3)

قوّاه "الزبيدي" في "تاج العروس"(5/ 211).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

انظر: تاج العروس (5/ 211).

(6)

الأبيات من البحر الطويل. ونُسبت لكُثير عزة ولذي الرمة وللحُسين بن مطير. ورجّح في "الحماسة البصرية" أنها لأبي العَوام بن كَعْب بن زُهَيْر بن أَبى سلمى. انظر: الحماسة البصرية لأبي الحسن البصري (2/ 191، 192)، الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (9/ 49)، اتفاق المباني وافتراق المعاني لابن بنين (ص 128)، تاج العروس (5/ 211)، المعجم المفصل في شواهد العربية لإميل يعقوب (2/ 310).

(7)

انظر: المصباح المنير، للفيومي، (1/ 30)، تاج العروس (31/ 103).

(8)

بالنسخ: "البصريون".

ص: 29

يقُولون: "أوْأل" مِن "وَأل"، أي:"لجأ". (1)

قَالَ: والصّحيحُ قولُ البصريين. (2)

قلتُ: والمعنى هنا على قول البصريين: "أنه يَرجع إلى معناه ما يأتي بعده من الأحاديث". وعلى قَول غيرهم: "أنه يُلجَأ إليه". وهُو قريبٌ من المعنى الأوّل. [ومنه](3): "الأوّل" في العَدَد، يَرجع إليه ما بعده.

وقال بعضُ النحويين: أصْلُه: "فَوْعَل". (4)

ورُدّ: بأنَّ "أوّل" أفعَلُ [التفضيل](5)؛ لأنّه يُوصَل بـ "مَن"، يقُولون:"أوّل من كذا". ولهذا لا ينصرفُ إذا جَعَلْته صِفَة، تقُولُ:"لقيتُه عَام أوّل"، وإنْ لم تجعله صِفَة قُلتَ:"عَامًا أوّلًا". (6)

وفي الحَديث الثّاني من "بَاب القِراءَة" كَلَامٌ كالتّتمة لهذا.

وأمّا "آخِر": بكَسر "الخاء"، فهو:"الذي بَعد الأوّل مَا لمَ يَعْقُبه شَيءٌ". وهُو صِفَة. تَقُول: "جَاء آخِرًا"، أي:"أخِيرًا". والأُنثى: "آخِرَة". والجمْعُ: "أَوَاخِر". (7)

(1) انظر: المصباح المنير (1/ 29، 30)، تاج العروس (31/ 56، 103)، اللباب في علل البناء والإعراب لأبي البقاء العكبري (2/ 235 وما بعدها)، الممتع الكبير في التصريف لابن عصفور (ص 358)، شرح شافية ابن الحاجب للرضي الإستراباذي (2/ 340)، المنصف لابن جني (ص 311).

(2)

انظر: المصباح المنير (1/ 30).

(3)

في (ب): "ومثله".

(4)

انظر: المصباح المنير (1/ 30)، تاج العروس (31/ 56، 57، 103)، شرح الشافية للرضي (2/ 340).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

انظر: المصباح المنير للفيومي (1/ 30)، لسان العرب (11/ 717)، تاج العروس (31/ 58)، شرح الشافية للرضي (2/ 340).

(7)

انظر: الصحاح للجوهري (2/ 576)، المصباح المنير (1/ 7، 8)، لسان العرب لابن =

ص: 30

[1]

: قوله: "عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم-تقُولُ: إنَّمَا الأَعْمالُ بِالنِّيَّاتِ -وفي رِوَايَه: بِالنِّيَّهِ- وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِيٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ الى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ"(1).

الإعْراب:

"عَن عُمَر": حَرْفُ الجرّ تَقدّم فيه وَجْهَان. ويحتمل أنْ يتعلّق بفِعْل مَحذُوف، أي:"رَوى" أو "رُوي"، ببنائه للمَفعُول أو للفَاعِل. فإنْ بَنيتْه للمَفعُول الذي لم يُسَمّ فاعِلُه، قَدّرْت:"أنّه قَالَ"؛ ليَقُوم مَقَام المفْعُول. وإنْ بَنيتَه للفَاعِل، كَان "أنّه قال" في مَحَلّ نصْب، مَفْعُولًا به. (2) وتقديرُ "روي" أرْجَح، لأنه جَاء مُصرّحًا به في بَعْض الأحاديث. وفي السَّادس من "الجنَابة": "رُوِي عن عَائشة رضي الله عنها قَالت

" (3).

و"عُمَر": لا [ينصرَفُ](4)؛ للعَلَمية والعَدْل. (5)(6)

= منظور (4/ 13، 15).

(1)

رواه البخاري رقم (1) في بدء الوحي، ومسلم (1907) في الإمارة.

(2)

راجع: شرح قطر الندى وبل الصدى لابن هشام (ص 190)، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (2/ 127)، جامع الدروس العربية (2/ 246 وما بعدها).

(3)

نصه هناك: "رُوي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كُنْت أَغْسِلُ الجْنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللَّهَ صلى الله عليه وسلم فَيَخْرُجُ إلَى الصَّلاةِ، وإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ في ثَوْبِهِ".

(4)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يصرف".

(5)

انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير الجزري (4/ 58)، المصباح المنير (2/ 490)، لسان العرب (2/ 564)، تاج العروس (7/ 58)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 588)، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (3/ 335).

(6)

أسبابُ منع الصرف تسعة: العَلمية، التأنيث، وزن الفعل، الوصف، العدل، الجمع، التركيب، العُجْمة في الأعلام خاصة، الألف والنون المضارعتان لألفي التأنيث، متى اجتمع في الاسم اثنان منها، أو تكرر واحد لم ينصرف، وذلك في أحد عشر اسمًا خمسة =

ص: 31

قال ابنُ الخبّاز (1): من غَريب حَال "عُمَر" أنَّ [المازني](2) تجنّب تثنيته وجَمْعَه، وقَال: أقُول: "جَاءَني رَجُلان كِلاهُما عُمَر"، أو "رجَالٌ كُلّهم عُمَر". (3)

= حالة التنكير، وهو أفعل صفة، نحو: أحمر، وأحمد، وأصفر، ومثنى، وثلاث، ورباع، فيها العَدل والوصف، وقيل: العَدْل المكرّر؛ لأنها عدلت عن صيغها، وعن التكرير؛ لأنّ الأصل: أولي أجنحة اثنتين اثنتين، وثلاثة ثلاثة، وأربعة أربعة. وفعلان الذي مؤنثه فعلى، كعطشان وريان. وما فيه ألف التأنيث مقصورة، كحُبلى وبشرى، والدعوى، والفتوى، والفتيا. أو ممدودة، نحو: حمراء، وصحراء. والجمع الذي ليس على وزنه واحد، كمساجد، ومصابيح، ودعاوى، وفتاوى، وسراري، وعواري، ونحو: جوار، ومواش مما في آخره ياء يحذف ياؤه في الرفع، والجر، ويُنوّن الاسم لخروجه عن حد مساجد، وأما في النصب فلا يُنوّن بإثبات الياء فيه.

