الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث الحادي عشر:
[91]
: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكٍ، [ابْنَ] (1) بُحَيْنَةَ رضي الله عنه:"أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْه، حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ"(2).
ذكَرَ الشَّيخُ تقيّ الدّين وغيره أنّ "بُحينة" أمّ "عبد الله"، ولذلك تُكتب ["ابن"](3) بـ "الألِف"، وينَوّن "مالك". ومثله:"عبد الله بن أُبي، ابن سَلول"، فإنّ "سَلول" أمّه.
[وله](4) نظائر جُمع منها -[إذ رأيتُ](5) - جملة صَالحة، ذَكَرها الشيخُ تقيّ الدّين والنّووي. (6) والله أعلم.
(1) بالنسخ: "بن"، وكذا بـ "العُمدة"(ص 76). والصّواب المثبت.
(2)
رواه البخاري (390) في الصلاة، ومسلم (495) في الصلاة.
(3)
كشط بالأصل. والمثبت من السياق والمصادر.
(4)
في (ب): "ولها".
(5)
بموضعها كشط بالأصل، يظهر منها ألِف وشبه عين بالأوّل، وبآخرها يظهر شبه ياء ثم تاء. وقد تقرأ:"أفردت" رغم ضعف السياق. ولهذا أثبت ما في (ب). ولعل بالموضع سقطًا أو نحوه. وجعلتها جملة اعتراضية؛ لاستقامة العبارة بدونها. وعبارة ابن دقيق العيد في "إحكام الأحكام"(1/ 250) هي: "ولذلك نظائر لو تتبعت لجمع منها قدر كثير
…
وقد اعتنى بجَمعها بعض الحفاظ". وقال النووي في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات" (1/ 89): "ولهذا نظائر، وقد أفردتها في جُزء"، وذكَر رحمه الله عَددًا منها في شرحه على صحيح مُسلم (2/ 102). وأكثر مَن رأيته جمع في هذا هو "ابن الجوزي" في "كشف المشكل من حديث الصحيحين" (2/ 103، 104)، فقد عَدّ أربعة عشر صَحابيًّا ممن نُسبوا إلى أمهاتهم.
(6)
انظر: فتح الباري (2/ 150)، عمدة القاري (1/ 57)، إرشاد الساري (1/ 16، 409)، شرح النووي (2/ 102)، (4/ 210)، (5/ 59)، إحكام الأحكام لابن دقيق =
قُلتُ: وهذا من المواضع التي يَتْبَع فيها الإعرابُ المعنى؛ لأنّ المعنى الأصلُ الذي يُبنى عليه الحُكْمُ.
ألا ترَى أنّ قَوْلَك: "سَمّيتُ أخَاك زَيْدًا الظّريف" أنّ "الظريفَ" صفَة لـ "أخ" لا لـ"زَيْد"؛ لأنّه اسْمٌ لا مُسَمّى. (1)
قوله: "كان إذا صَلّى فَرّجَ": جُملة "فَرّج" جَواب "إذا". وجملة "صلى" في محلّ جَر بالظّرْف. وجملة "كان" في محلّ خبر "أنّ"، و"أنّ" في محلّ رفْع مفعُول لم يُسَمّ فاعله لمتعلّق حَرْف الجرّ.
وتقدّم الكَلامُ على "بين" في الثّالث من "باب السواك".
وتقدّم الكَلامُ على "حتى" في الثّاني من أوّل الكتاب. وتأتي بمعنى " [كي] (2) "، وبمعنى "إلى أنْ"، وبمعنى "إلا أنْ" قليلًا (3). وهي هنا بمعنى "إلى أنْ".
قوله: "الحادي عشر": مبني؛ لتضمّنه "الواو". (4)
= العيد (1/ 250)، الإعلام لابن الملقن (3/ 133 وما بعدها)، عقود الزبرجد (2/ 83)، نيل الأوطار (2/ 316)، تهذيب الأسماء واللغات (1/ 89).
(1)
راجع: أسرار العربية (ص 217)، المقتضب (1/ 26)، الأصول في النحو (2/ 346)، الخصائص (3/ 33).
(2)
بالنسخ: (في). والصواب المثبت بالرجوع للمصادر.
(3)
انظر: الجنى الداني (ص 554، 555)، شرح شُذور الذهب للجوجري (2/ 528)، شرح المفصل لابن يعيش (4/ 245 وما بعدها)، موصل الطلاب (ص 104 وما بعدها)، الهمع (2/ 379 وما بعدها).
(4)
المركَّبُ العَدَدي من المركّبات المزجيّة، وهو كُلّ عَددين كان بينهما حرفُ عطفٍ مُقدَّر. وهو من أحد عشر إلى تسعة عشر، ومن الحادي عشر إلى التاسع عشر. أما واحد وعشرون إلى تسعة وتسعين، فليست من المركبات العدَدية؛ لأنّ حرف العطف مذكور، بل هي من المركبات العطفية. انظر: شرح شذور الذهب للجوجري =
قوله: "يبدوأ" بالنصب، بإضمار "أنْ" بعد "حتى"(1)، وهو من "البُدو"(2).
