الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله في الحديث: "عن عمرو بن العاص" قد تقدّم أنه يُروَى بإثبات "الياء" وحذفها، وهو المشهورُ عند المحَدّثين.
الحديث الرّابع
[4]
: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ [مَاءَ] (1)، ثُمَّ ليَسْتَنثِرْ، وَمَنْ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَيْهِ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهُمَا فِي الإِنَاءِ ثَلاثًا، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ".
وَفي لَفْظٍ لِمُسْلِمِ: "فَلْيَسْتَنْشِقْ بِمِنْخَرَيْهِ مِنَ الْمَاءِ".
وَفي لَفْظٍ: "مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْشِقْ"(2).
= تقدّم الكلام على متعلّق حرف الجر في الحديث الأوّل؛ فالتقدير: "روي عن أبي هريرة"، فيكون "أنّ رسول الله" في محلّ رفع مفعولًا لم يُسَم فاعله.
و"اللام" في "ليجعل" و"ليستنشق" لام الأمر. وإنما جُزمت لمشاركتها "لم" في دخولها على غير واجب، وهو ما لم يحصل، ويؤمر بها الغائب (3).
وتأولوا قوله تعالى: "فبذلك فلتفرحُوا"(4) على قراءة مَن قرأب بـ"التاء"، على أنّه أراد العُموم؛ فأتى بعَلامتي الغيبة والحضور ليعم الجميع؛ لأنّ المأمُور جماعة بعضهم
(1) سقط من النسخ.
(2)
رواه البخاري (162) في الوضوء، ومسلم (278) في الطهارة، ولم يذكر البخاري التثليث.
(3)
انظر: اللامات للزجاجي (ص 92)، وعلل النحو (ص 198)، نتائج الفكر (ص 111)، واللباب في علل البناء والإعراب (2/ 49)، والأصول في النحو (2/ 219).
(4)
سورة [يونس: 58]. وانظر في تخريج القراءة: البحر المحيط (6/ 76)، الكامل في القراءات والأربعين الزائدة عليها لليشكري (ص 568).
غائب وبعضهم حاضر. وإنما كسرت فرقًا بينها وبين "لام التوكيد"، وتسكن "الواو" و "الفاء"(1).
واختلف في "ثم".
و"مَن" اسم شرط (2)، ولها أقسام غير هذا: -
استفهامية، نحو:{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا} [يس: 52].
وموصولة، نحو:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} [الحج: 81].
وموصوفة، نحو قولك:"مررتُ بمن معجب لك"(3). وقول حَسّان:
فكفَى بِنا فَضْلًا عَلى مَنْ غَيِرنا
…
حُبُّ النَّبِيّ محَمَّدٍ إيَّانا (4)
[ق 8] قوله: "إذا توضّأ": تقَدّمت "إذا" في الحديث الثاني من أوّل الكتاب، و"أحَد" فيه أيضًا، والمراد:"إذا أراد أحَدكم"، كقوله تعالى:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ} [الإسراء: 45]، و {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا} [المائدة: 6] (5)، وكذلك قوله:"من استجمر".
قوله: "فليجعل في أنفه": المجرور يتعَلّق بـ"جَعَل".
(1) انظر: المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات (1/ 313)، ومعاني القراءات للأزهري (2/ 46)، إعراب القرآن للنحاس (2/ 151).
(2)
انظر: تاج العروس (36/ 205).
(3)
انظر: المخصص لابن سيده (4/ 232).
(4)
البيت من الكامل، وهو لكعب بن مالك أو لبشير بن عبد الرحمن أو لحسان بن ثابت. انظر: البحر المحيط (1/ 85)، الصحاح (6/ 2207)، لسان العرب (13/ 419)، خزانة الأدب (6/ 128)، المعجم المفصل (8/ 34).
(5)
انظر: البحر المحيط (4/ 176)، (6/ 593)، مغني اللبيب (130 ، 903).
و"جَعَل" لها مَعَان، منها: -
المقَارَبة: بمَعنى أنها وضعت لدنو الخبر؛ فتحتَاج إلى اسم وخبر، نحو قولك:"جَعَل زيد يفعل كَذا"، ويجب كَون الخبر فعلًا عند الأكثرين. ومما وَرَد نَادرًا قوله في الحديث:"فَجَعَلَ كلَّمَا جَاءَ ليَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ"(1).
