الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"جليسه": قال في "الصّحاح": يُقَال: "جالسته"، فهو "جِلْسي"، و"جليسي"، مثلما تقُول:"خِدْني" و"خَديني". (1)
[وعلى](2) هذا يجُوز: "حين يعْرف الرّجُلُ جِلْسَه"، إنْ رُوي كذلك.
قولُه: "وكان يقرأ بالسّتين إِلَى المائة": أي: "ستين آية إِلَى مائة آية"، ثم حذف التمييز، وعَرّف "الستين" و"المائة"، وحذف تمييزهما.
وحَذفُ التمييز يحسُن لدخول الألِف واللام على العَدَد، ولو ذُكر التمييز جاز، نحو:"خُذ الستين درهمًا" و"المائة درهم" و"الألْف درهم"، وهذا على لُغَة مَن لا يُضيف؛ عَامَلَ فيها ذو الألِف والنّون مُعَامَلة المنوّن. (3)
الحديث الخامس:
[50]
: عَنْ عَلَيٍّ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الخَنْدَقِ: "مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتْ الشَّمْسُ"(4).
وَفِي لَفْظٍ [لِمُسْلِمٍ](5): "شَغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى - صَلاةِ الْعَصْرِ - ثُمَّ صَلاهَا بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ"(6).
جملة "قال" في محلّ خَبر "أنَّ"، و"يَومَ" ظَرْفُ زَمَان مُقدَّر بـ "في".
(1) انظر: الصحاح (3/ 914).
(2)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(3)
انظر: مرقاة المفاتيح (2/ 524)، شرح التسهيل لابن مالك (2/ 408)، همع الهوامع (2/ 345 وما بعدها).
(4)
رواه البخاري في التفسير (6396)، ومسلم (627) في المساجد.
(5)
بالنسخ: "مُسلم". والمثبت من الأصْل المطبوع من العُمْدَة: "لمسلم". وسيأتي في الشرح على الصَّواب. وانظر: عُمدة الأحكام (ص 56).
(6)
رواه مسلمٌ (627) في المساجد.
و"ملأ الله قبورهم": جملةُ مَعْمُولة للقول. ويحتمل أنْ يكُون دُعَاءً عليهم، أو خَبرًا عن الذي يقَع بهم في الآخرة. (1)
ويحتمل أنْ يكُون المرادُ بـ "بيوتهم": "قُبورهم"، وقد قيل ذلك في قولِه صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمنْبَرِي
…
" (2)؛ ويكُونُ العَطْفُ مِن بَابِ عَطْف الشَّيءِ على نفْسه إِذَا تَغَايَر لَفْظُه. (3)
و"نَارًا": منصُوبٌ على التمييز.
قولُه: "كما شَغَلونا": تقَدّم الكَلامُ على "كما" في الحديث الثاني (4) من "باب التيمم"، وأنَّ مَذْهب سيبويه (5) أنّها في محلّ الحَال. وتقْديرُ الحال هنا فيها بَعيدٌ. والأحسَنُ: أن تكُون للتعليل، أي:"لأجْل إشْغَالهم لنا عن الصَّلاة". (6)(7)
(1) راجع: فتح الباري (8/ 198)، طرح التثريب للعراقي (2/ 169)، حاشية السندي على سُنن ابن ماجة (1/ 232).
(2)
متَّفقٌ عليه: البخاري (1196) عن أَبِي هُرَيْرَةَ، ومسلم (1390/ 500) عن عبد الله بن زَيْدِ المازني، و (1391/ 502) عن أَبِي هُرَيْرَةَ. ولفظه:"مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الجَنَّةِ".
(3)
راجع: فتح الباري (4/ 100)، إرشاد الساري (2/ 347)، (3/ 341)، (5/ 180)، شرح صحيح مسلم للنووي (9/ 161)، مجمع بحار الأنوار (2/ 394)، نتائج الفكر في النَّحو (ص 193، 194)، همع الهوامع (3/ 155).
(4)
وهو حديثُ عمّار بن ياسر.
(5)
انظر: البحر المحيط (1/ 110)، اللباب في علوم الكتاب (3/ 424)، الدر المصون (2/ 332)، الكتاب (1/ 227، 228).