وأمّا الستة التي لا تُصرف في العَلمية: فهي: "الأعجمي" كإبراهيم، وإسماعيل، وما فيه "وزن الفعل" كيزيد، وأحمد "والتأنيث" لفظًا كطلحة، وحمزة، أو معنى كعاد. "والمعدول" كعُمر، وزُفر، عن عامر، وزافر "والتركيب" كمعدي كرب، وبعلبك "والألف، والنون" كمروان، وسفيان، وهذه الست إذا نكرت انصرفت. وفي نحو: لوط وهند، يجوز الصرف استحسانًا، وتركه قياسًا. وكل ما لا ينصرف إذا أضيف أو دخله حرف التعريب انجر، تقول: مررتُ بالأحمر، والحمراء، وبعُمَركم، وبعثماننا. انظر: المفصل للزمخشري (ص 35)، تاج العروس (24/ 21، 22)، المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي (ص 519)، النحو المصفى لمحمد عيد (ص 47).

(1)

هو: أحمد بن الحسين الإربلي، الموصلي، الضرير، المعروف بابن الخباز، شمس الدين. عالم في النحو، واللغة، والفقه، والعروض، والفرائض. توفي بالموصل سنة 639 هـ، وله خمسون سنة. له:"النهاية في شرح الكافية" في النحو، "توجيه اللمع" شرح اللمع لابن جني، "شرح ميزان العربية"، "الغرة المخفية في شرح الدرّة الألفية" على ألفية ابن معط، مطبوع، و"النظم الفريد في نثر التقييد". انظر: الوافي بالوفيات للصفدي (6/ 223)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير وَالأعلام للذهبي/ ط دار الغرب (14/ 285)، الأعلام للزركلي (1/ 117)، معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة (1/ 200).

(2)

في (ب): "الماء".

(3)

انظر: همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي (1/ 158).

ص: 32

قُلتُ: [ولَم](1) يَقُل به غَيره. (2)

إذا ثبت ذلك: [فالعَدْلُ](3) فِيه تقْديرٌ، لا تحقيق، لأنَّ وَزْن "فُعَل"- "صرَد"] (4) و"زُحَل"- لم تنْطِق به العَرَب مع العَلَمية إلا غير مَصْرُوف، والعَلَميّة وَحْدَها لا تمنَعُ الصَّرْف، ولا يُمكِنُ في الموانع كُلّها [ما يُلائِم] (5) هذا الوَزْن سوَى [ق: 3] العَدْل، لأنّه لا وَصْفَ فيه ولا تأنيثَ ولا عُجْمَة ولا جَمعًا ولا تَرْكِيبًا ولا نُوْنًا زَائِدَة ولا وَزْن "فعل". (6)

والجُملتان من قوله "رضي الله عنه" و"صلى الله عليه وسلم" جُمْلتا اعتراض، لا مَحلّ [لهُما](7) من الإعْرَاب (8).

والجُمَلُ التي لا مَحَلَّ لها من الإعْرَاب: المستأنَفَة، والمعْترضَة، كهَذه، والمفَسِّرة، وجُمْلَة القَسَم، والصِّلة (9). وسيأتي الكَلام عليها مُستَوفىً في الحَديث الرا بع من

(1) في (ب): "لا قائل بذلك".

(2)

انظر: همع الهوامع (1/ 158).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

انظر: المفصل للزمخشري (ص 35)، تاج العروس (24/ 21، 22، 28/ 492، 29/ 198)، المغرب في ترتيب المعرب (ص 519)، لسان العرب (11/ 334)، المخصص (5/ 71)، النحو المصفى (ص 47).

(7)

في (ب): "لهم". وكذا في الأصل، غير أنّ "الألف" مطموسة.

(8)

انظر: إرشاد الساري شرح صحيح البخاري للقسطلاني (9/ 3).

(9)

الجُمل التي لا محلّ لها من الإعراب تسع، هي: -

1 -

الابتدائيةُ، كقوله تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1].

2 -

الاستئنافيّةُ، كقوله تعالى:{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [النحل: 3].

3 -

التَّعليليَّة، مثل قوله تعالى:{وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103].=

ص: 33

"الأذَان"؛ فليُنظَر هنالك.

قوله: "سَمعتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يقُول: إنّما الأعمالُ". جُملة "إنما" في مَحلّ مفعُول بالقَول، وجُملة "سَمِعتُ" مثلها، لـ "قَال".

و"سَمِع" مِن الأفعَال الصّوتية، إنْ تعلَّق بالأصْوات تعَدّى إلى مفعُول واحِدٍ، وإنْ تعَلّق بالذّوَات تعَدّى إلى [اثنين](1)، الثاني جُمْلة مُصَدّرَة بفِعْل مُضَارع من الأفعَال الصّوتيّة. هذا اختيارُ الفارسيّ ومُوافقيه. (2)

=

4 -

الاعتراضيّةُ، نحو:"سعيتُ، وربَّ الكعبةِ، مجتهدًا"، وقولهِ تعالى:{فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا} [البقرة: 24]، وكقوله تعالى:{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: 76].

5 -

الواقعة صِلةً للموصولِ، الاسميّ، كقوله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14]. أو الحرفيِّ، كقولهِ تعالى:{نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة: 52].

6 -

التّفسيريةُ، كقوله تعالى:{هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [الأنبياء: 3].

7 -

الواقعةُ جوابًا للقسمِ، كقوله تعالى:{وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [يس: 2، 3].

8 -

الواقعةُ جوابًا لشرطٍ غيرِ جازمٍ، كقوله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 1، 2، 3].

9 -

التابعةُ لجملةٍ لا محلَّ لها من الإعراب، نحو:"إذا نَهضَتِ الأمةُ، بَلغت من المجد الغايةَ، وأدركت من السُّؤْدَدِ النهايةَ".

انظر: جامع الدروس العربية للغلاييني (3/ 287 وما بعدها).

(1)

سقط من النسخ. والمثبت من "إرشاد الساري".

(2)

انظر: البحر المحيط لأبي حيّان (3/ 472، 473)، (7/ 446، 447)، (8/ 163)، عُمْدة القَاري شرح صحيح البخاري للعيني (1/ 23)، إرشاد السّاري (8/ 188)، (9/ 401)، (10/ 15)، الإعلام لابن الملقن (1/ 165، 166)، شَرْح التسهيل (2/ 84).

ص: 34

واختار ابنُ مالك ومَن مَعه أنْ تكُونَ الجُملةُ الفعلية في محلّ حَالٍ إنْ كَان المتقدِّمُ مَعْرفة، كَما وَقَعَ هُنا، أو صِفة إنْ كَان المتقدِّمُ نَكِرَة. (1)

قَالُوا: ولا [يجُوزُ](2): "سَمِعْتُ زَيدًا يضْرب أخَاك"، وإنْ تعَدّى إلى ذَاتٍ؛ لعَدَم المسْمُوع. (3)

قلتُ: قد يجُوز بتقدير: "سَمِعتُ صَوْت ضَرْب زَيد". (4)

ومثله: "سَمِعْتُ عُمَر يتَوَضّأ [لِمَا تحْت] (5) إزَاره".

قوله: "إنَّما الأَعْمالُ بالنّيات": "إنّما" حَرْفُ ابتداء، ويُقَال فيها: كَافّة [ومَكْفُوفة](6)، أي: كَفَّت "إنَّ" عن العَمَل. (7)

واختُلِف، هَل هِي مُرَكّبة أو بَسيطَة؟ (8)

ولم يُسْمَع النَّصْبُ فيما [دَخَلَت](9) عليه "مَا" من جَميع حُروف التأكيد، إلّا في نحْو قول النّابغَة:

(1) انظر: البحر المحيط (3/ 472)، إرشاد الساري (8/ 188)، (9/ 401)، (10/ 15)، شواهد التوضيح والتَّصحيح (ص 182).