قال ابن مالك: كان من حقّه أن يكون فعلًا مضارعًا، فجاء خبرها جملة إنشائية مصَدّرة بـ "كُلما"، وهو مبني على أصل متروك، وهو أنّ الأصل دخولها وأخواتها على المبتدأ والخبر، مثل "كان"، فترك الأصل، ثم رجع إلى الأصل شذوذًا. (2)
وتجيء "جَعَل" بمعنى "صيّر"؛ فيتعدّى إلى مفعولين، كقوله تعالى:{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} [النبأ: 10]. (3)
وتجيء بمعنى "خلق"، كقوله تعالى:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام: 1]. (4)
وتجيء بمعنى "سمّى"، كقوله تعالى:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} [الزخرف: 19]. (5)
وبمعنى "ألقى"، كقوله تعالى:{وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ} [الأنفال: 37](6). وهذا معناها هنا، أي:"فليلق في أنفه ماء"، أو بمعنى "صير"، أي: "فليصير
(1) صحيحٌ: البخاري (1386)، من حديث سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه.
(2)
انظر: شواهد التوضيح (ص 135، 136).
(3)
انظر: البحر المحيط لأبي حيان (1/ 137)، الهمع للسيوطي (1/ 539)، جامع الدروس العربية (1/ 45).
(4)
انظر: عقود الزبرجد (1/ 92)، شرح المفصل (1/ 43).
(5)
انظر: البحر المحيط (4/ 639)، شرح المفصل (1/ 43).
(6)
انظر: عقود الزبرجد (3/ 19)، الكتاب (1/ 157).
في أنفه ماء".
واعلم أنّ أسماء الشّرط كُلها وما في معناها من الأسماء التي يجب أن لا يتقَدّم معمولها عليها لا يخلو من أن يكون الواقع بعدها فعلًا أم لا.
فإن لم يقع بعدها فعل -نحو: "مَن الذي يأتيني أكرمه"- فهي في موضع رَفْع بالابتداء.
وإن وقع فعل فلا يخلو من أن يكُون مُتصرفًا أو غير متصرّف.
فإن كان من الأفعال التي لا تتصرف -كـ "ليس" و"عسى"- فهي في محلّ رَفْع بالابتداء أيضًا.
وإن كان من الأفعال المتصرّفة: فلا يخلو من أن يكُون مُتعديًا إلى مفعُول أم لا.
فإن كان لا يتعَدّى فهي في محلّ رَفع بالابتداء أيضًا.
وإن كان مُتعدّيًا: فلا يخلو أن يكُون فيه ضَمير يعُود على "مَن" أم لا -كما هنا: "مَن استجمر"- فيكون في محلّ رَفْع بالابتداء.
وإن لم يكن -نحو: "مَن قام غلامه أكرمه"- فهي في محلّ رَفْع بالابتداء.
وإن لم يكن فلا يخلو من أن يتصل بالفعل ضمير منصوب أم لا.
فإن اتصل -نحو: "من أكرمته أكرمه"- جاز في "مَن" وَجْهان، أحدهما: الرفع بالابتداء، والثاني: النصب من باب الاشتغال. (1)
قوله: "وإذا [استيقظ] (2) أحدكم من نومه فليغسل يديه": حرفُ الجر يتعلّق بـ"يستيقظ"(3)،
(1) راجع: البحر المحيط (6/ 206)، الإنصاف في مسائل الخلاف (1/ 130).
(2)
بالنسخ: "قام". ومصحّحة بهامش الأصل، وقبلها حرف:"خ".
(3)
بالنسخ: "قام".
و"يديه" مفعول لـ "يغسل"، وعلامة نصبه "الياء"؛ لأنه تثنية "يد"، وهو منقوص غير مقيس؛ لأنّ إعرابه على الحرف الباقي بعد الحذف، والمنقوص المقيس إعرابه على الحرف المحذوف، فغير المقيس إذا ثني لا يرد المحذوف منه، كـ"يد" و"دم"؛ فتقول:"يدان" و"دمان" على الأشهر.
واستثني من ذلك: "أخ"، و"أب"، و"حم"، و"هن"، ردوا فيها المحذوف؛ فقالوا:"أخوان"، و"أبوان"، و"حموان"، و"هنوان"(1)، ولهذا موضع يذكر فيه.
و"قبل": ظرفُ زمان، ويجيء ظرف مكان في نحو قولهم:"داري قبل دارك". والوا قع بعدها مخفُوض بها؛ ولذلك دخَلت "أنْ" على الفعْل الواقع بعدها لتسوغ الإضافة. (2) وسيأتي عليها الكلام في الرّابع من "باب تسوية الصفوف".
