المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

جَرَى مجرَى المصْدَر، وهو "الاجتناب". (1) قَالَ أبو حيّان: هَذا هو - العدة في إعراب العمدة - جـ ١

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة ابن فرحون

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته:

- ‌نشأته وتعلّمه:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌نبذة من ترجمه الإمام ابن قدامة

- ‌وصف النسختين الخطيتين

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخه الثانية:

- ‌منهجُ العَمل في الكِتَاب

- ‌كتابُ الطَّهَارة

- ‌الحديثُ الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحديث الثّالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحدِيث السّابع:

- ‌الحديث الثّامِن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر

- ‌‌‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌باب الاستطابه

- ‌الحدِيث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحدِيث الثّالِث

- ‌الحدِيث الرّابع

- ‌الحديث الخامِس

- ‌الحديث السّادس

- ‌باب السواك

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌[الحديث الأوّل]

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب في المَذْي وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديثُ الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب الجنابة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن:

- ‌باب التيمم

- ‌الحديث الأول:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الحيض

- ‌الحديث الأوَّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌كتاب الصّلاة

- ‌باب المواقيت

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السَّابع:

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العَاشِر:

- ‌بَاب فَضْل الجماعَة ووجُوبها

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌باب الأذان

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌مسألة:

- ‌باب استقبال القبلة

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الصفوف

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌باب الإمامة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني [والثّالث] (4):

- ‌الحديث [الخامس] (1)

- ‌الحديث [السّادس والسّابع] (3):

- ‌باب صفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌الحديث الرابع عشر:

- ‌فائدة:

- ‌باب الطُّمأنينة في الرّكُوع والسُّجُود

- ‌باب القراءة في الصلاة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌فائدة:

- ‌بابُ ترك الجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب سُجود السّهو

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌بابُ المرور بين يدي المصَلّي

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

الفصل: جَرَى مجرَى المصْدَر، وهو "الاجتناب". (1) قَالَ أبو حيّان: هَذا هو

جَرَى مجرَى المصْدَر، وهو "الاجتناب". (1)

قَالَ أبو حيّان: هَذا هو المشهُور الفَصيح، وجاء جمعه بالواو والنون؛ قالوا:"قوم جنبون". وكسّروه فقالوا: "أجْنَاب". وثنّوه فقالوا: "جنبان"(2).

‌الحديث السادس:

[6]

: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قال:[قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم](3): "إذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي الإنَاءِ فاغْسِلُوه سَبْعًا أولَاهُن بالترَاب"(4).

وفي رواية: "إحْدَاهُن بِالتُّرَابِ".

وفي رواية: "فَاغْسِلُوهُ سَبْعًا وَعَفِّرُوهُ الثَّامِنَةَ بِالتُّرَابِ"(5).

قوله: "إذا شرب": تقَدّم القَول على "إذا" في الثّاني من أوّل الكتاب، وعلى مُتعلّق المجرور.

والألِف واللام في "الكَلب" يحتمل أنْ تكُون للجنس في جميع الكلاب. ويحتمل أن تكُون للعَهد، وهي الكلاب غير المأذون في اتخاذها.

(1) انظر: تفسير الزمخشري (1/ 514)، والبحر المحيط (3/ 650)، والفائق في غريب الحديث (1/ 238)، وأساس البلاغة (1/ 150).

(2)

انظر: البحر المحيط (3/ 151).

وراجع: لسان العرب (1/ 279)، وتاج العروس (2/ 189)، وتهذيب اللغة (11/ 81)، والقاموس المحيط (ص 69)، والصحاح (1/ 103)، ومجمع بحار الأنوار (1/ 396).

(3)

سقط من الأصل. والمثبت من (ب).

(4)

رواه البخاري (172) في الوضوء، ومسلم (279)(90) في الطهارة.

(5)

تنبيه: هذه الرواية عند مسلم (280/ 93) من حديث عبد الله بن مغفل، ويوجد اختلاف في ألفاظ الأحاديث المثبتة هنا عن التي في متن العمدة. فراجعها.

ص: 96

ويُروَى: "إِذَا وَلَغَ"(1) بفَتْح "اللام"، وفيه لُغَة بكَسْرها.

واختُلف (2) هَل الشّرب والولُوغ بمعنى؟

فقيل: "وَلَغ": "أدْخَل لسانه في الإناء ولحسه، شرب أو لم يشرب، كان فيه ماء أو لم يكن"، بخلاف الشرب (3).