(6)
انظر: البحر المحيط (2/ 298، 299)، نخب الأفكار (7/ 46، 47)، شرح الكافية الشافية (2/ 790، 811، 812)، الجنى الداني (ص 84)، المصباح (2/ 544).
(7)
قال العُلماء في قولِه تعالى: {كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198]، خمسة أقوال: -
أحدها: أن تكون "الكَافُ" في محلّ نصبٍ نعتًا لمصدَر محذوفٍ. أي: "ذكرًا حسنًا كما هداكم هدايةٌ حسنة"، وهذا تقديرُ الزمخشري. =
قال ابنُ هشام: وقيَّد بعضهم جَوازَ ذلك في "الكَاف" بأنْ [تكُون](1)"الكَافُ" مَكْفُوفة بـ "مَا"، كحِكَايَة سيبويه (2):"كَمَا أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ"(3). (4)
والحقُّ: جَوَازُه في المجرَّدة من "مَا"، نحو:{وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ}
والثاني: أن تكون في محلِّ نصبٍ على الحال من ضمير المقدَّر، وهو مذهبُ سيبويه.
والثالث: أن يكون في محلِّ نصب على الحال من فاعل "اذْكُروا" تقديره: "مُشبهين لكم حين هَدَاكم". ومثله: {كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} الكاف نعت لمصدر محذوف. قال القرطبيّ: والمعنى: "اذْكُرُوه ذكْرًا حسنًا كما هَدَاكُمْ هدَاية حَسنَة".
الرابع: للتعليل بمعنى "اللام"، أي:"اذكروه لأجْل هدايته إيَّاكم"، حَكى سيبويه رحمه الله:"كَما أنَّهُ لَا يَعْلَمُ، فتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ". وممَّن قال بكونها للعلِّيَّة: الأخفش وجماعةٌ. و "مَا" في "كَمَا" يَجوز فيها وجهان: أحدهما: أن تكون مصدريةً، فتكون مع ما بعدها في محلِّ جر بالكاف، أي:"كهدايته". والثاني - وبه قال الزمخشري وابن عطية - أن تكون كافَّةً للكاف عن العمل، فلا يكون للجملة التي بعدها محلّ من الإعراب، بل إن وقع بعدها اسم، رفع على الابتداء .... وقد منع صاحب "المُسْتَوْفى" كون "مَا" كافةً للكاف، وهو محجوجٌ بما تقدّم.
والخامس: أن تكون الكاف بمعنى "عَلَى"؛ كقوله: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185].
انظر: البحر المحيط (5/ 273)، اللباب في علوم الكتاب (3/ 424)، (9/ 451)، الدر المصون (2/ 332)، إعراب القرآن وبيانه لمحيي الدين درويش (3/ 535).
(1)
في الأصل: "يكُون". والمثبَت من (ب).
(2)
انظر: الكتاب (3/ 140).
(3)
هو من أقوال العرب وكلامهم. والتقدير: "لأجل أَنَّهُ لا يعلم فتجاوز الله عنه".
و"ما": زائدة. انظر: نخب الأفكار (7/ 46)، شرح الكافية الشافية (2/ 812)، المصباح المنير للفيومي (2/ 544).
(4)
انظر: البحر المحيط (2/ 299)، الكتاب (3/ 140)، مُغني اللبيب (ص 234)، نخب الأفكار (7/ 46، 47)، شرح التصريح (1/ 666)، شرح الكافية الشافية (2/ 791)، الجنى الداني (ص 84)، المصباح المنير (2/ 544).
[القصص: 82](1)
ومنه: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا} [البقرة: 151]، قال الأخفش: أي: "لأَجْل إرسالي فيكم رسُولًا منكم فاذكُروني"، وهو ظاهرٌ في قولِه تعالى:{وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 198]. انتهى. (2)
ويحتمل أنْ تكُون نَعْتًا لمصْدَر مَحْذُوف (3)، أي:"مَلأَ اللهُ بيوتَهم نارًا تشغلهم شغلًا كما شغَلونا عن الصلاة".
ويحتمل أنْ تكُون "الكافُ" بمعنى "إذ"، كقوله تعالى:{كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} [الأنفال: 5]، قيل: التقديرُ: "إذ أخْرَجَك"(4)، وتجيء هنا: (إذ شَغلُونا عن الصلاة".