قَالَ الشّيخُ تاج الدّين الفاكهاني: إن قُلت: مَا الفائدة في قوله: "من نومه"، ومعلوم أنّ الاستيقاظ إنما يكون من النوم؟
قلتُ: لا ينحصر في النوم؛ لمشاركة الغشية والغفلة في ذلك. (3)
(1) انظر: العين (4/ 320)، لسان العرب (14/ 21)، علل النحو (ص 552)، شرح المفصل (3/ 203 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (3/ 1461)، الهمع (1/ 164)، النحو الوافي (1/ 136)، جامع الدروس العربية (2/ 16).
(2)
انظر: البحر المحيط (1/ 151)، الكتاب (3/ 477 وما بعدها)، المفصل (ص 257)، شرح المفصل (3/ 432 وما بعدها)، المقتضب (2/ 271 وما بعدها)، (4/ 353)، اللمحة (1/ 451)، شرح الكافية الشافية (4/ 1916)، شرح التسهيل (3/ 40)، شرح التصريح (1/ 718)، (2/ 12، 559 ، 560)، شرح الشافية للرضي (1/ 290 إلى 294)، توضيح المقاصد والمسالك (3/ 1420)، شرح الشذور لابن هشام (ص 130)، الهمع (1/ 363)، (2/ 192، 193)، (3/ 387، 390، 391)، جامع الدروس العربية (1/ 73، 74)، (2/ 85، 93)، (3/ 59).
(3)
انظر: رياض الأفهام للفاكهاني (1/ 69).
فإن قلت: لم أضاف الضمير لـ "أحَد"، ومعلوم أنّ أحَدًا لا يستيقظ من نوم غيره؛ فلم لا قال:"من النوم" أو "من نوم"؟
قلت: إنما قال ذلك لمعنىً جَليل لَطيف جدًّا، وهو الإشارة والتنبيه على أنّ نومه صلى الله عليه وسلم مُغاير لنومنا؛ إذ كان صلى الله عليه وسلم تنام عيناه ولا ينام قلبه.
فإن قلت: قوله: "أحدكم" يُعطي ذلك.
قلت: أجَل، لكن جاء على طريق المبالغة والتأكيد، وربما يسمي أهل علم البيان مثل هذا:" [توطئة] (1) "، وهو أن يكون المعنى مستقلًا بالأوّل، ويؤتى بالثاني لما ذكر. (2)
قوله: "أن يُدخُلها": "أنْ" المصْدَرية النّاصبة للفِعل المضَارع.
ولـ"أنْ" أقسَام. قال الهروي: لها سبعة مواضع: -
أحدها: أن تدخل على الفعلين المستقبل والماضي؛ فتكون هي مع الفعل اسمًا بمعنى المصدر.
الثاني: المخفّفة من الثقيلة، ويليها الاسم والفعل [الماضي] (3) والمستقبل. فإذا وليها الاسم: ذلك فيه وجهان: النصب على نية تثقيلها، كقولك:"علمتُ أنْ زيدًا قائم"، يريد:"أنّ زيدًا قائم". ومنه قول الشّاعر:
فَلَو أَنْكِ فِي يَوْم الرّخَاءِ سَأَلتِنِي
…
فراقك لمْ أَبْخَلْ وأَنْتِ صَديقُ (4)
(1) بالنسخ: "نظرية". والمثبت من المصدر.
(2)
انظر: رياض الأفهام للفاكهاني (1/ 69، 70).
(3)
بالنسخ: "والماضي".
(4)
البيت من الطويل، وهو بلا نسبة. ويروى فيه:"طلاقك". انظر: أمالي ابن الشجري (3/ 153)، خزانة الأدب (5/ 426، 427)، (10/ 382)، مغني اللبيب (ص 47) ، =
الثاني: الرفع على أنّك تريد بها الثقيلة، وتضمر اسمها فيها، وتجعل ما بعدها مبتدأ وخبرًا في موضع خبرها، كقولك:"علمت أنْ زيدٌ قائم"، ومنه:"أكثر قولي أنْ لا إله إلا الله"، أي:"أنّه لا إله إلا الله".
فإن وليها الفعل الماضي أو المستقبل: فقال ابنُ مالك في "التسهيل"(1) ما معناه: فإن دخلت على فعل اقترن غالبًا بـ"قد" أو بـ"لو" أو بحرف تنفيس أو نفي، أو يكون الفعل غير متصرف وفيه معنى الدّعَاء.
الثالث: تكون زائدة للتأكيد، كقوله تعالى:{فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} (2)[يوسف: 96].
الرابع: تكون بمعنى "أي" مفسرة، نحو قولك:"دعوت الناس أنْ ارجعوا"، المعنى:"أي ارجعوا". ولا موضع لها من الإعراب. ولا تجيء إلا بعد كَلام تام فيه معنى القَول (3).
