المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحديث [السادس والسابع] (3): - العدة في إعراب العمدة - جـ ١

[ابن فرحون، بدر الدين]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌ترجمة ابن فرحون

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌ولادته:

- ‌نشأته وتعلّمه:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مصنفاته:

- ‌وفاته:

- ‌نبذة من ترجمه الإمام ابن قدامة

- ‌وصف النسختين الخطيتين

- ‌النسخة الأولى:

- ‌النسخه الثانية:

- ‌منهجُ العَمل في الكِتَاب

- ‌كتابُ الطَّهَارة

- ‌الحديثُ الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحديث الثّالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحدِيث السّابع:

- ‌الحديث الثّامِن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر

- ‌‌‌فائدة:

- ‌فائدة:

- ‌باب الاستطابه

- ‌الحدِيث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني

- ‌الحدِيث الثّالِث

- ‌الحدِيث الرّابع

- ‌الحديث الخامِس

- ‌الحديث السّادس

- ‌باب السواك

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌باب المسح على الخفين

- ‌[الحديث الأوّل]

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌باب في المَذْي وغيره

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديثُ الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌باب الجنابة

- ‌الحديث الأول

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السّادس:

- ‌الحديث السابع

- ‌الحديث الثامن:

- ‌باب التيمم

- ‌الحديث الأول:

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌باب الحيض

- ‌الحديث الأوَّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرابع

- ‌الحديث الخامس

- ‌كتاب الصّلاة

- ‌باب المواقيت

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث

- ‌فائدة:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس

- ‌الحديث السَّابع:

- ‌الحديث الثامن

- ‌الحديث التاسع

- ‌الحديث العَاشِر:

- ‌بَاب فَضْل الجماعَة ووجُوبها

- ‌الحديث الأول:

- ‌الحديث الثَّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس

- ‌الحديث السادس:

- ‌باب الأذان

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث

- ‌الحديث الرّابع

- ‌مسألة:

- ‌باب استقبال القبلة

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثّاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌باب الصفوف

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرّابع:

- ‌باب الإمامة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثّاني [والثّالث] (4):

- ‌الحديث [الخامس] (1)

- ‌الحديث [السّادس والسّابع] (3):

- ‌باب صفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌الحديث السابع:

- ‌الحديث الثامن:

- ‌الحديث التاسع:

- ‌الحديث العاشر:

- ‌الحديث الحادي عشر:

- ‌الحديث الثاني عشر:

- ‌الحديث الثالث عشر:

- ‌الحديث الرابع عشر:

- ‌فائدة:

- ‌باب الطُّمأنينة في الرّكُوع والسُّجُود

- ‌باب القراءة في الصلاة

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني

- ‌الحديث الثالث:

- ‌الحديث الرابع:

- ‌الحديث الخامس:

- ‌الحديث السادس:

- ‌فائدة:

- ‌بابُ ترك الجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌باب سُجود السّهو

- ‌الحديث الأوّل:

- ‌الحديث الثاني:

- ‌بابُ المرور بين يدي المصَلّي

- ‌الحديث الأوّل

- ‌الحديث الثاني:

- ‌الحديث الثّالث:

- ‌الحديث الرّابع:

الفصل: ‌الحديث [السادس والسابع] (3):

قال أبو البقاء: وليس هو من الأبنية العَرَبية، بل مِن العَجَمية، كـ "هابيل" و "قابيل". (1)

قال أبو محمد بن عطيّة: قيل: "أمين" اسمٌ من أسماء الله تعالى. وقيل: هو اسم خاتم يُطبع به كُتب أهْل الجنّة التي تُؤخَذ بالأَيمان. (2)

‌الحديث [السّادس والسّابع](3):

[79]

: عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ؟ فَإنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَذَا الحْاجَة، وَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ [فَلْيُطِلْ] (4) مَا شَاءَ"(5).

[80]

: وَمَا في مَعْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ - وهو الحديثُ [السابع](6) - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "إنِّي لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاةِ الصُّبْحِ مِنْ أَجْلِ فُلانٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا، قَالَ: فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم غَضِبَ في مَوْعِظَةٍ قَطُّ أَشَدُّ مِمَّا غَضِبَ يَوْمَئِذٍ، فَقَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُوجِزْ، فَإنَّ مِنْ وَرَائِهِ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الحَاجَةِ" (7).