(2)

في (ب): "تجوز".

(3)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، الإعلام لابن الملقن (1/ 165).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(7)

انظر: شرح المفصل لابن يعيش (5/ 67 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (2/ 309)، النحو المصفى (ص 289).

(8)

قيل: كلمة "إنما" بسيطة. وقيل: مُركبة من "إنّ"، و"ما" الكافة، أو الزائدة للتأكيد. وقيل: مُركبة من "إنّ"، و"ما" النافية. انظر: مرقاة المفاتيح لملا علي القاري (1/ 41).

(9)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 35

أَلَا لَيْتَما هَذَا الحمَامُ لَنا

إلى حَمَامَتِنا وَنِصْفُه

(1)

فقد رُوي بنَصْب "الحمام" ورَفعه.

فمنهُم من [قَاس](2) عليها أخوَاتها، ومنهُم من قَاس عليها "لعَلّ" و"لكن" لا

(1) البيت من البسيط. وهو للنابغة الذبياني ضمن أبيات وصف بها الزرقاء أو ابنة الخُسِّ، وذلك أنها رأت حمامًا في الجو، فقالت: ليت لنا هذا الحمامَ ومثلَ نصفه إلى حمامتنا، تم الحمامُ مئةً. فعُدّت فإِذا هي ستّ وستون، ومثلُ نصفها وحمامتُها تمامُ المئة. قال النابغة الذبياني:

واحْكُمْ كَحُكْم فتَاةِ الحَيِّ إِذْ نَظَرَتْ

إلى حَمَام سِرَاع وَارِدِ الثَّمَدِ

قَالَتْ أَلَا لَيْتَما هَذَا الحمامُ لَنا

إلى حَمَامَتِنا أوْ نِصْفُه فَقَد

فَحَسَّبُوهُ فأَلْفَوْهُ كَمَا حَسَبَتْ

تِسْعًا وتِسْعِين لم تَنْقُصْ ولَمْ تَزِدِ

قكَمَّلَتْ مئةً فيها حَمامتُها

وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذَلِكَ العَدَدِ

أي: "مع حمامتنا". و"ما" زائدة. و"أو نصفه" أي: "ونصْفَه". و"قَدِ": بمعنى "حسب". والشاهد: أنه إذا لحقت "ما" الزائدةُ الأحرفَ المُشبّهةَ بالفعل كفّتها عن العمل، فيرجعُ ما بعدها مبتدأً وخبرًا. وتُسمّى "ما" هذه "الكافةَ" لأنها تَكُفُّ ما تلحقُهُ عن العمل.

ورُوي في البيت: "ونصفه". ورُوي برفع "الحمام" ونصبه، فالنصب على أنّ "ليتما" عاملة، و"هذا" في محل نصب اسمها، و"الحمام" بدل منه، فهي منصوبة، والجار والمجرور خبر "ليت". والرفع على أن "ليتما" مُهمَلة مكفوفة بما، و"هذا" مبتدأ، و"الحمام" بالرفع بدل منه، والجار والمجرور بعده خبر. وكذا "نصفه" إن نصبت الحمام نصبته، وإن رفعته رفعته.

انظر: غريب الحديث للخطّابي (1/ 474)، شمس العلوم (1/ 304، 570، 2/ 879، 880)، شرح القصائِد العشر للتبريزي (ص 316)، خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي (10/ 251)، شرح التصريح على التوضيح للأزهري (1/ 317)، جامع الدروس العربية (2/ 308، 309)، النحو المصفى (ص 290)، المعجم المفصل (2/ 421).

(2)

في (ب): "قال فأتين".

ص: 36

غير. ومنهم من لم يقِس بحَال (1).

و"إنّما": من أدوات الحصْر (2).

قال "السكّاكي" في "إعْجاز القُرآن": إنَّ الوَاقعَ بعد "إنّما" إذا كان [مُبتدأ](3) وخبرًا؛ [المحْصُور](4) الثاني. (5)

فإذا قُلت: "إنما المالُ لزيد"، فالمالُ لـ "زيدٍ" لا لغيره. وإذا قُلت:"إنما لزيد المال"، فالمحصورُ "المال"، وتقديره:"لا غيره". (6)

وأدواتُ الحصْر، على خِلافٍ فيها، ستة: -

1 -

إنَّما.

2 -

وتقَدُّم النفي قبل "إلا".

3 -

والمبتدأ والخبر.

4 -

وتقديمُ المعمُول.

5 -

ولام ["كي"](7)؛ كقوله تعالى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} [النحل: 8]. قاله " [الباجي] (8) ".

(1) ندر الإعمال في "إنّما"، نحو:"إنما زيدًا قائم"، بنصب "زيد"، رواه الأخفش والكسائي عن العرب سماعًا. وهل يمتنع قياس ذلك المسموع في الباقي مُطلقًا؟ خلاف.

انظر: شرح التصريح (1/ 318، 319).

(2)

انظر: إرشاد الساري (10/ 102)، فيض القدير للمناوي (1/ 30).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

كذا بالنسخ. وفي "الإعلام لابن الملقن"(1/ 171): "فالمحصور".

(5)

انظر: إرشاد الساري (10/ 102)، الإعلام لابن الملقن (1/ 171).

(6)

انظر: إرشاد الساري (10/ 102)، الإعلام لابن الملقن (1/ 171).

(7)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "كن". والمثبت من: "الإعلام بفوائد عُمْدة الأحكام" لابن الملقن (1/ 173).

(8)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "الناجي". والمثبت من: "الإعلام بفوائد عُمْدة =

ص: 37

6 -

والسَّبر والتقسيم، نحو:"إن لم يكُن [زيدٌ] (1) مُتحركًا فهو ساكِن". (2)

فـ "الأعمالُ" مُبتدأ، بتقدير مُضَاف، أي:"إنما صِحّة الأعمال"، والخبرُ الاستقرارُ الذي يتعلّق به حَرْف الجر. (3)

فإنْ قُلت: العاملُ المقَدَّر في المجرور يقتضي النّصب، وقد حَكَمت بأنّه الخبر، فكيف يكُون في مَحَلّ نصْب؟

والجوابُ: أنّ الذي في مَوضع النصْب قوله: "بالنيات" لأنه المفعولُ الذي وَصَل إليه العَامِل بوسَاطة "الباء"، والذي في مَوْضع الرفع مجمُوع "بالنيات"؛ لأنّه الذي نَاب عن الاستقرا ر، [وكذلك](4) القَول في كُلّ مُبتدأ خَبره ظَرْف أو مَجْرور، نَحْو قولك:"زيدٌ في الدار"، أو"عندك"(5). (6)

والباء في قوله "بالنيات" للتسبيب، أي:"إنّما الأعْمالُ ثابتٌ ثوابها بسَبب النيات". وتحتمل الإلصاق (7)؛ لأنَّ كُلَّ عَمَل تلصق به نيته. (8)

= الأحكام، لابن الملقن (1/ 173).

(1)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

انظر: البحر المحيط لأبي حيان (10/ 466)، إرشاد الساري (8/ 287)، (9/ 209)، الإعلام لابن الملقن (1/ 172، 173)، حاشية الصبان (2/ 164).