الخامس: تكون بمعنى "لئلا"، كقولك:"ربطت الفرس أن ينفلت"، أي:"لئلا ينفلت"، وكقوله تعالى:{يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} [النساء: 176]، أي:"لئلا تضلّوا". (4)
السّادس: تكون بمعنى "إذ"؛ كقولك: "كلمني زيد أن قام عمرو"، أي: "إذ
= تهذيب اللغة للهروي (15/ 405)، المعجم المفصل (5/ 185).
(1)
انظر: التسهيل (ص 65، 66).
(2)
بالنسخ: "ولما".
(3)
انظر: اللباب لابن عادل (14/ 311)، الكتاب لسيبويه (3/ 124)، شرح التسهيل (4/ 7)، شرح الكافية (3/ 1522)، الصبان (3/ 418)، مغني اللبيب (ص 47)، شرح التصريح (2/ 363).
(4)
انظر: البحر المحيط (3/ 213)، ومغني اللبيب (ص 55)، وهمع الهوامع (2/ 410)، والجنى الداني (ص 225).
قام عمرو"، وكقوله تعالى:{وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ} [ص: 4]. (1)
السابع: تكون بمعنى "ألّا"، قال تعالى:{قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ} [آل عمران: 73]. انتهى (2).
قال أبو حيّان: "أن" حرفٌ ثنائي الوضع (3)، والجزم بـ"أنْ" لغة بني صباح (4).
وتوصل بالماضي، نحو:"عجبت من أن أتيته"، والأمر المتصرف على خلاف فيه، نحو:"أرسَلت إليه بأنْ افعل". ومتى لقيت المضارع لم يفصل بينهما بشيء. وأجَاز بعضهم الفصل بالظرف، نحو:"يعجبني أنْ اليوم تقوم". وأجاز الكوفيون الفصل بالشرط، نحو:"يعجبني أن إن تقم يخرج زيد". وأجاز الفرّاء تقديم معمول معمولها عليها، نحو:"يعجبني زيدا أن يضرب"، ومنعه الجمهور (5).
ويأتي في العاشر الفرق بين المصدر المقدّر بـ"أنْ" والمصدر الصريح.
وفاعل " [يدخلهما] (6) " ضمير يعود على "أحدكم"، و "في الإناء" يتعلّق
(1) انظر: مغني اللبيب (1/ 55)، وذكر أن هذا قليل الاستعمال، والجنى الداني (1/ 255).
(2)
انظر: البحر المحيط (3/ 214)، والتحرير والتنوير لابن عاشور (3/ 281)، واللباب لابن عادل (5/ 320).
وانظر في حالات "أن": أمالي ابن الشجري (3/ 152 وما بعدها)، خزانة الأدب (5/ 426 وما بعدها)، (10/ 382)، مغني اللبيب (ص 47)، تهذيب اللغة (15/ 405).
(3)
انظر: البحر المحيط (1/ 164).
(4)
انظر: الجنى الداني (ص 226)، الصبان (3/ 417، 418).
(5)
انظر: ارتشاف الضرب لأبي حيان (ص 1637 وما بعدها). وراجع: مغني اللبيب (ص 55)، والجنى الداني (ص 226)، شرح التسهيل (1/ 223)، (4/ 7، 53)، والصبان (3/ 417، 418) - توضيح المقاصد (3/ 1237)، الهمع (2/ 362 وما بعدها، 410).
(6)
بالنسخ: "يدخلها".
بـ" [يدخلهما] (1) ".
و"في": للوعاء حقيقة، مثل ما وَقَع هنا، ومجازًا، مثل:"أنا مهتَمّ في حاجتك".
وتجيء للسّببية، نحو قوله:" [إِنَّهُمَا] (2) لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ"(3)، ومنه:"فِي أَرْبَعِينَ شَاةً شَاةٌ"(4).
وتجيء بمعنى "على"، كقوله تعالى:{وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: 71]، وقوله تعالى:{أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ} [الطور: 38]، أي:"عليه".
وتكون بمعنى "مع"، كقوله تعالى:{فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} (5)[الفجر: 29، 30]، أي:"مع عبادي".
وتجيء بمعنى "بعد"، قال تعالى:{وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ} [لقمان: 14]، أي:"بعد عامين".
وبمعنى "مِن"، قال تعالى:{وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا} [النحل: 89]، أي:"مِن كُلّ أمة". ومنه قول امرئ القيس:
ألَا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ أَلَا انْجَلِي
…
بِصُبْحٍ وَمَا الْإِصْبَاحُ فِيكَ بِأَمْثَل (6)
(1) بالنسخ: "تدخلها".