(1) انظر: عمدة القاري (6/ 47)، إرشاد الساري (9/ 226)، المنتقى شرح الموطأ (1/ 162)، نيل الأوطار للشوكاني (2/ 258)، الإعلام لابن الملقن (2/ 588 وما بعدها)، تهذيب الأسماء واللغات (3/ 12، 13، 14).

(2)

انظر: تفسير ابن عطية (1/ 79).

(3)

بالنسخ: "الخامس". لكن الناسخ أخذها عن خطأ في ترقيمه لما سبق، وقد سبق نظيره بالحديثين السابقين، فراجعه. وقد زدت:"والسابع" لضبط ترقيم الأحاديث.

(4)

كذا بالنسخ. وفي مطبوعة العُمدة (ص 71): "فَلْيُطَوِّلْ".

(5)

رواه البخاري (703) في الأذان، ومسلم (467) في الصلاة.

(6)

هذا يؤكد صحة التعديل في ترقيم الأحاديث السابقة.

(7)

رواه البخاري (7159) في الأحكام، ومسلم (466) في الصلاة.

ص: 484

تقدّم القَولُ على "أبي هُريرة"، ومُتعلّق حَرف الجر، في الحديث الثّاني من أوّل الكتاب، وتقدّم الكَلامُ على "أحدكم" فيه أيضًا.

و"للناس": يتعلّق بـ "صلّى"، و"اللام" لام التعليل، أو بمعنى "الباء". وجملة "فليُخفّف": جَوابُ "إذا"، وتقدّمت (1) في الحديث الثّاني من "الأوّل".

قوله: "فإنّ فيهم الضّعيف": لا يجوزُ تقديم خبر "إنّ" على اسمها، إلا إذا كان ظرفًا أو مجرورًا. "والسقيم وذا الحاجَة": معطُوفان على اسم "إنّ".

وعلامة النصب في "ذا": "الألِف"؛ لأنّه من الأسماء السِّتة المعتلّة المضَافة. (2)

وجمعُ "حاجَة": "حاجٌ"، و "حاجَات"، و "حِوَجٌ"، و "حَوائج" على غير قياس، كأنّهم جمعوا:"حائجَة". وكان الأصمعي يُنكِره، ويقُول:"هو مُوَلّد". قال في "الصّحاح": وإنما أنكره لخروجه عن القياس، وإلّا فهو كثيرٌ في كلام العَرَب، ويُنشَد:

نهارُ المرءِ أَمْثَلُ حِينَ يقضى

حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ (3)

قال: و "الحوجاء": "الحاجة"، يُقال:"ما في صَدْري حوجاء ولا لوجاء"، و"لا شكٌّ ولا مِرْيَةٌ"، بمعنى واحد. (4)

(1) أي: "إذا" والكلام عنها.

(2)

انظر: ملحة الإعراب (ص 15)، اللمحة (1/ 165)، شرح القطر (ص 46)، اللمع (ص 18)، المقدمة الجزولية (ص 46)، الهمع للسيوطي (1/ 135)، المنهاجُ المختَصر في علمي النَّحو والصَّرف (ص 40).

(3)

البيت من الوافر. وهو بلا نسبة. ووَرَد في الصحاح: "يَقْضي"، وفي غيره:"تُقْضَى". انظر: الصحاح (1/ 308)، لسان العرب (2/ 243)، خير الكلام في التقصي عن أغلاط العوام (ص 29)، شرح ديوان المتنبي للعكبري (2/ 243)، تاج العروس (5/ 496)، المعجم المفصل (6/ 590).

(4)

انظر: الصحاح للجوهري (1/ 307، 308)، شرح ديوان المتنبي للعكبري=

ص: 485

قوله: "وإذا صَلّى أحَدكُم لنفسه فليُطِل مَا شَاء": "اللام" الأولى "لام التعليل"، والثانية "لام الأمر"، وتقَدّم الكَلامُ على "لام الأمر" في الرّابع من الأوّل.

قوله: "مَا شَاءَ": "مَا" هُنا ظرفية مَصْدرية، وتقدّمت في الثّاني من "التيمم".

وهي مُقدّرَة بالمُدّة (1).

و"شاء": مَذهبُ سيبويه أنّ أصله "شَيِئَ"، على وَزْن "فَعِلَ" بكسر "العَين".