(3)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، (10/ 102)، إحكام الأحكام شرح عُمدة الأحكام لتقي الدين ابن دقيق العيد (1/ ص 61)، والإعلام لابن الملقن (1/ 183).

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

أي: "أو: زيد عندك". وانظر: إرشاد الساري (8/ 8).

(6)

انظر: إرشاد الساري (8/ 8).

(7)

انظر: أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك لابن هشام (3/ 31 وما بعدها)، مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام (ص 137 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 88 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 646 وما بعدها)، همع الهوامع (2/ 417 وما بعدها).

(8)

انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (1/ 13)، إرشاد =

ص: 38

و "النيات": جَمْعُ "نية"(1)، [فيُرفَع](2) بالضَمّة، ويُنصَب ويُجَرّ بالكَسْرة. [جَرَّه](3)؛ لأنه جَمْعُ مُؤنّث سَالِم. (4)

ورُوي "بالنِّيَّةِ"(5)، أفرَدَها؛ لأنَّ المصْدَرَ المفْرد يقُوم مَقَام الجمْع، وإنما يجمعُ لاختلاف الأنواع.

وأصلها: "نَوْيَة"، فقُلبت "الواو" يَاءً، ثم أُدْغِمَت في "الياء" بعدها (6)، ومنهم من خَفّف، فقال:"نِيَة"، وهو من "وَنِي، يني"(7) إذا "أبطأ وتأخّر"(8). قال امرؤ القيس (9):

مِسَحٌّ إِذا مَا السّابِحَاتُ على الوَنَى

أثرْنَ الغُبارَ بالكَدِيد المُرَكَّل (10)

= الساري (8/ 8)، (9/ 401)، الإعلام لابن الملقن (1/ 176)، عُقود الزَّبَرجَد على مُسْند الإمام أحمد للسيوطي (2/ 164).

(1)

انظر: عُمدة القاري (1/ 23)، المصباح (2/ 631)، المعجَم الوسيط/ وضعه: مجمع اللغة العربية بالقاهرة (2/ 966)، القاموس الفقهي لُغة واصطلاحًا (ص 363).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

انظر: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (1/ 74)، المنهاجُ المختَصر في علمي النَّحو وَالصَّرف للجديع (ص 33، 34).

(5)

متفق عليه: البخاري (54، 2529، 3898) ومسلم (1907/ 155).

(6)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(7)

قال العيني: "هذا بعيدٌ؛ لأنّ مصدر ونى يني: ونيًا. قال الجوهري: يُقال: ونيتُ في الأمر أنى ونيًا، أي ضعفتُ؛ فأنا وَان". انظر: عُمدة القاري (1/ 23).

(8)

انظر: تاج العروس (40/ 139).

(9)

البيت من الطويل. انظر: المعجَم المفصل (6/ 443).

(10)

المسَحّ: الكثيرُ الجري. وفَرس مِسَحٌّ: سريعٌ، يُشبّه عَدْوه بسَحِّ المطر. والونى: الضَّعف والفتور والكَلال والإعياء. والكديد: الترابُ الناعم، فإذا وطئ ثار غُباره. وكديد: فعيلٌ بمعنى مفعول. والمركَّل: الذي أثرت فيه الحوافر. انظر: العين =

ص: 39

أي: "على الإبْطَاء". (1)

قالوا: ولذلك احتاجَت النّية في تصحيحها إلى إبطاء. (2)

والألِف واللام في "الأعمال" للعَهْد [في](3) العبادات المفتَقرة إلى نية، فيخرُج من ذلك إزالة النجاسة، والمتروكات كُلها والمعاصي؛ لأنّه يُعاقَب عليها، وإنْ لم تكُن بنية ولا قَصْد. (4)

والألِف واللام في "النيات" للعَهْد أيضًا؛ لأنَّ المراد: "ما يختصّ بتلك الأعْمَال، دون غيرها". (5)

و"الأعْمالُ": جَمْعُ قِلّة (6)، ..................................................

= (3/ 16)، شمس العلوم (5/ 2911)، لسان العَرب لابن منظور (3/ 378)، تاج العَروس (40/ 257).

(1)

انظر: الصحاح (6/ 2531)، تاج العروس (40/ 257)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات للأنباري (ص 86).

(2)

انظر: عُمدة القاري (1/ 23)، الإعلام بفوائد عُمدة الأحكام (1/ 176)، تاج العروس (40/ 139).

(3)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(4)

انظر: فتح الباري (1/ 13)، إرشاد الساري (9/ 401)، عُقود الزَّبَرجَد (2/ 163، 165)، دُستور العُلماء للأحمد نكري (3/ 296).

(5)

انظر: عُقود الزَّبَرجَد (2/ 163، 165).

(6)

جمعُ القلَّة: جمعٌ يُطلق على ثَلاثة وعَشرة وما بينهُما. ويكُون على وزن: "أفعُل" و"أفعال" و"أفْعِلة" و "فِعْلة"، كـ "أفلس" و"أفراس" و"أرغفة" و"غِلْمة"، جمع "فلس" و"فرس" و"رغيف" و "غُلام". ومن جمع القلة: جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم، بلا ألف ولام، مثل:"مُسْلِمُوْنَ" و"مُسْلِمَات". فالمجموعُ ستة أوزان. انظر: شواهِد التَّوضيح والتَّصحيح (ص 149)، دُستور العُلماء (1/ 280)، نحو مِير المعروف بـ: مبادئ قواعد اللّغة العَرَبية للشَّريف الجُرجاني المعروف بسيد مير شريف (ص 14). وليس من جموع القلة: "فُعَل"، بضم الفاء وفتح العين، كـ "غُرَف"، ولا:"فِعَل"، =

ص: 40

وجَمْعُ المُؤنّث السّالِم (1) جَمْعُ قِلّة أيضًا؛ فحَسُن التَّقابُل. (2)

وجُمُوعُ القِلّة [تجْمَعُها](3) أبياتٌ ثلاثة، أنشَدنيها الشَّيخُ الأَدِيب سِرَاج الدِّين الدّمنهُوري رحمه الله، لنفْسه:

جمُوع قِلَّة: أجْمَالٌ وأحْمِرةٌ

[وأَفْلُس](4) غِلْمَة، والسَّالمان مَعَا

كَتبَة لابن دَهّان، وقَد نَقَلَ الفَرّا

ثَلاثًا: حِجَج [حِبَبَة ترعَا](5)

وأصْدِقَاء عَن التبريز، وابْن سَرى (6) فِعْلَة عَنْه فِي اسْم الجُمُوع (7)

= بكسر الفاء وفتح العين، كـ "نِعَم". ولا:"فِعَلَة"؛ بكسر الفاء وفتح العين؛ كـ "قِرَدَة".

خلافًا للفراء. ومنه: قول عائشة رضي الله عنهما: "ثم يصُب على رأسه ثلاث غُرف"، فالقياس عند البصريين أن يُقال:"ثلاث غرفات"؛ لأنَّ الجمع بالألف والتاء جمع قلة، والجمع على "فُعَل" عندهم جمع كثرة. والكوفيون يخالفونهم، فيرون أن فُعَلًا وفِعَلًا من جموع القلة. ويُعضد قولهَم قول عائشة رضي الله عنها:"ثلاث غُرَف"، وقول الله تعالى:{قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} [هود: 13]. ويعضد قولهم في "فِعَل" قوله تعالى: {ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ} [القصص: 27]. فإضافة "ثلاث" إلى "غرف" و "عشر" إلى "سورط و "ثماني" إلى "حجج" مع إمكان الجمع بالألف والتاء دليل على أن فُعَلا وفِعَلا جمعا قلة، للاستغناء بهما عن الجمع بالألف والتاء. انظر: عُمدة القاري (3/ 192)، شواهد التَّوضيح والتَّصحيح (ص 150)، شرح التصريح (2/ 521).