وقال القرافي في "القواعِد": يُروَى أنّ بعضَ الأدباء دَخَل على بعض الخُلفاء، فأنشده الخليفة البيت الثّالث من هذه الأبيات: -
مَنْ كَانَ مَسْرُورًا بمَقْتَل مَالِكٍ
…
فَلْيَأْتِ نِسْوَتَنَا بِوَجْهِ نَهَارِ
يَجِدْ النِّسَاءَ [حَوَاسِرًا](3) يَنْدُبْنَهُ
…
قَدْ قُمْنَ قَبْلَ تَبَلُّجِ الْأَسْحَارِ
قَدْ كُنَّ [يُخْبِئْنَ](4) الْوُجُوهَ تَسَتُّرًا
…
فَالْآنَ حِينَ بَدَوْنَ لِلنُّظَارِ (5)
فقال: كيف تقُول "بَدَأْنَ" بـ "الهمزة"، أو "بَدَيْنَ" بـ"الياء"؟
فقال: يا أمير المؤمنين، لا أقُولُ:"بَدَيْنَ" ولا "بَدَأْنَ"، بل:"بَدَوْنَ".
= (1/ 235)، جامع الدروس العربية (1/ 16، 17)، النحو الوافي (4/ 231).
(1)
انظر: الجنى الداني (ص 554، 555)، شرح شُذور الذهب للجوجري (2/ 528)، شرح المفصل لابن يعيش (4/ 245 وما بعدها)، موصل الطلاب (ص 104 وما بعدها)، الهمع (2/ 379 وما بعدها).
(2)
انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 302)، (2/ 1019)، اللسان (1/ 27).
(3)
بالنسخ: "حواسر". والمثبت من المصادر.
(4)
هي وما يليها من أمثالها كتبت بالنسخ: "يخبأن". وكذا ببعض المصادر.
(5)
الأبياتُ من الكامل. وهي منسوبة للربيع بن زياد أحد بني عوف بن غالب بن قُطيعة بن عبس، يرثي بها مالك بن زهير العبسي. انظر: أمثال العرب للمفضل الضبي، ط دار الرائد، (ص 88، 89)، زهر الأكم في الأمثال والحكم (1/ 321)، نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب (ص 534)، نزهة الألباء في طبقات الأدباء (ص 115)، شرح نقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة (1/ 254، 255)، وفيات الأعيان لابن خلكان (3/ 487)، الوافي بالوفيات للصفدي (16/ 144، 145)، المعْجم المفصّل (3/ 417).
فقال له: أصَبْت. (1)
وقد اختبره بوَجْهين: -
أحدهما: أنّ صدْرَ البيت بالهمز، في قوله:"يُخْبِئْنَ الوجوه"؛ فقياسه أن يقول: ["بَدَأْنَ"](2) مثل "يُخْبِئْنَ"، بالهمز فيهما، فخَطَر له أنّه يغترّ بذلك، فيُخْطئ، فلم يفعل ذلك.
وثانيهما في قصد التخطئة: أنّ "الواو" تكون ضمير الفاعل المذكّر، ولا يجوز أن "بَدَوْن" بـ "الواو" ضَمير النّسوة؛ لأنّ ضَمير النّسوة لا يكونُ بـ "الواو"، فما حمله ذلك على الخطَأ، بل نطق بالصّواب، وهي "الواو". (3)
قلتُ: ومعنى ذلك أنّ أصْله: "بَدَوَون"، تحرّكَت "الوَاو"، وانفَتَح ما قبْلها، فقُلبت ألِفًا، ثم حُذِفَت "الألِف" لسكُونها وسُكون "الوَاو"؛ فصَار "بَدَون". (4)
قَالَ ابنُ عَطيّة: هذا الشّعرُ للرّبيع بن زيَاد. (5)
(1) انظر: الفروق، المسمّى (أنوار البروق في أنواء الفروق)، لشهاب الدّين أحمد بن إدريس القرافي (ت: 5684)، (3/ 140). وكذا وردت في تهذيب الفروق (3/ 176).
(2)
غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "يبدأن". والمثبت من المصدر.
(3)
انظر: الفروق للقرافي والتهذيب (3/ 140، 176).
(4)
انظر: اللباب لابن عادل (1/ 525)، الدر المصون (1/ 271)، الكتاب (4/ 238، 376 وما بعدها)، شرح التصريح (2/ 309)، شرح التصريف للثمانيني (ص 440)، شرح المفصل (5/ 292)، المقتضب (1/ 96 وما بعدها، 115، 152 وما بعدها)، س صناعة الإعراب (1/ 158)، أسرار العربية (ص 59)، المخصّص (4/ 424 وما بعدها)، المنصف لابن جني (ص 190)، الممتع الكبير في التصريف (ص 287)، ضياء السالك، مع أوضح المسالك (4/ 392 وما بعدها)، لسان العرب (12/ 350).
(5)
انظر: تفسير ابن عطية (1/ 454)، البحر المحيط (3/ 211).