(2)
بالنسخ: "وإنهما".
(3)
متفق عليه: البخاري (216، 218)، ومسلم (292/ 111)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(4)
صحيح: سنن أبي داود (1568، 1572)، وابن ماجه (1805)، والترمذي (621)، من حديث ابن عمر وعليّ رضي الله عنهم. وصحّحه الألباني في الإرواء (793).
(5)
بالأصل: "ادخلي".
(6)
البيتُ من الطويل. ويروى فيه: "منك بأمثل". انظر: التذكرة الحمدونية (5/ 331)، أمالي ابن الشجري (1/ 419)، الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء (ص 28) ، =
أراد: "منك".
وتجيء بمعنى "إلى"، قال الله تعالى:{فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ} أي: "إلى أفواههم".
وتكون بمعنى "الباء"، قال زيد الخيل:
وَيرْكَبُ يَوْمَ الرَّوعِ فيها فَوَارِسٌ
…
بَصيرونَ في طَعْنِ الأَبَاهِرِ والكُلَى (1)
أي: "بصيرون بطعن". (2)
قوله: "ثلاثًا": مصدر؛ لأنه عَدَد، وعَددُ المصدر مصدر (3)، أي:"ثلاث مرات" أو "ثلاث غسلات". ومنه قولهم: "أنتِ طالق ثلاثًا"، أي:"ثلاث تطليقات".
وكسرت "إنّ" هنا لأنها في ابتداء الكلام، وكذلك تكسر إذا كان في خبرها "اللام"، وبعد "واو" الحال، وبعد "حتى" التي هي حرف ابتداء (4).
= خزانة الأدب (2/ 326)، المعجم المفصل (6/ 467).
(1)
البيت من الطويل، وهو لزيد الْخَيل الطَّائِي. انظر: خزانة الأدب (6/ 254)، (9/ 493)، والمعجم المفصل (6/ 111).
(2)
انظر في هذه الحالات: مغني اللبيب (ص 68)، وشرح التسهيل (3/ 155 وما بعدها)، وحاشية الصبان (2/ 327)، والجنى الداني (ص 252)، وأمالي ابن الشجري (2/ 606 وما بعدها).
وانظر: مجلة الجامعة الإسلامية، العدد (59)، ص 268، بحث: ظاهرة التقارض في النحو العربي، للباحث الفاضل أحمد محمد عبد الله.
(3)
انظر: شرح التسهيل (2/ 178).
(4)
انظر: شرح المفصل (4/ 531)، اللمحة (2/ 552)، الجمل في النحو (268)، وعلل النحو ص 446، وشرح ابن عقيل (1/ 153)، وتوضيح المقاصد والمسالك (1/ 563).
وتفتح وتكسر، والكسر أجوَد، في أربعة مواضع، بعد القَسَم والقول و "أَمَا" و"إذا" التي للمُفاجأة (1).
أما إذا كان [القول](2) فعلًا مضارعًا بـ"تاء" خطاب تقدّمَته أداة استفهام لم يفصل بينهما: فإنها تفتَح؛ لأنها تسدّ حينئذ مَسَد مفعُولين للقَول، نحو:"أتقول زَيد منطلقًا؟ "، أي:"أتظن زيدًا مُنطلقًا؟ "(3).
وتجيء "إنّ" بمَعنى "نَعَم"، وقد تأوّلوا ذلك في قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ} [المائدة: 69]. (4)
ومنه قوله: "إنّ وراكبها". قيل: وفَدَ عبد الله بن فضالة على عبد الله بن الزبير، فقال:"إنّ ناقتى تعبت ودبرت". فقال: "ارْقَعْها بجِلدٍ، [واخْصِفْها] (5) بهُلْبٍ، وسِرْ بِهَا [البردَين] (6) ". فقال له: "إني جئتك مُستحْملًا لا [مُستَسْيرًا] (7)، فلَعَن الله ناقة حملتني إليك". فقال: "إنّ وراكبها"، أي:"نَعَم وراكبها". (8)
(1) انظر: شرح التسهيل (2/ 23)، حاشية الصبان (2/ 43)، والمقدمة الجزولية ص 121، وشرح ابن عقيل (1/ 353).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: شرح التسهيل (2/ 178 وما بعدها)، وحاشية الصبان (2/ 327)، وهمع الهوامع (2/ 446).
(4)
انظر: البحر المحيط (4/ 325).
(5)
بالنسخ: "واخضعها". والمثبت من المصادر.
(6)
بالنسخ: "الأبردين". والمثبت من المصادر.