قَالَ في "الصّحاح": ليس شيء من الطير يلغ غير الذباب. وحكى أبو زيد: "وَلَغ الكَلبُ في شَرابنا"، و"بشرابنا" و"من شرابنا"(4).

وقوله: "في الإناء": يتعلّق بـ "شرب" أو "ولغ"، وتقَدّم القول على "في" في الحديث الرابع.

و"الفاء" في قوله: "فاغسله" جَوابُ "إذا". والعَامِلُ في الظّرف فِعْله أو جَوابه على ما تقَدّم بيانه قَريبًا.

وقوله: "سبعًا": مصْدَر؛ لأنّه عَدد "غسلات"، وهي جمع "غسلة"، وعَدَدُ المصدر مَصدَر (5).

(1) صحيحٌ: مسلم (89/ 279).

(2)

كتب بهامش الأصل أمامها: "فائدة".

(3)

انظر: فتح الباري (1/ 274)، وشرح النووي على مسلم (3/ 184)، وطرح التثريب (2/ 128)، والمخصص (8/ 84)، وإسفار الفصيح (1/ 340)، ولسان العرب (8/ 460)، وتاج العروس (22/ 593) وما بعدها، والقاموس المحيط (ص/ 790)، والصّحاح (4/ 1329).

(4)

انظر: الصحاح للجوهري (4/ 329).

وراجع: المصباح المنير (2/ 672)، والنهاية لابن الأثير (5/ 226)، وتحرير ألفاظ التنبيه (ص 47)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 323)، ومجمل اللغة (1/ 937)، والمحكم والمحيط الأعظم (6/ 64)، وتحفة المجد الصريح (ص 114 وما بعدها).

(5)

حاشية الصبان (2/ 164)، وشرح الكافية الشافية (2/ 656)، والمقدمة الجزولية =

ص: 97

وقوله: "أولاهُن بالتراب": مُبتدأ، والخبر في المجرور، وإنما لم يظهر الإعراب في المبتدأ لأنه مقصُور، والإعرابُ يكون في التقدير من الأسماء فيما آخره "ألِف" وهو المقصور، وفيما أضَافه المتكلّم إلى نفسه، وفيما آخره "ياء" قبلها كَسرة في حالتي الرّفع والجر، وفيما عدا ذلك يكون لفظًا، ويلحق به نحو:"مسلميّ" رفعًا (1).

و"أولى" تأنيث "أوّل"(2)، فهو أفعل التفضيل. ويجيء الكلام عليه مُستوفى في الحديث الثّاني من "باب القراءة في الصلاة".

والتقدير: "أولاهن غسلة بالتراب"(3).

وجاء: "أولاهُن التراب"(4) بإسْقَاط الخافِض. ومنه: "أمرتُك الخير" و"أمرتُك بالخير". (5)

= (1/ 85)، وجامع الدروس العربية (3/ 32)، والنحو الوافي (2/ 212).

(1)

انظر: الصبان (1/ 116، و 2/ 425)، وشرح التسهيل (1/ 49)، وشرح الكافية الشافية (4/ 1759، 1982)، وشرح قطر الندى (ص 56)، وهمع الهوامع (3/ 346)، وشرح ابن عقيل (1/ 81) وما بعدها، وشرح التصريح (1/ 48)، (2/ 800)، وشرح الشذور للجوجري (1/ 215)، والمفصل (ص 162).

(2)

انظر: شرح التصريف للثمانيني (ص 490)، وشرح المفصل (4/ 80)، والمنصف لابن جنى (ص 219)، والمصباح (1/ 29).

(3)

انظر: شرح النووي على مسلم (3/ 185)، وفتح الباري (1/ 276)، والمصباح (1/ 29)، وسبل السلام (1/ 31)، وطرح التثريب (2/ 127)، وتحفة الأحوذي (1/ 253)، ونخب الأفكار (1/ 172)، والاستذكار (1/ 206).

(4)

لم أقف عليه.

(5)

انظر: البحر المحيط (1/ 403، 456)، (2/ 343)، (6/ 112)، (9/ 438)، اللباب لابن عادل (1/ 449)، إرشاد الساري (1/ 78)، (8/ 275)، شوا هد التوضيح (ص 253)، الكتاب لسيبويه (1/ 37 وما بعدها)، المقتضب (2/ 35 وما بعدها، 321)، الأصول في النحو (1/ 177 وما بعدها)، المفصل (ص 387، 388)، شرح المفصل =

ص: 98

قال ابنُ مالك: في الحديث: "كَان يَأمر الغَريمَ يُحبَس"(1)، أي:"بالغَريم أنْ يحبَس". (2)

فإن قلت: لا يتمّ الاستدلال مع أمر؛ لأنه [لا يتعدّى](3) بالحرف وبنفسه.