وإذا أُسند إلى ضَمير الفَاعِل، وهو "التّاءُ"، نحو:"شَيِئْتُ"، أو "النون"، نحو:"شَيِئْن"، أو "نا"، نحو:"شَيِئْنا"، سكن آخره، ونُقلت حركة المعتلّ - وهي الكسْرة - إلى "الشّين" - وهي "فاءُ" الكلمة - فسكن حرف العلّة، والآخر سَاكن للضّمير، فحُذف حَرْف العلّة؛ لالتقاء السّاكنين.

ومذهبُ المبرد: أنّ أصله "شَيَأ" بفتح "العَين"، فلما اتصل بالضّمير ذهبت "الألِف" المنقلبة عن "عَين" الكَلمة؛ لالتقاء السّاكنين، وكُسرت "الشّينُ" لتدلّ على أنّ المحذُوفَ "ياء"، كما في:"بِعْتُ". (2)

= (2/ 243)، لسان العرب لابن منظور (2/ 243)، خيرُ الكَلام في التقصي عن أغلاط العوام (ص 29)، تاج العروس (5/ 496).

(2)

انظر: إرشاد الساري للقسطلاني (9/ 41)، شرح الأشموني (1/ 75)، العُمدة في إعراب البردة (ص 66).

(3)

انظر: الكتاب (4/ 376 وما بعدها)، شرح التصريح (2/ 309)، شرح التصريف للثمانيني (ص 440)، شرح المفصل (5/ 280، 292)، اللباب في عِلَل البناء والإعراب (2/ 295، 361، 367 وما بعدها)، المقتضب (1/ 96 وما بعدها، 115، 152 وما بعدها)، سر صناعة الإعراب (1/ 158)، أسرار العربية (ص 59)، شرح ابن عقيل (4/ 218)، الأصول لابن السراج (3/ 296 وما بعدها)، التعليقة على كتاب سيبويه (5/ 81)، حاشية الصبان (1/ 52)، تهذيب اللغة (11/ 301، 302)، تاج العروس (1/ 292 وما بعدها)، دُستور العُلماء (1/ 82)، فتح المتعال (ص 231 وما بعدها)، المخصّص (4/ 424 وما بعدها)، اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب (ص 127).

ص: 486

ومفعولُ "شاء" محذوفٌ، أي:"ما شَاء إطالته".

قال الزمخشري: ولقد تكاثر هذا الحذْف في "شاء" و"أراد"، مع "لو"، حتى لا يَكَادون يُبرزونه، إلّا في الشّيءِ المستَغْرَب، كقوله تعالى:{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} [الأنبياء: 17]، و {لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا} [الزمر: 4]. (1)

قيل: سِرُّ ذلك أنّ السّامعَ مُنكِر لذلك، أو كالمنكر؛ فتقصِد [إلى](2) إثباته عنده، فإن لم يكن مُنْكِرًا لذلك فالحذف. (3)

قال في "المجيد": تلخيصُ ذلك: أنّ حَذْفَ مفعُول "شاء" و "أراد" مع "لو" هو الغالبُ، وذكره لأحَد ثلاثة أوْجُه، إمّا الاستغراب، وهو قَولُ الزّمخشري، وإمّا كَونه مُنكِرًا أو كالمنكِر، قاله صَاحبُ "التبيان"، وإمّا لعَود الضّمير عليه، كما جَاء في الآية:{لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا} [الأنبياء: 17]. (4)

وأما قول الشيخ تقيّ الدّين: "وما في معناه، وهو الحديثُ السّابع": تقدّم الكلامُ في جُملة: "وما في معناه".

وأمّا قوله: "وهُو [في] (5) الحدِيث السّابع": فمُبتَدأ وخَبَر، و "السّابع" صفة للحَديث. و "السّابع" صيغة اسم الفَاعِل مِن العَدَد (6). وتقدّم ذِكْر العَدَد في الثّالث من "التيمم".

(1) انظر: تفسير الزمخشري (1/ 87)، البحر المحيط (1/ 145).

(2)

غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "في". والمثبت من المصدر.

(3)

انظر: البحر المحيط (1/ 145).

(4)

انظر: البحر المحيط (1/ 145).

(5)

كذا بالنسخ.

(6)

انظر: شرح التصريح (2/ 465)، الجزولية (ص 175)، الأصول لابن السراج (2/ 426)، المفصل (ص 271)، الهمع (3/ 261).

ص: 487

قوله: "جاء رجلٌ إلى رسُول الله صلى الله عليه وسلم": جملة محكيّة بالقَول.

