الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدلُّ عليه [جواب](1) الثّانية.
ويُضعفه العطف عليه بقوله: "وقال". والحقُّ: أنَّ جوابَ الثّالثة: "رفعهما" كما تقدَّم، ويدلُّ عليه جواب "إذا" الثانية.
وحَسّن ذكر "رفعهما" - مع الاستغناء عنه بجواب "إذا" الأولى - العطف عليه بقوله: "وقال: سمع اللَّه لمن حمده"؛ لأنّه لو لم يقُل: "رفعهما" لكان جواب "إذا": "قال"، مع احتمال أن يكون جَوابًا لـ"إذا" الثانية؛ ويفسُد المعنى، وإن أُثبتت "الواو" أوهمت الحال أيضًا؛ فإعادةُ الجواب مع "إذا" حماية لها من ذلك التوهّم.
والمرادُ هُنا: "ربنا لك الثناء ولك الحمد"، أو "ربنا استجب ولك الحمد".
وقيل: "الواو" زائدة. والأصلُ: عدمُ الزيادة. (2)
الحديث الرابع:
[84]
: عَنْ عبد اللَّه بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: على الْجبْهَةِ - وَأَشَارَ بِيَد إلى أَنْفِهِ - وَالْيَدَيْن، وَالرُّكْبَتَيْن، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ"(3).
قوله: "أمَرْتُ أن أسْجُد": "أن" مفعول ثان لـ"أمرت"، والأصل ضمير مُستتر قائم مقَام الفاعل، وهذا المفعول مبني على إسقاط الخافض، أي:"بأنْ أسجد".
ولحذْف الحرْف هُنا مُسَوِّغان، أحدهما: أنه من الأفْعَال التي يُحْذَف معها حَرْف الجر، كما قال:"أمرتك الخير" و "أمرتك بالخير". والثاني: كونه مع "أنْ"،
(1) بالنسخ: "جوابه". ولعل الأصوب المثبت.
(2)
انظر: فتح الباري (2/ 179)، شرح النووي (4/ 121)، إحكام الأحكام (1/ 224)، الإعلام لابن الملقن (2/ 559)، عقود الزبرجد (2/ 351).
(3)
رواه البخاري (809) في الأذان، (812)، ومسلم (490)(230) في الصلاة.
ويجوز معها حَذْفُ حَرْف الجر إذا لم يُلْبِسْ. (1)
وتقَدّم الكَلامُ على"أمر" في"باب السّواك"، وفي الثالث من "باب فضل الجماعة".
قوله: "على سَبعة أعظُم": "على" هنا بمعنى "الباء"، وهو أحدُ أقسامها، كقوله تعالى:{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ} [الأعراف: 105]، بتخفيف "الياء" من "عليّ"؛ فيكون التقديرُ:"أمرتُ أن أسجُد [ق 67] بسبعة أعظُم".
ويصحّ أن تكُون على بابها؛ ويكُون التقدير: "أمرتُ أن أسجد مُعتمدًا على سبعة أعظُم"، أي:"في حال اعتمادي"؛ فتتعلّق "على" بالحال المقدَّرَة. (2)
وتقدّم الكَلامُ على "على" في الخامس من "الجنابة"، وعلى أسماء العَدَد في الثّالث من "التيمم".
(1) انظر: البحر المحيط (1/ 403، 456)، (2/ 343)، (6/ 112)، (9/ 438)، اللباب لابن عادل (1/ 449)، شواهد التوضيح (ص 253)، الإعلام لابن الملقن (3/ 82)، الكتاب (1/ 37 وما بعدها)، المقتضب (2/ 35 وما بعدها، 321)، دليل الطالبين (ص 74)، الأصول لابن السراج (1/ 177 وما بعدها)، المفصل (ص 387، 388)، شرح المفصل (4/ 514 وما بعدها)، نتائج الفكر (ص 259، 260)، اللمحة (1/ 325 وما بعدها)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 477)، الهمع (3/ 13 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (3/ 193 وما بعدها)، المنصوب على نزع الخافض (ص 261 إلى ص 326)، النحو المصفى (ص 635).
(2)
انظر: الإعلام لابن الملقن (3/ 82)، عقود الزبرجد للسيوطي (1/ 465)، الكتاب (1/ 38)، الجنى الداني (ص 478)، مغني اللبيب لابن هشام (ص 192، 914)، شرح التصريح (1/ 651)، شرح التسهيل لابن مالك (3/ 165)، همع الهوامع للسيوطي (2/ 440)، جامع الدروس العربية (3/ 178).