إِذَا ثبَتَ ذلك: فـ "مَا" مصدَرّية، حَرْفٌ عند الأكثَرين، لا تحتاجُ إِلَى عائدٍ. (5) و"عن" تتعلّق بـ "شَغَلُونا".
و"شَغَلونا" على اللُّغَة الفَصيحَة، وجَاء:"أشْغَلُونا" في لُغَة رَديئَة. (6)
(1) انظر: مُغني اللبيب (ص 234)، نخب الأفكار (7/ 46، 47).
(2)
انظر: البحر المحيط (2/ 299)، اللباب في علوم الكتاب (3/ 424)، الدر المصون (2/ 332)، مُغني اللبيب (ص 234)، نخب الأفكار (7/ 46، 47).
(3)
انظر: اللباب في علوم الكتاب (3/ 424)، الدر المصون (2/ 332).
(4)
انظر: البحر المحيط (5/ 273)، اللباب في علوم الكتاب (9/ 451)، إعراب القرآن وبيانه (3/ 535).
(5)
انظر: الإعلام لابن الملقن (1/ 196)، توضيح المقاصد (1/ 418)، شرح قطر الندى (ص 37)، شرح ابن عُقيل (1/ 149). وقد ذهب الأخفش وابن السراج إِلَى أنّ "ما" المصدرية اسمٌ؛ فتحتاج إِلَى عائد. والصحيحُ: أنَّها حرف؛ فلا تحتاج إِلَى عائد، وهو مذهبُ سيبويه. انظر: توضيح المقاصد (1/ 418).
(6)
انظر: الصّحاح (5/ 1735)، الإعلام لابن الملقن (2/ 271).
و"الوسْطَى": فُعلى، تأنيثُ "أوْسط"، بمَعنى "فُضْلَى"، وهو صفةٌ للصَّلاة. (1)(2)
قولُه: "حَتَّى غَابَت الشَّمْس": "حَتَّى" حَرْفُ ابتداءٍ (3)، وتقدَّم الكَلامُ عليها في ثاني حَديثٍ من الأوّل. (4)
قولُه: "وفي لَفْظٍ لمسْلم": حَرفُ الجرّ الأوّل يَتعَلّق بفِعْل مُقَدّر؛ أي: "ورُوي في لَفْظٍ"، والثاني يَتعَلَّق بصفةٍ لـ "لَفْظٍ" أو بنَفْس "لَفْظٍ"؛ لأنه مَصْدَر.
وجُمْلَة "شَغَلُونا" في مَحَلّ رَفْع بمُتعلّق حَرْف الجرّ، أي:"ورُوي في لَفْظٍ". و"عن الصَّلَاة": يَتعَلّق بـ "شَغَلُونا". و"الوسْطَى": صفةٌ للصّلاة. (5)
قولُه: "صَلَاة العَصْر": بَدَلٌ من "الصَّلاة". (6)
وقوله: "ثم صَلَّاها": أي العَصر "بين" وَقْت "المَغْرب والعِشَاء".
ويحتمل أنْ يكُونَ التقديرُ: "بين صَلاة المغْرب والعِشاء"؛ فلا يَبقى فيه حُجّةٌ
(1) انظر: البحر المحيط (2/ 543)، اللباب في عُلوم الكتاب (4/ 225)، الإعلام لابن الملقن (2/ 271)، المصباح (2/ 658).
(2)
قال ابن الملقن: " (الوسْطى): فعلها، مُؤنث الأفْعَل، وهو الأوْسَط، وكلاهما لا تُستعمَلُ إلَّا بالألف واللام والإِضافة أو "من"، فـ (الوسْطى) على الروايةِ الأولى صفة". انظر: الإعلام لابن الملقن (2/ 271).
(3)
انظر: مُغني اللبيب (ص 173 وما بعدها).
(4)
قال الشيخُ "ابن فرحون" عن "حَتَّى" هناك: (وتكُون حَرْف ابتداء إِذَا دَخَلَت على مَاض أو مُضَارع مَرْفُوع، نحْو قولُه تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [البقرة: 214]، بالرَّفْع، وكذلك إِذَا دَخَلَت على الجُمْلَة الاسمية أو "إِذَا"، نَحْو قَوْله: "حَتَّى ماء دِجْلَة أشْكَل" و {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا} [الزمر: 17، 73]) وانظر: مُغني اللبيب (ص 173 وما بعدها).