(7)
في المصادر: "مستشيرا".
(8)
انظر: الجنى الداني (ص 398، 399)، وشرح التسهيل (2/ 33)، وشرح المفصل (2/ 98 وما بعدها)، (4/ 556)، والعين (8/ 398)، ولسان العرب (13/ 31)، وتاج العروس (11/ 403)، والقاموس المحيط (ص/398)، وأساس البلاغة للزمخشري (1/ 37)، والوافي بالوفيات للصفدي (17/ 216)، (24/ 13). =
وقوله: "لا يَدْري": في محلّ خبر "إنّ".
قال صاحبُ "الصّحاح": يُقال: "دريته" و"دريت به""دريًا" و"تدرية" و"درية" و"دراية"، أي:"علمت به". (1)
قال: وإنما قالوا: "لا أدر" بحذف "الياء" تخفيفًا؛ لكثرة الاستعمال، كما قالوا:"لم أبل" و"لم يك". انتهى (2).
فـ"يدري" هنا بمعنى العلم؛ فيتعدّى إلى ما يتعدّى إليه "علم" بمعنى "عرف" المتعدّي إلى واحد، ويتعَدّى إلى اثنين بـ"الهمزة"، كقوله تعالى:{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ} [الأحزاب: 63]، فـ"لعلّ" عَلّقت الفِعْل عن المفعُول الثّاني.
قلتُ: أصلُ "درى" أنْ يتعَدّى بـ"الباء"، تقول:"دريت بزيد"، وقد تحذف على قلّة. فإذا أدخلت همزة النقل تعَدّى إلى واحد بنفسه وإلى آخر بحرف الجر؛ فتقول:"أدريت زيدًا بعمرو"(3).
قلت: وعلى هذا إذا قلت: "أدريت زيدًا عمرًا" انتصب "عمرو" بإسقاط حرف الجر.
= وانظر في القصة: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (5/ 297)، و (6/ 242)، وتبصير المنتبه لابن حجر (2/ 640)، وتوضيح المشتبه لابن ناصر الدين (4/ 275)، وتاريخ دمشق لابن عساكر (28/ 260)، (48/ 285)، وتاريخ الإسلام للذهبي (2/ 955).
(1)
الصحاح للجوهري (6/ 2335).
(2)
انظر: الصحاح للجوهري (6/ 2335)، والعين (8/ 58)، ولسان العرب (14/ 255)، وتاج العروس (38/ 41)، وتهذيب اللغة للهروي (14/ 110)، ومجمل اللغة (1/ 323).
(3)
انظر: شرح التسهيل (2/ 79)، الصبان (2/ 32)، أوضح المسالك (2/ 31)، شرح ابن عقيل (2/ 32)، شرح التصريح (1/ 360).
وكذا قالوا في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: 3]: إن {مَا الْحَاقَّةُ} منصوبٌ بإسقاط حرف الجر (1).
وقوله: "أين باتت يده؟ ): "أين" هنا اسم استفهام، ويُقال فيها سؤال عن المكان، مبنية لتضمّنها معنى حرف الاستفهام (2).
ونظيرها في ذلك قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9]، قال أبو حيان:"ما" الأولى نافية، والثانية استفهامية، و"أدري" مُعلّق بها، وموضعها رَفْع بالابتداء، و"يفعل" الخبر، والجملة في موضع مفعول "أدري" المعلقة. (3)
وأجاز الزمخشري في "ما" أن تكُون موصولة منصوبة. (4)
وتعقب عليه بأنّ "ما" لو كانت موصولة لقَال: "بما يفعل"؛ لأن المشهور في "درى" أنه يتعدّى بـ"الباء"، كقوله تعالى:{وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ} [يونس: 16]. وكثيرًا ما علقت "درى" في القرآن. والأولى أن تكون استفهامية. (5)
[وتأتي](6) شرطًا مصحوبة بـ"ما" و"أين" غالبًا، نحو قوله:"أمّا ما". وهي
(1) انظر: البحر المحيط (10/ 254)، والكشاف للزمخشري (4/ 598)، والتحرير والتنوير (29/ 111)، وتفسير القرطبي (18/ 257)، وأضواء البيان للشنقيطي (8/ 257).
(2)
انظر: اللمع لابن جني (ص/ 228)، والإنصاف لابن الأنباري (2/ 529)، والكليات للكفوي (ص 222).
(3)
انظر: البحر المحيط (9/ 435).
(4)
انظر: الكشاف للزمخشري (4/ 298)، والتحرير والتنوير (26/ 17) وما بعدها.