(1)

يقصد: "النيات".

(2)

انظر: فتح الباري (1/ 12).

(3)

في (ب): "يجمعها".

(4)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(5)

غير واضحة بالنسخ.

(6)

كُتب بحاشية الأصل: "ابن سرى: هو ابن السّرّاج".

(7)

من أبنية القلة: "فِعْلة" بكسر أوله وسُكون ثانيه، ولم يَطّرد في شيء من الأبنية والأوزان، ولا يُقاسُ عليه، بل هو سماعي محفوظ في ستة أوزان:"فَعَل" بفتحتين نحو: "ولد وولدة" و"فتى وفتية"، "وفَعْل" بفتح أوله وسُكون ثانيه، نحو: "شيخ =

ص: 41

وَعَا (1).

= وشيخة، و"ثور وثيرة"، و"فِعَل" بكسر أوله وفتح ثانيه، نحو:"ثنى وثنية". "وفعال" بفتح أوله، نحو:"غزال وغزلة"، "وفُعَال"، بضم أوله، نحو:"غُلام وغِلْمة" و "شجاع وشجعة"، "وفعيل" بفتح أوله وكسر ثانيه، نحو:"صبي وصبْية" و "خصي وخصية" و "جليل وجِلّة" و "عليٌّ وعلْيةٌ" ...... ولأنه لا قياسَ فيه ولا اطّراد؛ قال أبو بكر بن السرَّاج: "هو اسمُ جمع، لا جمع". وما قوله ببعيد من الصواب. قال أبو حيان: وشُبهته أنه رآه لا يطّرد، قال: وهذه شُبْهة ضعيفة؛ لأنَّ لنا أبنية جموع بإجماع، ولا تطّرد.

انظر: إرشاد الساري (8/ 218)، المصباح (2/ 695)، همع الهوامع (3/ 351)، شرح التصريح (2/ 528)، جامع الدروس العربية (2/ 35).

(1)

قال المرادي في شرح الألفية: جمعُ التكسير على ضربين: ضربٌ للقلة، وضربٌ للكثرة. فمدلولُ جمع القلة بطريق الحقيقة من ثلاثة إلى عشرة، ومدلولُ جمع الكثرة بطريق الحقيقة ما فوقَ العَشرة إلى ما لا نهاية له. وبدأ بأبنية القلة، فقال:

أفْعِلَةٌ أفَعُلُ ثم فِعْلَهْ

ثُمَّت أفعالٌ جموعُ قِلَّهْ

أمثلتها على الترتيب: "أرغفة"، "أبحُر"، "فتية"، "أجمال".

وقد فُهم من هذا أنّ ما بقي من أبنية جمع التكسير فهو للكثرة.

وليس من أبنية القلة "فُعَل" نحو: (ظُلَم)، ولا "فِعَل" نحو:"نِعَم"، ولا "فِعَلة" نحو:"قِرَدة"، خِلافًا للفرّاء. ولا "فَعَلة" نحو:"بَرَرة"، خلافًا لبعضهم، نقله عنه ابن الدهّان. ولا "أفعِلاء" نحو:"أصدقاء"، خلافًا لأبي زيد الأنصاري، نقله عنه أبو زكريا التبريزي. والصحيحُ: أنّ هذه كلها من جموع الكثرة ..... ذهبَ ابن السّرّاج إلى أنّ "فِعْلة" اسم جمع، لا جمع تكسير، وشُبهته أنه لم يَطّرد. انظر: توضيح المقاصد والمسالك للمرادي (3/ 1378).

وقال الشنقيطي: "الفِتية": جمعُ "فتى"، جمعُ تكسير، وهو من جموع القِلّة، ويدلّ لفظ "الفتية" على قلّتهم، وأنهم شباب، لا شيب، خِلافًا لما زعمه ابن السَّرَّاج من أنّ "الفتية" اسم جمع، لا جمع تكسير. وإلى كون مثل "الفتية" جمع تكسير من جموع القلة أشار ابن مالك في "الخلاصة" بقوله:

أَفْعِلَة أَفْعُل ثُمَّ فِعْلَهْ

كَذَاكَ أَفْعَالٌ جُمُوعِ قِلَّةْ =

ص: 42

قوله: "وإنما لكُلِّ امرئٍ مَا نَوَى".

قال الشّيخُ تقيّ الدِّين (1): يقتضي أنَّ من نَوَى شَيئًا حَصل له، وما لم ينوه لم يحصل له. (2)

[ثم قال: فرقٌ بين قولنا: "مَن نوى شيئًا لم يحصل له غيره"، وبين قولنا: "مَن لم ينو شيئًا لم يحصل له"](3). (4)

قال: والحديثُ [محتَمِل](5) للأمرَين -يعني: قوله: "إنما الأعمَالُ بالنّيات"- وآخِرُه يشير إلى المعنى الأوّل (6).

قوله: "وإنما لكُلّ امْرئ ما نوى". "ما": مَوصُولة، بمَعنى "الذي"(7)، وجُمْلة "نوَى" صِلة لا مَحَلّ لها، والعَائِدُ ضَمير مَفْعُول محذُوف، تقديره:"مَا نَوَاه". وإنّما حُذِف؛ لأنه ضَمير مَنْصُوب مُتَّصل بالفِعْل، ليس في الصِّلة ضَمير غيره. (8) وسيأتي

= انظر: أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (التوفى: 1393 هـ)، ط دار الفكر (3/ 207). وراجع: الكتاب (3/ 577)، المصباح المنير (1/ 74)، شذا العُرف في فن الصرف للحملاوي (ص 88).

(1)

هو الشيخُ تقيّ الدِّين، ابن دقيق العيد، وليس هو "تقي الدّين" المصنف.

(2)

انظر: إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ ص 61)، الإعلام لابن الملقن (1/ 196، 197، 198).

(3)

سقط من (ب).

(4)

انظر: إحكام الأحكام (1/ ص 63).

(5)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يحتمل". والمثبت من المصدر.

(6)

انظر: إحكام الأحكام (1/ ص 63).

(7)

انظر: شرح المفصل (2/ 76، 403)، المقدمة الجزولية (ص 54)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 285)، جامع الدروس العربية (1/ 67).

(8)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، الإعلام بفوائد عُمدة الأحكام (1/ 196)، عُقود =

ص: 43

الكَلامُ على الصِّلة والموصُول في الأوّل من "باب الأيمان والنذور".

وفاعلُ "نوى" ضَميرُ "امرئٍ". ومَحَلُّ الصّلة مع الموصول مُبتدأ، والخبر في المجرور. وتقَدَّم ما قاله "السَّكّاكي" في الحصْر؛ فيكُونُ المحْصورُ:"ما نَوى".