قلتُ: فقد قال ابن مالك: جاء في الصحيح: "صَلاةُ الرَّجُلِ في الجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ في بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْس وَعِشْرِين دَرَجَة"(4)، المراد:"بخمس"، لكنه أبقى العمل بعد الحذف، وهو قليلٌ. انتهى. (5)

والمختارُ عندهم عند سقوط الخافض النصب (6)، ومنه قولهم في إعراب:

= (4/ 514 وما بعدها)، نتائج الفكر (ص 255، 259، 260)، اللمحة (1/ 325 وما بعدها)، أمالي ابن الحاجب (2/ 712 وما بعدها)، شرح الشذور لابن هشام (ص 477)، خزانة الأدب (1/ 339)، (9/ 123)، الهمع للسيوطي (3/ 13 وما بعدها)، جامع الدروس العربية (3/ 193 وما بعدها)، المنصوب على نزع الخافض في القرآن، المؤلف: إبراهيم بن سليمان البعيمي، الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، الطبعة: العدد 116، السنة 34، 1422 هـ / 2002 م، (ص 261 إلى ص 326)، النحو المصفى (ص 635).

(1)

أصل الأثر: "كان شريح يأمُرُ الغريم أن يُحبسَ إلى سارية المسجد"، أخرجه البخاري في صحيحه مُعلّقًا (1/ 99، باب الاغتسال إذا سلم وربط الأسير أيضًا في المسجد).

(2)

انظر: شواهد التوضيح (ص 253).

(3)

كذا بالنسخ.

(4)

صحيحٌ: البخاري (647) من حديث أبي هريرة، وبلفظه عند ابن أبي شيبة في مصنفه (8401).

(5)

انظر: شواهد التوضيح (ص 154).

(6)

انظر: الكتاب (1/ 37، 4/ 19)، وشرح المفصل (4/ 514) وما بعدها، ونتائج الفكر ص 260، وهمع الهوامع (3/ 16)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 257)، واللمحة (1/ 327)، والأصول في النحو (1/ 179)، والخصائص لابن جنى (1/ 285).

ص: 99

{الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 1، 2]: أنّه في محلّ نصب بإسقاط حَرْف القَسَم (1).

والعَرَبُ تقول: "اللهَ لأفعلن" بالنصب. (2)

ومما جَاء مجرورًا قولهم: "خَيرٍ" بالجر في جَوابِ مَن قَال: "كيف أصْبَحْت؟ "(3).

إذا ثبت ذلك: فالجُمْلة مِن المبتدأ والخبر في محلّ نصب صِفَة لـ "سبعًا"، فإنّ المراد:"مُبتدأة بالتراب"(4).

قوله: "وفي رواية": تقَدّم أنّ حَرْف الجر مُتعَلّق بفِعْل محذُوف، أي:"جَاء في رواية"، ويكون " [إحْدَاهُن] (5) بالترَاب" الفَاعِل على الحكَاية والإسناد إلى اللفظ.

قوله: "وفي رِوَايةٍ: فاغْسِلُوه سَبْعًا": الإعرابُ كالذي قبله. و"الفاء" في "فاغسِلُوه" جَوابُ للشرط المقَدّر.

(1) انظر: الكشاف (1/ 32) وما بعدها، والمحرر الوجيز لابن عطية (1/ 83)، والبحر المحيط (1/ 61) وما بعدها، واللباب لابن عادل (1/ 262)، والتحرير والتنوير (1/ 219) وما بعدها.

(2)

انظر: المقتضب (2/ 321).

(3)

انظر: الكتاب (3/ 498)، وشرح التسهيل (3/ 199)، وشرح المفصل (2/ 198)، والصبان (2/ 351)، وأوضح المسالك (3/ 67)، شرح الكافية الشافية (2/ 865)، وسر صناعة الإعراب (1/ 143)، وأمالي ابن الشجري (1/ 282)، وجامع الدروس العربية (3/ 196).

(4)

انظر: فتح الباري (1/ 276)، شرح مسلم للنووي (3/ 185) وما بعدها، والتمهيد (18/ 271)، وطرح التثريب (2/ 129)، وعمدة القاري (3/ 40) وما بعدها.

(5)

بالأصل: "إحديهن".