(5)
انظر: البحر المحيط (9/ 435)، والكشاف للزمخشري (4/ 298)، واللباب لابن عادل (17/ 383)، والتحرير والتنوير (26/ 17) وما بعدها.
(6)
بالنسخ: "تأتي".
مبنية، لتضمنها معنى حرف الشرط (1).
فـ"أين" هنا في موضع نصب بالفعل بعدها، نصب الظروف. ويحتمل أن تكون بمعنى "كيف"؛ فيكون موضعها حَالًا (2) من "يده"، أي:"في أي حالة باتت يده".
وتقَدّم "أين" على العامل لما فيه من معنى الاستفهام.
و"أين" و "أنى" أخوات في الشرط والمكان، لكن يختلف المعنى إذا قدّرت "أين" بـ "كيف"، فتأمله (3).
والجملة من قَوله: "أين باتت يده؟ " في محلّ مفعُول "يَدْري".
وعَلّق الاستفهام الفِعْل عن العَمَل فيه، لأنّ الاستفهام لا يَعْمَل فيه ما قبله، وقد تقَدّم.
واعلم أنّك تقُول: "أين زيد قائم؟ " و"قائمًا"، على أن يكون "زيد" مبتدأ، والخبر في الظرف الذى هو "أين"، فيكون فيه استقرار مقدّر ليتعلّق به الظرف، وحقّه أن يقدّر العامل مؤخرًا عن الظرف المتضمّن للاستفهام. فإن رفعت "قائمًا" كان خبرًا عن "زيد"، وكان "أين" منصوبًا به. وإن نصبت "قائمًا" نصبته على الحال من ضَمير الاستقرار في الخبر. (4)
(1) راجع: إرشاد الساري (9/ 401)، الهمع (2/ 554).
(2)
انظر: فتح الباري (1/ 264)، وعمدة القاري (3/ 19، 20).
(3)
انظر: شرح المفصل (3/ 131)، شرح الكافية الشافية (3/ 1580)، واللمع لابن جني (ص/ 229)، همع الهوامع (2/ 546)، وشرح التصريح (2/ 398)، والصاحبي (ص 101)، وأصار العربية ص 268، وشرح الأشموني (4/ 9)، وشرح الشذور للجرجوري (2/ 599)، توضيح المقاصد (3/ 1274).
(4)
انظر: اللمع لابن جني (ص 233).
فلو قلت: "متى زيد قائم؟ " بالرفع جاز على ما تقرّر في "أين زيد قائم؟ ". وإنْ نصبت قائمًا لم يجز؛ لأنّ "متى" ظرْف زَمَان، وظرفُ الزّمَان لا يكُون خَبرًا عن الجثّة (1).
إذا ثبت ذلك: فـ"التاء" في قوله: "باتت" تاء التأنيث الدّالّة على تأنيث الفَاعِل.
وفي الإنسَان أعْضَاء مؤَنّثة لا يجوز تذكيرها، وهي:"اليد" و "العنق" و"الأذن" و"الكبد" و"الكرش" و"الورك" و"الضلع" و"الفخذ" و"الساق" و"القدم" و"العقب" و"العضد" و"الإصبع" و"الرِّجْل" و"الكف" و"العجز" و"الكراع" و"القِتب" -بالكسر، من أقتاب البطن، وهي الأمعاء- و"السن" و"اليمين" و"الشمال"(2).
قوله: "وفي لفظ لمسلم": أي: "ورُوي في لفظ لمسلم"؛ فيتعلّق "في لفظ" بـ"رُوي". و"لمسلم" يتعلق بصفة، أي:"كائن لمسلم"، أو يتعلّق بـ "لفظ"؛ لأنه مصدر، ويحتمل أن يتعلّق بـ"روي" الذي يتعلّق به "في لفظ".
وعلى الوجهين الأخيرين لا يكون للمجرور تقدير كوني ولا استقرار.
أو يقدّر: "وجاء في لفظ"؛ فتكون الجملة بعده في محلّ فاعل، على أنه إسناد إلى اللفظ لا إلى مدلوله، وعلى الأوّل: في محلّ مفعول لم يُسمَّ فاعله (3).
(1) انظر: شرح ابن عقيل (4/ 32)، وتوضيح المقاصد (3/ 1274)، واللمع (ص/ 223)، وشرح التصريح (2/ 398) وما بعدها.
(2)
انظر: البلغة في الفرق بين المذكر والمؤنث ص 268، شرح التصريح (2/ 488)، شرح الشافية (3/ 1491، 1816).
(3)
انظر: حاشية الصنعاني على الإحكام (1/ 104).