ولو جاءَ الكَلامُ: "وإنما لامرئٍ ما نوى" صَحّ، إلا أنه يُبطِل فائِدة عُمُوم "كُلّ"؛ لأنّ التقديرَ:" [إنما] (1) لكُلّ امْرئٍ مُكَلَّف جَزَاء مَا نَوَى".

ويجُوز أنْ تكُون ["ما" مَوصُوفة](2)؛ فيكُون التقدير: "وإنّما لكُلّ امْرئٍ جزاء شَيءٍ نَوَاه"، [فترجع](3) الصِّلة صفَة، والعَائِدُ على حَاله. (4)

ويجُوزُ أن تكُون "ما" مَصْدَرية [حَرْفًا على المختَار](5)؛ فلا يُحتَاجُ إلى عائدٍ على الصَّحيح، والتقديرُ:"لكُلِّ امْرئٍ جَزاء نيّته". (6)

والفاعِلُ المقَدَّر في "نَوَى" ضميرٌ مَرْفوعٌ مُتّصلٌ مُسْتَترٌ، تقديرُه:"لكُلّ امرئٍ الذي نَواه هُو"(7)، لكنّه لا يُقدَّرُ شَيءٌ بعد العَائد، [كما لا يُذكَر](8) بعده، [قالوا: إلا أنْ يكُون] (9) في تأخيره فائدة، [ق 4]؛ ............................................

= الزبرجَد (2/ 165).

(1)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "نكرة موصوفة".

وانظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(3)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "ومرجع".

وانظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، عقود الزبرجد (2/ 165).

(5)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(6)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، عقود الزبرجد (2/ 165).

(7)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(8)

في (ب): "كمالا بدلوا".

(9)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

ص: 44

[فلا](1) يشكل، كقَولهم:"أعْجَب زيدًا ما كَرهه عَمرو"؛ لأنَّ الفَاعلَ مُقَدَّم في الرُّتبة، ولو لم يَظهَر اختَلّ المعْنى؛ [لأنَّ] (2) اللفظ يبقى:"أعْجَب زيدًا ما كَرهه"، فيحتمل أنْ يكُون الفَاعِلُ "ضَمير زَيد". (3) ففي ذِكْره وتأخيره فائدة، ولما اتّصل بالفِعْل الذي هو "نوَى" ضَمير "امرئ" وَجَب تقْديمُ المجرُور؛ ليعُود الضّميرُ على مَا قبله؛ فلا يجوزُ:"وإنما ما نواه لكُلّ امْرئ".

وذهَبَ الكُوفيون إلى إعمال الظّرف والمجرور وإن لم يعتمد، فرفعوا بهما بغير شَرطٍ، فأعْمَلوا "لكُلّ امْرئ" مَثَلا في "مَا نَوَى"، وأعْرَبُوه فَاعِلًا به، وأَبَى ذلك سيبويه، إلا إذا وَقَعَت صفَة لموصُوف (4) أو صِلَة لموصُول (5) أو حَالًا لذي حَال (6) أو خَبرًا لذي خَبر (7). (8)

إذا ثبت ذلك: فاعْلم أنَّ مَا لـ "كُلّ" إذا أُضيفَت إلى نَكِرَة من خَبر أو ضَمير أو غيرهما يجيء على وِفْق المضَاف إليه، كقَوله تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [آل عمران: 185](9)، وكَما جَاءَ هُنا. (10)

(1) غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

راجع: نتائج الفكر في النَّحو للسُّهَيلي (ص 133، 134).

(4)

نحو: "جاءني رجل بيده سيف". انظر: الكليات للكفوي (ص 590).

(5)

نحو قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} . انظر: الكليات (ص 590).

(6)

نحو: "جاءني زيد بين يديه خدامه". انظر: الكليات (ص 590).

(7)

نحو: "زيد في الدار غلامه". انظر: الكليات (ص 590).

(8)

انظر: الكتاب لسيبويه (1/ 127 وما بعدها)، الإنصاف في مسائل الخلاف بين النحويين البصريين والكوفيين للأنباري (1/ 44 وما بعدها)، موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب للوقاد الجرجاوي (ص 82)، الكليات للكفوي (ص 590).

(9)

وكذا وردت في [الأنبياء: 35]، [العنكبوت: 57].

(10)

انظر: فتح الباري (6/ 132)، شواهِد التَّوضيح والتصحيح (ص 250)، عُقود الزَّبَرْجَد على مُسند الإِمام أَحْمد للسيوطي (3/ 60، 61).

ص: 45

قال ابنُ مالك: وقد يجيء على وِفْق "كُلّ"، كَقَوله عليه السلام:"كُلُّ سُلَامَى عَلَيْه صَدَقَة"(1)، فذَكَّرَ الضّميرَ على وِفْق "كُلّ". والوَجْهُ: أنْ يُؤَنَّث على وِفْق "سُلامَى". (2)

وسيأتي الكَلامُ في "كُلّ" مُستوفى في الحديث السَّادس من "الاستطابة"، والكَلامُ على "مَرْء" و "امرئ" في الثّالث والسَّادس من "الزّكاة".

واعلم أنّ همزة "امرئ" همزة وَصْل (3)، وكذلك تثنيته وتأنيثه، وتكُون في غير ما ذُكر في:"اسم"، و "اسمان"، و"اثنان"، و"اثنتان"، و"ابن"، و "ابنان"، و "است"، و"ابنم"، و "ايمن الله" في القَسَم، و "الألف واللام" للتعريف. (4)

قوله: "فمَن كَانت هِجْرته إلى الله ورَسُوله". لـ"مَن" أقسَامٌ تأتي بعد هذا في الحديث الرّابع وفي العَاشِر، وهي هُنَا شَرْطيّة مَحلّها رَفْع بالابتداء، وبُنيت لتضمّنها معنى حَرْف الشرط (5)، وخبرها اختُلِف فيه، فقيل: في فِعْلها، وقيل: في جَوَابها، وقيل: حيث

(1) مُتفق عليه: رواه البخاري (2707، 2891) ومسلم (1009/ 56)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

(2)

انظر: فتح الباري لابن حجر العسقلاني (6/ 132)، شَواهِد التَّوضيح والتَّصحيح (ص 250)، عقود الزبَرجَد (3/ 61).

(3)

همزة الوصل سُميت بهذا لأَنها تسقط في درج الكلام، كقولنا:"غاب المحسنُ"، فاللام الساكنة اتصلت بالباء قبلها وسقطت الأَلف بينهما لفظًا لا خطًّا. وإنما نتوصّل بها إلى النطق بالساكن، كقولنا:"المحسن جاء"؛ ولهذا سُميت همزة الوصل. أَما همزة القطع: فهي التي تثبت لفظًا وخطًّا، ابتداءً ووصلًا، مثل:"أَكرمْ أَخاك" و "أَكرم أَباك". انظر: الموجز في قواعد اللغة العربية لسعيد الأفغاني (ص 41).

(4)

انظر: عُقود الزبَرجَد (2/ 165)، شرح قطر الندى لابن هشام (ص 331)، شرح التصريح (2/ 683 وما بعدها)، شرح شافية ابن الحاجب للأستراباذي (1/ 512 وما بعدها)، توضيح المقاصد (3/ 1552)، الموجز في قواعد اللغة العربية (ص 41)، جامع الدروس العربية (1/ 211).

(5)

راجع: إرشاد الساري (9/ 401)، همع الهوامع (2/ 554).