(5)
انظر: البحر المحيط (2/ 543)، اللباب في عُلوم الكتاب (4/ 225)، إرشاد الساري (7/ 40)، الإعلام لابن الملقن (2/ 271)، المصباح (2/ 658).
(6)
راجع: فتح الباري (1/ 189)، الإعلام لابن الملقن (2/ 271).
للقَوْل بالترتيب. (1)(2)
وقد رُوي من حَديثِ عَائِشَة (3) رضي الله عنه: "وَصَلَاة العَصْر"(4)، يحتمل أنْ تكون الواو زائدةً؛ فتتّفِق الرِّوايتان، ويحتمل أنْ تَكُونَ [عَاطِفَةً](5)؛ وتكُونُ "الصَّلاة الوسْطَى" غَيرَ العَصْر، أو يكُونُ مِنْ بَابِ عَطْفِ الشيءِ على نَفْسِه تَأْكِيدًا (6)، كَمَا قَالَ ابنُ دُرَيْد:
منزِلَةٌ مَا خِلْتُهَا يَرْضى بِهَا
…
لِنَفْسِهِ ذُو أَرَبٍ وَلَا حِجَى (7)
و"الحِجَى": هو "الأَرَبُ"، و"الأَرَبُ":"العَقْلُ". (8)
(1) انظر: إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 173)، الإعلام لابن الملقن (2/ 277)، طرح التثريب (2/ 176).
(2)
لا بُدّ من ترجيح أحدهما، وإلَّا تعيّن الاحتمالُ المسْقِط للاستدلال، ويَرفعُ هذا الاحتمال حَدِيث جابر، إن كانت القصة واحدة، وهو الظاهر، فإنه قال:"فصلى بعدما غربت الشمس ثم صلّى المغرب بعدها".
انظر: إحكام الأحكام (1/ 173)، الإعلام لابن الملقن (2/ 277).
(3)
انظر: إرشاد الساري (7/ 40).
(4)
صحيح: رواه مسلمٌ (629/ 207).
(5)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(6)
انظر: فتح الباري (11/ 83)، إرشاد الساري للقسطلاني (5/ 180)، (7/ 40)، نتائج الفكر (ص 186، 193، 194)، شرح التصريح (1/ 611)، (2/ 179)، الهمع للسيوطي (3/ 155).
(7)
البيتُ من قَول أَبِي بكْر مُحمّد بن الحسَن بن دريد الأزْدي، المتوفى سنة 321 هـ، ضمن قصيدته المشهورة بالمقصورة (مقصورة ابن دريد)، التي مَدَح بها الشاه ابن ميكال وولده، ويُقال: إنه أحاط فيها بأكثر المقصور. انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (4/ 323 وما بعدها)، جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العَرب (2/ 401).
(8)
انظر: جمهَرة اللغة لابن دريد (2/ 1020)، المصباح (1/ 123)، (2/ 422)، لسان العرب (1/ 209)، (14/ 165)، الفروق اللغوية للعسكري (ص 84، 85)، =
"قالَ صَاحِبُ العُمْدَة" حَدِيث في مَعْنَاه: وَلَهُ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مَسْعُودٍ قَالَ: "حَبَسَ الْمَشْرِكُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عن [صَلَاةِ] (1) الْعَصْر، حَتَّى احْمَرَّتِ الشَّمْسُ أو اصْفَرَّتْ، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: شَغَلُونَا عَنْ الصَّلاةِ الْوُسْطَى - صَلاةِ الْعَصْرِ - مَلأَ اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، أو حَشَا اللهُ أَجْوَافَهُمْ وَقبورَهُمْ نَارًا"(2).
قولُه: "حَديث بمَعْناه": أي: "وهذا حَديثٌ بمَعْناه"، فيكُون [مَرفُوعًا](3) على أنّه خَبَر مُبتدأ مَحْذُوف، و"بمعناه" يتعلّق بـ "حَديث"، والضميرُ في "بمَعناه" يعُودُ على "الحديث الخامس".