وأصلُ "جَاء": "جيأ"، تحرّكَت "الياء"، وانفَتَح ما قبْلها؛ فقُلِبَت ألِفًا. ويجري فيه ما جَرى في "شَاء" عند اتّصَال الضّمير به. (1)

و"إلى" يتعَلّق بـ "جَاء".

والمعْروفُ تعَدِّي "جَاء" بنفسه، كقَوْله تعَالى:{أَو جَاءُوكُمْ} [النساء: 90]، وجَاءَ هُنا مُتعَدِّيًا بـ "إلى". وقَد لا يَتعَدّى، كقَوله تعالى:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ} [الإسراء: 81]، ويحتمل أنْ يكُون محذُوفًا، أي:"جاءكم الحق". (3)

قوله: "فقال: إنّي لأتاخّر": "إنّ"، واسمها، وخبرها: جملةُ الفعل و "اللام" الدّاخلة في الخبر. وكُسرت "إنَّ" بعد القَول، و " [بنو] (4) سليم" تفتحها بعدها مُطلقًا (5)، وتقدَّم الكَلامُ على مواضع فتْحها وكسرها (6) في الرّابع من أوّل الكتاب.

قوله: "مِن أجْل": "مِن" لابتداء الغَاية (7)، أي: "ابتداء تأخّري لأجْل إطالة

(1) انظر: الأصول لابن السراج (3/ 297)، الممتع الكبير في التصريف (ص 326 وما بعدها)، شرح الشافية للرضي (3/ 180)، لسان العرب لابن منظور (1/ 51 وما بعدها)، تاج العروس للزبيدي (1/ 183 وما بعدها)، المحكم والمحيط الأعظم (7/ 574)، كتاب الأفعال لابن القطاع (1/ 182).

(2)

بالنسخ: "وجاءوكم". ولعل المثبت هو الصواب.

(3)

انظر: الإعلام لابن الملقن (2/ 601).

(4)

سقط بالنسخ. والمثبت من المصادر.

(5)

انظر: مشارق الأنوار على صحاح الآثار (1/ 41)، لسان العرب (11/ 575)، تاج العروس (30/ 300)، جامع الدروس العربية (3/ 28).

(6)

انظر: شرح التسهيل (2/ 18 وما بعدها)، المقدمة الجزولية (ص 121)، شرح ابن عقيل (1/ 353 وما بعدها).

(7)

انظر: شواهد التوضيح (ص 22، 189)، عقود الزبرجد (1/ 298)، (2/ 376)، الإعلام لابن الملقن (2/ 22)، الكتاب (4/ 224)، المقتضب (1/ 44)، الأصول=

ص: 488

فُلان". (1) ولو جَاء الكَلامُ: "من فُلان" أغْنى عن ذكْر "أجْل".

و"أجْل": يُقال فيها: "أجَل، والأمر"، "أجَلًا" و"أجْلًا". ومعناه ومعنى "مِن جرّائك" واحد. ويجوز في "أجْل" فتح "الهمزة" وكَسْرها. (2)

و"فُلان": كنايةٌ عن العَلَم. (3)

قال ابنُ الحاجب: و"فُلان" و"فُلانة" كناية عن أسماء الأناسي، وهي أعْلامٌ.

والدّليلُ على عَلميتها: منعُ صَرْف "فُلانة"، وليس فيه إلّا التأنيث، والتأنيثُ لا يمنعُ إلا مع العَلَمية؛ ولأنّه يمتنع من دُخُول الألف واللام عليه. انتهى. (4)

و"فُلانة" - كما قال - ممتنع، و "فلان مُنصرّف"، وإن كان فيه العَلَمية؛ لتخلّف السّبب الثاني (5)، والألِف والنون فيه ليستا زائدتين، بل هو موضوعٌ هكذا. (6)

وقال في المجيد: و"فُل" كناية عن نكرة الإنسان، نحو:"يا رجُل". وهو مُختَصٌّ بالنداء. و "فُلَة" بمعنى "يا امرأة"، ولام "فُل" ياء أو واو، وليس مُرَخّمًا من "فُلان"،

= لابن السراج (1/ 409)، علل النحو (ص 208)، الفصل (ص 379)، المقدمة الجزولية (ص 124)، جامع الدروس العربية (3/ 171).

(1)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68).

(2)

انظر: العين (6/ 178)، الصحاح (4/ 1621)، إسفار الفصيح لأبي سهل الهروي (2/ 892)، لسان العرب (11/ 12)، المعجم الوسيط (1/ 119).