ص: 46

كَان الضّميرُ العَائِد عليها، وقيل: في فعْلها وجَوابها معًا. و"كان" -هُنا- النّاقصة تحتاجُ إلى اسم، وخبرُ اسمها:"هِجْرته". (1)

{وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} [البقرة: 280]، وتُقدَّر [بمَعنى] (2):"حضر". (3) وكقول الشّاعر:

إذا كَانَ الشّتَاء فأدْفِئُوني

فإنَّ الشّيخَ تهْرمُه الشّتَاء (4)

وتُقدَّر بـ: "وُجد". (5)

وتكُون بمعنى "كَفَل"، كقولهم:"الصبي كُنتُه"، بمعنى "كَفلتُه". وبمعنى "غَزَل"، كقولهم:"الصُّوف كُنتُه"، أي "غَزَلتُه". (6)

ومتى دَخَلَ الشرطُ على كَان انتقَلَت بذلك إلى الاستقبال. قالوا: وتُقدَّر بمَعْنى "تَبيَّن وظَهَر". وذلك [خِلافًا](7) للمُبرد؛ .........................................

(1) انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، عقود الزبرجد (1/ 155)، مغني اللبيب لابن هشام (ص 608، 648)، شرح التسهيل (4/ 86)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 554، 566)، شمس العلوم (9/ 5930).

(2)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(3)

انظر: أسرار العربية للأنباري (ص 113)، الجمل في النحو للخليل بن أحمد، (ص 148)، تاج العروس من جواهر القاموس للزبيدي، (36/ 75).

(4)

البيتُ من الوافر، وهو للربيع بن ضبع الفزاري، أحد المُعمّرين. وروي فيه:"يُهرمه"، وروي:"يَهدمُه". انظر: أسرار العربية (114)، تاج العروس للزبيدي (21/ 48)، المعجم المفصل (1/ 25).

(5)

انظر: عقود الزبرجد (3/ 109)، أسرار العربية (ص 114)، الجمل في النحو (ص 149)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 458)، لسان العرب (13/ 365). وفي تاج العروس (36/ 75): أنه يُقدّر هنا بمعنى "حَدَث"، أو "جَاء".

(6)

انظر: هَمع الهَوامع (1/ 425).

(7)

بالنسخ: "خلاف".

ص: 47

فإنّه أبْقَاه على مُضيّه. (1)

فقوله في الحديث: "مَن كانت هِجْرته" بمَعنى: "تبيّن أو ظَهَر في الوجُود أنّ هِجْرته لله"، أو ما هذا مَعْناه. (2)

والضّميرُ في "هِجْرته" يعُود على "مَن".

و"إلى الله": "إلى" لانتهاء الغاية، ولها مَعَان تأتي بعد هذَا، والمعنى:"إلى رضَا الله عنه"(3).

و"رسُول": "فَعُولٌ" بمعنى "مُفْعَل"، وهو قليلٌ عندهم. (4)

قال القاضي أبو مُحمّد بن عَطيّة: العَرَبُ تُجري "رَسُول" مَجْرَى المصدَر، فتَصف به الجمْع والواحِد والمؤَنّث، من ذلك قوله تعالى:{فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ} (5)[الشعراء: 16]. (6)

قوله: "فهجْرته إلى الله ورسُوله": "الفاءُ" هنا سببية، وهي جَوابُ الشَّرط،

(1) انظر: اللباب في علوم الكتاب (8/ 118)، الدر المصون (4/ 409)، إرشاد الساري للقسطلاني (9/ 401).

(2)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(3)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 155)، نخب الأفكار (1/ 42)، المحكم والمحيط الأعظم (5/ 398)، لسان العرب (12/ 438)، (33/ 173).

(5)

قوله تعالى: {رَسُولُ رَبِّكِ} غير واضح بالأصل، إلا أنه كتب في النسخة (ب):"رسولا ربك". والصَّوابُ ما أثبت، فقد ذكَر ابن عطية (4/ 227) هذا النقل في تعليقه على قوله تعالى:{إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 16]، كما أنه المناسب لكلامه في جواز استعمالها في وَصْف الجمع.

(6)

انظر: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية (4/ 227)، إرشاد الساري (9/ 155)، و (10/ 366).

ص: 48

وجوابُ الشَّرط إذا كان جُملة اسمية فلا بُدّ من "الفاء" أو "إذا"، كقوله تعالى:{وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]. و"الفاءُ" في جَوَاب الشرط للتسبيب والتعقيب. (1) وسيأتي في "باب الاستطابة" أقسام "الفَاء".

واعلم أنَّ قاعدةَ الشَّرط وجَوابه [اختلافهما](2)؛ فيكُون الجزاءُ غيرَ الشّرط، نحو:"مَن أطَاعَ أُثيب، ومَن عَصَى عُوقِب"، وقد [جَاء](3) جملة الشّرط هنا هي جملة الجزاء بعَينه، فذاك بمثابة قولك:"من أكل أكل، ومَن شرب شرب"، وذلك غير مُفيد، لأنه من تحصيل الحاصل. (4)

وقد أجَاب الشّيخُ تقيّ الدّين عن هذا السُّؤال، بأنَّ الشرطَ والجزاءَ وإن اتّحدا في اللفظ [فإنّه] (5) لم يتّحدا في المعنى. والتقديرُ:"من كَانت هِجْرتُه إلى الله ورَسُوله قَصْدًا ونية فهجْرتُه إلى الله ثَوَابًا وأجْرًا". (6)

قال جمالُ الدّين ابن مالك: من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حَديث حُذيفة: "وَلَوْ مُتَّ مُتَّ على غيرِ الفِطْرَةِ"(7). وجَاز ذلك؛ لِتَوقُّف الفَائِدة على الفَضلة. ومنه قوله تعالى:

(1) انظر: إرشاد الساري (8/ 9)، (9/ 401)، (10/ 103)، عقود الزبرجد (1/ 401)، شرح شذور الذهب لابن هشام (ص 443)، شرح قطر الندى (ص 93)، شرح ابن عقيل (4/ 38)، الجنى الداني (ص 61 وما بعدها)، مغني اللبيب (214، 871)، جامع الدروس العربية (2/ 193).

(2)

في (ب): "أصلا فيهما".

(3)

كذا بالنسخ.

(4)

انظر: إرشاد الساري (8/ 9)، (9/ 401)، (10/ 103).

(5)

كذا بالنسخ.

(6)

انظر: إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 62)، إرشاد الساري (8/ 9)، (9/ 401)، (10/ 103).