قوله: " [فليستنشق] (1) ": "الفاء" جَوابُ الشرط، و"اللام" لام الأمر، والفِعْل مجزوم بها.
والجمهورُ على تسكين "اللام" إجراءً له مجرَى "فعل" المكسُور "العَين" في تخفيفه، كـ"فخِذ" و"كتِف"، وكذلك كُلّ ما جاء منه في القرآن، نحو:{فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ} [البقرة: 282]. وكسر "لام" الأمر لُغَة مشهورة.
قال في "المجيد": ونقل صاحبُ "التسهيل" أنّ فتحها لُغة، وعيّن ابنه أنها لُغَة سليم، وقال: حكاها الفراء، وظاهر كلامهما الإطلاق في فتحها.
ونقل صاحب "الإعراب" -وهو أبو الحكم الخضراوي (2) - عن الفرّاء أنّ من العَرب مَن يفتَح هذه "اللام" لفتحة " [الياء] (3) " بعدها، قال: فلا تفتح إن انضم ما بعدها أو كسر (4).
(1) بالنسخ: "فليستنثر".
(2)
أبو الحكم الخضراوي: هو الحسن بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن عمر بن عبد الرحمن بن عذرة الأنصاري الأوسي أبو الحكم الخضري، توفي لتسع بقين من رجب سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
انظر: بغية الوعاة للسيوطي (1/ 510)، وهدية العارفين (1/ 281)، معجم المؤلفين (3/ 235)، وكشف الظنون (1/ 81).
(3)
بالنسخ: "التاء".
(4)
انظر: البحر المحيط (2/ 198).
وراجع: المخصص (4/ 230)، وتهذيب اللغة (15/ 294)، تحفة المجد الصريح (1/ 363)، وفقه اللغة للثعالبي ص 245، وص صناعة الإعراب (2/ 63، 66) وما بعدها، والصاحبي (ص 76)، شرح التسهيل (4/ 57، 58)، وشرح المفصل (4/ 263)، (5/ 144)، والجنى الداني (ص 110)، وكتاب اللامات (ص 92)، واللباب في علل البناء (2/ 49)، وحروف المعاني والصفات (ص 46)، وعلل النحو (ص 198)، والمفصل (ص 451)، وفتح المتعال على لامية الأفعال (ص 271).
وليس المراد بقوله: ["يستنشق"](1) الطّلَب، بل هو كقوله تعالى:{كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} [البقرة: 17]، بمعنى "أوقد نارًا"(2)، ومثله:{وَاسْتَغْنَى اللَّهُ} [التغابن: 6] بمعنى: "غني"(3).
وعدَّ الشيخ أبو حيّان للاستفعال اثني عشر معنى، انظرها في "المجيد"(4).
وقوله: "بمنخريه": "الباء" باء الآلة، مثل:"نجرتُ بالقدوم"(5).
و"من الماء" يتعلّق بـ "يستنشق". و"من" للتبعيض، أو لبيان الجنس (6). ومحلّ "ليستنشق" رَفع، مفعُول لم يُسَم فاعله لـ "رُوِيَ" على الحكاية، أو رَفع على الفَاعِلية إن قدّرت "جَاء"(7).
قوله: "وفي لَفْظ": تقَدّم قريبًا.
(1) بالنسخ: "يستنثر". والصواب المثبت.
(2)
انظر: البحر المحيط (1/ 122، 129)، والتحرير والتنوير (1/ 302)، والدر المصون (1/ 154)، وتفسير القرطبي (1/ 213)، وتفسير البغوي (1/ 90).
(3)
انظر: تفسير الخازن (4/ 302)، والمحرر الوجيز لابن عطية (5/ 318)، والبحر المحيط (3/ 431).
(4)
انظر البحر المحيط (1/ 41)، وشرح المفصل (4/ 441)، وشرح شافية ابن الحاجب (1/ 264).
(5)
انظر: مغني اللبيب (ص 139)، وشرح المفصل (4/ 473)، وشرح التسهيل (3/ 151)، وأوضح المسالك (3/ 31)، وتوضيح المقاصد (1/ 92)، والجنى الداني (ص 41)، والهمع (2/ 420).
(6)
لمعاني "من" انظر: شرح المفصل (4/ 460)، والمغنى لابن هشام (ص 420)، واللباب في علل البناء والإعراب (1/ 354)، وشرح التصريح (1/ 625)، وشرح الأشموني (2/ 70).
(7)
انظر: حاشية الصنعاني على الإحكام (1/ 104)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين (3/ 449)، وفتح الباري (1/ 39، 4/ 160، 6/ 343).