ص: 100

وفي رواية: "إذا وَلَغ الكَلبُ فاغسِلُوه"(1).

وقوله: "وعَفّروه": الفِعلُ في "عَفر" مخففًا: "يَعفِر عفرًا"، ومن (عفَّر):"يعفِّر تعفيرًا"(2).

وقوله: "الثامنة": أي: "في الثامنة"؛ فيجيء فيه ما تقَدّم من تقدير الخَافِض، ويجوز أن تكُون "الثّامنة، بَدَلًا من الضّمير، أي: "عَفّروه الثّامنة بالتراب" (3).

فإن قُلت: لو قَال: "وعفّروه الثّامنة" لعُلم أنّه بالتراب؛ لأنه لا يكون التعفير إلا به.

والجوابُ: أنّ "عفر" تضَمّن معنى فِعْل آخَر، وهو الخَلْط، أي:"اخلطوا الغَسْلة الثامنة بالتراب"؛ فلو لم يأت التركيب هكذا لتوهّم أنّ "التعفير" بغير خَلط بالماء.

وقد أضَاف ابن دُريد "العَفر" إلى "التراب" في قوله:

هُمُ الأُلَى إنْ فَاخَرُوا قَالَ الْعُلَى

بفي امرئ فآخركم عَفْرُ الْبَرَى (4)

فأضاف "العَفر" إلى "البرا"، و"البرا":"التراب"، والشيء لا يُضَاف إلى نفسه، لكنه لما كان "العفر":"تراب يخالط لونه غيره"، فتجب الإضافة؛ لأنه أخَصّ من

(1) صحيحٌ: مسلم (280/ 93)، من حديث ابن الْمُغَفَّلِ.

(2)

انظر: العين (2/ 122)، ولسان العرب (4/ 583)، وتاج العروس (3/ 83)، والصحاح (2/ 751).

(3)

راجع: نُخب الأفكار (1/ 187).

(4)

البيت من الرجز. وهو من مقصورة ابن دريد.

انظر: شرح شافية ابن الحاجب للرضي (4/ 507)، المطالع النصرية للمطابع الأميرية (ص/ 312)، وجواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب (2/ 401، 408).

ص: 101

"البرا"(1). (2)

واعلم أنّ "الثّامنة" في الحديث صِفَة لمحذُوف تقديره: "الغَسْلَة الثّامنة"، وهو [هنا](3) اسم الفَاعِل من فعله، وهو "ثمن"، كـ"خامس""خمس"، و"رابع" من "ربع"، ولذلك يجب أن يُذكَّر مع المذكّر، ويُؤَنّث مع المؤنّث.

إذا ثبت ذلك: فلك في استعماله ثلاثة أوْجُه: -

أحدها: إفراده وتجريده، فتقُول:"ثاني"، "ثالث"، "ثان".

الثاني: أن تستعمله مع أصله ليُفيد أنّ الموصوف به بعض العَدد؛ فتقول: "خامس خمسة"، "ثامن ثانية"، أي:"بعض المعدود". ويجب إضافته إلى أصله، قال تعالى:{ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة: 40].

الثالث: أن يضاف إلى ما هو دون أصله ليفيد معنى التصيير؛ فتقول: "هذا رابع ثلاثة"، أي:"جاعل الثلاثة أربعة"، وكذلك:"ثامن سبعة"، أي:"مصير السبعة ثمانية"، قال تعالى:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} [المجادلة: 7]، ويجوز حينئذٍ إضافته وإعماله.

كما يجوز الوجهان في جاعل ومُصيّر، فيقرر بذلك أن أصل "ثامن":"ثمانية" إن كان فعله "ثمن".

ولفظ "ثمان" من الأسماء المنقوصة، آخره "ياء"، قبلها كسرة، وقد تكرّر ذلك

(1) انظر: إحكام الأحكام (1/ 218)، وحاشية الصنعاني على إحكام الأحكام (1/ 161)، وشرح العيني على أبي داود (1/ 132).

وانظر معنى "البرا" في: الصّحاح (6/ 2279)، والمحكم، لابن سيده (10/ 357)، ومشارق الأنوار (1/ 82).

(2)

كتب بالهامش أمامها: "بلغ مقابلة".

(3)

غير واضحة بالأصل. وسقط من (ب).