(7)

صحيحٌ: رواه البخاري (791)، بلفظ: رَأى حُذَيْفَةُ رَجُلًا لَا يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، قَالَ:"مَا صَلَّيْتَ وَلَوْ مُتَّ مُتَّ على غَيْرِ الفِطْرَةِ التِي فَطَرَ اللهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَلَيْهَا".=

ص: 49

{إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ} [الإسراء: 7]، فلولا قوله في الأوّل:"على غَيْر الفِطْرَة"، وفي الثّاني:{لِأَنْفُسِكُمْ} ما صَحّ، ولم يكُن في الكَلام فَائِدة. (1)

قُلتُ: وإعْرابُ "قَصْدًا ونية" يَصحُّ أنْ يكُون خَبرَ كَان، أي:"ذَات قَصْدٍ وذَات نية". وتتعلّق "إلى" بالمصدر. ويَصحُّ أنْ يَكُون "إلى الله" الخبَر، و"قَصْدًا" مَصْدَر في مَحلّ الحال. (2)

وأما قوله: "ثوابًا وأجْرًا": فَلا يصحُّ فيه إلا الحال من الضّمير في الخبر. (3) وقوله: "إلى دُنيا": قَال جَمَالُ [الدّين](4) ابن [مالك](5): "دُنيا" مُؤَنّثُ "أدْنَى"، و"أدْنَى" أفعَلُ التفضيل، وأفعَلُ التفضيل إذا نُكِّر لَزِم الإفرادَ والتذكير، وامتنع تأنيثه وتثنيته وجَمعه؛ ففي استعمال "دُنيا" بتأنيث مع كونه مُنكّرًا إشْكالٌ، فكانَ حَقّه ألا يُستعمَل، كما لا يُستعمَل "قُصوى" و"كُبرى"، إلا أنَّ "دُنيا" خُلعت عنها الوصفية غالبًا، وأُجْريَت مجرَى ما لم يكُن قَط وَصْفًا مما وَزْنه "فُعلى"، كـ "رُجعى" و" [بُهمى] (6) ". (7)

= قلتُ: ففي قول ابن مالك -وسُكوت ابن فرحون عنه- أنه من كلامه صلى الله عليه وسلم سَهْو أو تَجوُّز، لأنّ اللفظَ لحذيفة، كما ترى. والله أعلم.

(1)

انظر: شواهد التوضيح والتصحيح (ص 268، 269)، إرشاد الساري (8/ 9)، (9/ 401)، (10/ 103)، عُقود الزبرجَد (1/ 329، 330)، شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، المسَمّى بـ: الكاشف عن حقائق السنن (3/ 1020).

(2)

انظر: إرشاد الساري (8/ 9)، (10/ 103).

(3)

انظر: إرشاد الساري (8/ 9)، (10/ 103).

(4)

سقط بالنسخ. وقد سبق مثله.

(5)

في الأصل: "ملك". والمثبت من (ب).

(6)

بالنسخ: "التفضيل". وانظر: شواهد التوضيح (ص 139).

(7)

انظر: شواهد التوضيح (ص 139)، عُقود الزبرجَد (2/ 168، 169).

ص: 50

ومِن وروده [مُنكَّرًا](1) مُؤنّثًا قَول الفَرَزْدَق:

لا تُعْجبنَّك دُنيا أنْت تَاركهَا

كَم نَالَهَا مِن أُنَاس ثُم قد ذَهَبُوا؟ ! (2)

قَال أثيرُ الدين أبو حيّان: "دُنيا" تأنيثُ "أدنى"، ويرجع إلى "الدنُوّ"، بمعنى "القُرْب"، وألِفُه للتأنيث. (3)

قال أبو محمّد بن عَطيّة رحمه الله، عند قوله تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]: "حُسْنَى" على وزن "فُعلى"، ولا تجيءُ "فُعلى" عند سيبويه إلا معرفة، إلا أنْ يُزال عنها معنى التفضيل وتبقى مَصدرًا، كـ "العُقبَى". (4)

قَالَ أثير الدين أبو حيّان: لـ"أفعل" استعمالات، أحدها: أنْ [تكُون](5) بـ"مِنْ" ظاهِرَة أو مُقدَّرة أو مُضَافَة إلى نَكِرة؛ فهذه لا تتعرَّف. الثّاني: أنْ تكُون بـ"أل"؛ فتكُون مَعْرفة. الثّالث: أنْ تُضَافَ إلى مَعْرفة؛ وفي تَعْريفها به خِلاف. (6)

وأما "فُعلى": فلها استعمالان، [بالألِف](7) واللام، والإضَافة؛ فتكون مَعْرفة بهما على خِلاف، واستعمالها إذا كانت للتفضيل بغيرهما شَاذّ. (8)

قَال أبو بكر ابن السّرّاج، من "المقصور والممدود" (9):[تُكتب](10)"دُنيا"

(1) بالنسخ: [مذكرًا]. وانظر: شواهد التوضيح (ص 139).

(2)

انظر: شواهد التوضيح (ص 139)، عُقود الزبرجَد (2/ 168، 169).

(3)

انظر: البحر المحيط (1/ 455)، إرشاد الساري (10/ 103).

(4)

انظر: تفسير ابن عطية (1/ 172)، البحر المحيط (1/ 460).

(5)

في (ب): "لا يكون".

(6)

انظر: البحر المحيط (1/ 460)، (4/ 636).

(7)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(8)

انظر: البحر المحيط (1/ 460).

(9)

أي: في كتاب "المقصور والممدود" له. وانظر: البحر المحيط (1/ 455).

(10)

بالنسخ: "يكتب". والمثبت من البحر المحيط.

ص: 51

بـ"الألِف"، وهذه لُغة نَجْد وتميم خاصّة، إلا أنَّ أهلَ الحجاز وبني أسَد يُلحقونها ونظائرها بالمصادر ذوات "الواو"؛ فيقُولون:["دَنْوَى"](1)، بفتح أوّله، [كـ"شَروى"](2)، وكذلك يَفعَلون بكُلّ "فُعلى"، يضعون موضع لامها واوًا ويفتحون أولها ويقلبون ياءَها واوًا. وأمّا أهلُ اللغة الأخْرَى: فيضُمُّون "الدال" ويقلبُون "الواوَ""ياءً"؛ لأنّهم يَستثقلون الضَمّة و"الواو". (3)

قُلتُ: وعلى هذا تُكْتَب بـ"اليَاء".

قوله: "يُصيبها": جُمْلة من فعْل وفَاعِل ومَفعُول، في مَحَل صفة لـ"دُنيا". ومتى تقدّمَت النّكرة على الظروف أو المجرورات أو الجُمل كانت صفات، وإن تقدَّمت المعرفة كانت أحوَالًا. هذا ما لم يمنع من ذلك مانع. (4)

ومثلُ هذه الجُملة في الإعْراب: قوله: "أو امْرأة يَنكحُها".

وقوله: "فهِجْرَتُه إلى مَا هَاجَرَ إليه": جَوَابُ الشّرْط، و"هِجْرتُه" مُبتدأ، والخبرُ مُتعَلِّق بالمجْرُور. (5)

ولم يقُل: "فهِجْرَتُه إلى دُنيا"، كما قَال في الشّرْط [والجزَاء] (6) الأوّل. قال بعضهم: فيه تحقيرٌ للدنيا (7)؛ إذ لم يُكَرِّرها ولا ما يتعلَّق بها، وفي الشَّرط الأوّل ذكر

(1) بالنسخ: "دنيوي". والصواب المثبت. وانظر: البحر المحيط (1/ 455).

(2)

بالنسخ: "ككسروي". وانظر: البحر المحيط (1/ 455).

(3)

انظر: البحر المحيط (1/ 455)، اللباب لابن عادل (2/ 258).

(4)

انظر: إرشاد الساري (10/ 103)، الخصائص لابن جني (1/ 300)، اللمحة في شرح الملحة لابن الصائغ (1/ 387)، أوضح المسالك شرح ألفية ابن مالك (ص / 202)، شرح الأشموني (1/ 192)، جامع الدروس العربية (2/ 257).

(5)

انظر: إرشاد الساري (9/ 401)، (10/ 103).

(6)

غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).

(7)

راجع: إرشاد الساري (9/ 401).

ص: 52