وقوله: "وله: أي: "ولمسْلم"، وهنا محْذُوفٌ، أي: "ولمسْلم رواية عن عبد الله بن مَسْعُود"؛ فيتعلّق حَرْف الجر بخَبر عن "رواية"، و"عن" تتعلّق بـ "رواية"، أو بصفة لـ "رواية" أُقيمَت مَقام مَوْصُوفِهَا، أي: "رواية كائنة عن عبد الله". والمعنى: أنّ روايته تتصل بعبد الله بن مسعود. ويكُون التقديرُ: "وفي لَفْظٍ لمسلم"، أي: "ورُوي في لفظٍ آخَر له".
وعلى الأوَّل يحتمل أنْ يَكُون "قال: حَبَسَ المشركُون
…
إِلَى آخِره" بَدَلًا من "رواية" المقَدَّر، أو يكُون "قال" بَدَلًا، و"حبس" مَعْمُولُ القَوْل على الحكَاية، و"لمسلم" يَتعلَّق بالخَبر عنه.
وأصْلُ الحديث في مُسْلم: "عن عَبْد الله بن [مسعُود](4)، قَالَ: حَبسَ
= اللطائف في اللغة (مُعجَم أسماء الأشياء) للبابيدي (ص 127).
(1)
كذا بالنسخ. وهي غير موجودة بالمطبوعة من العُمدة (ص 56). لكنها ثابتة بصحيح مُسلم (628/ 206)، وبالإعلام لابن الملقن (2/ 279)، وبإحكام الأحكام (1/ 170).
(2)
رواه مسلمٌ (628) في المساجد.
(3)
غير واضحة بالأصل. والمثبت من (ب).
(4)
بالنسخ: "عمر". والصّوابُ المثبت.
المشركُون
…
" (1). ففَاعِلُ "قَالَ": ضَمير "عبد الله"، وجُمْلَة "حَبَسَ المشْركُون" مَعْمُولة للقَول، و"عَنْ صَلاةِ العَصْر" يَتعَلَّق بـ"حَبَسَ". ويأتي الكَلام على "عن" في الحديث الثّالث من "باب الصفوف".
وأمّا "حَتَّى": فتَقدَّم الكَلامُ عليها في الثّاني من الأوّل، وهي ههنا حَرْف غاية وابتداء. (2)
و"احْمَرٌ"، و"اصْفَرّ": من الأوْزَان اللازِمَة. (3)
قولُه: "أو اصْفَرّت": "أو" هنا للشَّكِّ مِن الرَّاوي. وتَقَدَّم القَوْلُ عليها في الثّالث من "باب السِّواك".
قولُه: "فقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: شَغَلُونا". قال في "الصِّحاح": "الشُّغلُ" فيه أربعُ لُغَات: "شُغْل" و"شُغُل" و"شَغْل" و"شَغَل"، والجمْعُ:"أشْغَالٌ". وقد "شَغَلْتُ فُلانًا"، [فأنا](4)"شَاغلٌ"، وَلَا تقُل:"أشغَلته"؛ لأنَّها لُغَة رَديئة. و"شغْلٌ شاغل" توكيدٌ له، مثل:"لَيلٌ لائِل". ويُقَال: "شُغِلْتُ عنك بكَذَا"، على مَا لم يُسَمّ فَاعِلُه، و"اشْتَغَلتُ". وقالوا:"ما أشْغَله؟ ! "، وهو شَاذٌّ؛ لأنه لا يُتعَجَّبُ مِمَّا لم يُسَمّ فاعلُه. (5)
قولُه: "عن الصّلاة": يَتعلّق بـ "شَغَلُونا".
(1) صحيحٌ: رواه مُسْلم (628/ 206)، عن عبد الله (ابن مسعود).
(2)
انظر: مُغني اللبيب (ص 173 وما بعدها).
(3)
انظر: المقتضب للمبرد (1/ 76)، فتح المتعال على القصيدة المسمّاة بلامية الأفعال (ص 241).
(4)
بالنسخ: "وأنا". وانظر: الصحاح (5/ 1735).
(5)
انظر: الصحاح للجوهري (5/ 1735، 1736)، الإعلام بفَوائد عُمْدة الأحكام (2/ 271)، المخصّص (3/ 334).