ص: 102

في الأحاديث وفي كلام العرب، ووقع منه في تركيب الكلام ما يخالف أصله وبناءه. (1)

قال في "الصّحاح": هو في الأصل منسوبٌ إلى "الثمن"؛ لأنه الجزء الذي صَيّر السبعة "ثمانية"؛ فهو ثُمنها، ثم فتحوا أوّله؛ لأنهم يغيرون في ياء النسب -كما قالوا:"دهريّ" و"سهليّ" بالضم- ثم حذفوا منه إحْدى ياءَي النّسَب، وعوضوا منها "الألِف"، كما فعلوا في المنسوب إلى "اليمن". (2)

قلتُ: يريد أنّ الأصل أن يُقال: "ثمني" كـ"يمني"، فلما حذفت إحدى الياءين عُوض منها "الألِف"؛ فقيل:"ثماني" كـ"يماني"، فصار في حكم المنقوص الذي آخره "ياء" قبلها كسرة، وتسقط "الياء" مع التنوين -كما تسقط مع تنوين "قاضٍ"- وتثبت في حال النصب، كالمنقوص؛ فتقول:"رأيت ثماني رجَال". وليس هو كـ"جوارٍ" جمع "جارية"؛ لأنه لا ينصرف، فالتنوين فيه تنوين عوضٍ، والتنوين هنا تنوين صرف. (3)

قال في "الصّحاح": وأمّا قول الشّاعر:

ولقد شرِبْتُ ثَمانِيًا وثَمانِيا

وثمانَ عَشْرَةَ واثْنتَيْنِ وأربَعَا (4)

(1) راجع: الكتاب (3/ 561)، والأصول في النحو (2/ 332)، وهمع الهوامع (3/ 262)، شرح الفصل (4/ 32)، شرح قطر الندى (ص / 311)، وشرح التصريح (2/ 467)، والجزولية (1/ 175)، وشرح التسهيل (2/ 413)، وشرح الكافية الشافية (3/ 1662).

(2)

انظر: الصحاح (5/ 2088).

(3)

انظر: شواهد التوضيح (ص 101).

(4)

البيتُ من الكامل، وهو للأعشى. انظر: الشعر والشعراء (1/ 251)، ولسان العرب (13/ 81)، والقاموس الحيط (ص 1185)، وتاج العروس (34/ 336)، والمعجم المفصل (4/ 195).

ص: 103

فكان حقه أن يقول: "ثماني عشرة"، وإنّما حذفت "الياء" على لُغة مَن يقول:"طوال الأيد". (1)

قلت: ووقَع في الحديث من حديث أبي برزة رضي الله عنه قال: "غَزَوْتُ سَبْعَ غَزَوَاتٍ أو ثَمَانِيَ"(2) بإثبات "الياء"، وهو مُشكِل على هذه القاعدة؛ لأنّ الواجبَ أن يقول:"أو ثمانيًا" بالتنوين.

قال ابنُ مالك: يتخرّج في ذلك ثلاثة أوْجُه: -

أحدها: وهو أجْوَدها أن يكون أراد: "أو ثماني غزوات"، ثم حذف المضاف إليه، وأبقى المضاف على ما كان عليه قبل الحذف، لدلالة ما تقَدّم من مثل المحذُوف، وهَذا من الاستدلال بالمتقَدّم على المتأخّر، وهو في غير الإضافة كثير، كقوله تعالى:{وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35].

الوجه الثاني: أن تكون الإضافة غير مقصُودة، وترك التنوين لمشابهة "جوارٍ" لفظًا ومعنى. أمّا اللفظ: فظاهر. وأمّا المعنى: فلأن "ثمانٍ" وإن لم يكن له واحد من لفظه فإنّ مدلوله جمع، وقد اعتبر مجرد الشبه اللفظي في "سراويل"، فأُجريَ مجرَى "سرابيل"؛ فلا يستبعد إجراء "ثمان" مجرى "جوارٍ".

الوجه الثالث: أن يكون في اللفظ "ثمانيًا" بالنصب والتنوين، إلا [أنه](3) كُتب على اللغة [الربيعية](4)، فإنهم يقفون على المنوّن المنصُوب بالسكُون؛ فلا يحتاج

(1) انظر: الصّحاح (5/ 2089).

وراجع: شرح الكافية الشافية (3/ 1674)، وتصحيح التحريف (ص 198)، ودرة الغواص (ص 144)، وشرح أدب الكاتب لابن قتيبة (ص 188)، وعمدة الكتاب (ص 459).

(2)

صحيحٌ: البخاري (1211)، من حديث أبي برزة.

(3)

سقط من النسخ. والمثبت من المصدر.

(4)

في المصدر: "الربعية".

ص: 104