الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله: "فننحرف": "الفاء" سببية، و"عنها" يتعَلّق بـ "ننحرف". ويحتمل أن يكون الضمير في "عنها" يعود على "المراحيض"، ويحتمل العود على "الكعبة".
و"نستغفر الله" معطوفٌ على "ننحرف". أو في محلّ حال من الفَاعل، ويكون جملة ابتدائية، أي:"ونحن نستغفر الله لبانيها"، أو "نستغفر من استعمالها".
و"الخلاء": بالمد.
ومتى وقعت جملة الفعل المضَارع حَالًا جاءت بالضمير وحْده، فإن جاءت بـ "الواو" فهي اسمية لا فِعْلية على ما يأتي (1).
الحدِيث الثّالِث
[13]
: عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ:"رَقِيْتُ يَوْمًا عَلَى بَيْتِ [حَفْصَةَ] (2)، فَرَأَيْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقْضي حَاجَتَهُ مُسْتَقْبِلَ الشَّامَ مُسْتَدْبِرَ الْكَعْبَةَ"(3).
قال صاحب "الصحاح": "رقيت" في السُّلَّمِ بالكسر "رَقْيًا" و"رُقِيًّا"، و"ارتقيت" مثله. و"المرْقَاة" بالفتح "الدّرَجة"، فمَن كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها، ومَن فتح قال: هذا موضع يُفْعَل فيه؛ فجعله مخالفًا بفتح "الميم"(4)، انتهى.
قلت: فيكون في الحديث من "رقِي"، "يَرْقى". وأما من "الرقية": فـ "رَقَى"، "يرقِي".
(1) انظر: توضيح المقاصد والمسالك (2/ 719)، ومُغني اللبيب (789)، واللمحة (1/ 392)، وشرح ابن عقيل (2/ 279)، وهمع الهوامع (2/ 320 وما بعدها)، وشرح التصريح (1/ 609)، وجامع الدروس العربية (3/ 105).
(2)
بالنسخ: "لحفصة".
(3)
رواه البخاري (148) في الوضوء، ومسلم رقم (266)(62) في الطهارة.
(4)
انظر: الصّحاح (6/ 2361).
قوله: "يومًا": ظرفُ زمان.
وليس في الأسماء ما فاؤه وعَينه حَرْفا عِلّة إلا "يوم"، و "يوح" للشمس. وجعل بعضهم منه:"ويل" و"ويح" و"ويس". (1)
ولعل الأوّل أراد به: لا يُوجَد بتقديم "الياء" على "الواو"(2).
والعاملُ فيه: "رَقيتُ".
ولليوم هنا معنيان، أحدهما: الاحتراز به من "الليل"؛ لأنه وقت لا يتحقق فيه المرئيّ، أو أراد بـ "اليوم":"المرّة الواحدة"؛ لأنّ "اليوم" يُطلَق على "الزمان"، كقوله تعالى:{وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ} [الأنفال: 16]، {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]، المراد به:"الساعة".
وُيطلق على "المدّة بكمالها"، نحو:"يوم بدر" و"يوم حنين".
ويطلق على "الدولة"، نحو قولهم:"أيام فلان"، ومنه قوله تعالى:{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].
ويطلق على "ما يُقَابل الليل"، كقوله تعالى:{سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ} [الحاقة: 7]. (3)
فتكون فائدة قوله: "يومًا" أنه لم يتكرّر ذلك في أيام.
(1) انظر: البحر المحيط (1/ 435)، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 160)، والمحرر الوجيز (1/ 170)، اللباب لابن عادل (2/ 206)، وشرح شافية ابن الحاجب للرضى (3/ 72)، والصبان (2/ 178).
(2)
انظر: شرح المفصل (5/ 419).
(3)
انظر: تفسير القرطبي (7/ 104)، والبحر المحيط (3/ 354)، وفتح البيان في مقاصد القرآن (2/ 340)، وإعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث (ص 118)، ورياض الأفهام (5/ 322)، وتاج العروس (34/ 143).