(3)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68)، شرح التسهيل (1/ 185)، توضيح المقاصد (3/ 1105)، التعريفات الفقهية للبركتي (ص 167)، لسان العرب (13/ 232).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68)، (10/ 47)، شرح الشذور للجوجري (2/ 830)، شرح الشذور لابن هشام (1/ 586)، الهمع (1/ 222)، التعريفات الفقهية (ص 167)، المعجم الوسيط (2/ 702).

(5)

أي: التأنيث.

(6)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68)، (10/ 47).

ص: 489

خِلافًا للفَرّاء. (1)

ووَهَم ابن عصفور، وابن مالك، وصاحب "البسيط"، في قولهم:"فُل" كناية عن العَلَم، كـ "فُلان". (2)

وفي كتاب سيبويه: أنه كناية عن النكرة، بالنقل عن العَرَب. (3)

قوله: "مما يُطيل بنا": "من" الأولى تتعلّق بـ "أتأخر"، والثّانية بدَلٌ منها، ويجوزُ ذلك في الفعْل الواحد على طريق البدَل. والتقدير:"من أجْل إطالة فلان"، ومعناها التعليل (4). و"الباءُ" في "بنا":"باءُ" التعدية (5).

قوله: "قال: فما رأيتُ": الرّؤية بَصَرية، ومفعولها:"النبي صلى الله عليه وسلم".

وجملة "غضب": في محلّ حَال من "النبي صلى الله عليه وسلم"، أي:"ما علمتُه غَضب". و"في مَوعِظَة": يتعلّق به.

و"قَطّ": بفتح القَاف، وتشديد الطاء مَضمُومة، ظرفُ زمان لاستغراق ما

(1) انظر: البحر المحيط (8/ 102)، توضيح المقاصد (3/ 1104، 1105)، شرح الأشموني (3/ 45)، لسان العرب (11/ 533)، المعجم الوسيط (2/ 702).

(2)

انظر: البحر المحيط (8/ 102)، توضيح المقاصد والمسالك (3/ 1105)، شرح الأشموني (3/ 45)، لسان العرب (11/ 533).

(3)

انظر: البحر المحيط (8/ 102)، الكتاب لسيبويه (2/ 198، 199)، توضيح المقاصد (3/ 1104)، شرح الأشموني (3/ 45)، لسان العرب (11/ 533).

(4)

انظر: البحر المحيط لأبي حيان (1/ 66)، الجنى الداني (310)، شرح التسهيل (3/ 134)، النحو المصفى (445).

(5)

انظر: الجنى الداني (ص 37، 38)، أوضح المسالك (3/ 31 وما بعدها)، مغني اللبيب (ص 137 وما بعدها)، شرح الأشموني (2/ 88 وما بعدها)، شرح التصريح (1/ 646 وما بعدها)، الهمع (2/ 417 وما بعدها)، شرح التسهيل (3/ 149)، توضيح المقاصد (2/ 756)، جامع الدروس العربية (3/ 169).

ص: 490

مضى، يختصّ بالنفي. ولا يجوزُ دخُولها على فعل الحال، ولُحِّن مَن قال:"ما أفعله قط". وبُنيت؛ لتضمنها معنى "قد". ويجوز ضم "القاف" و "الطاء"، ويجوز فيه تخفيف "الطاء". (1)

وتجيء "قط" بمعنى "حَسْب"، وهَذه مفتُوحة "القَاف" سَاكنة "الطاء"، وبُنيت؛ لأنها على وَضْع الحروف.

و"حَسْب" اسم فعل بمعنى "يَكْفي"(2)، ومنه:

امتلأ الإنَاءُ وَقَالَ: قَطْني

مَهْلًا رُوَيدًا قَد مَلأتَ بَطْني (3)

أي: "حَسْبي". (4)

قال ابنُ مالك في "شَوَاهِد التّوضيح": قد تُستعمَل "قَطّ" غير مسبوقة بنفي، وهو مما خفي على كثير من النحويين؛ لأنّ المعهودَ استعمالها لاستغراق الزّمان الماضي بعد نفي، نحو:"ما فعلته قط". وقد جاء في حديث حارثة بن وهب: "صَلَّى

(1) انظر: إرشاد الساري (9/ 68)، اللمحة (1/ 446)، مغني اللبيب (ص 232)، الصحاح للجوهري (3/ 1153).

(2)

انظر: مغني اللبيب (ص 232)، الإنصاف في مسائل الخلاف (1/ 107)، شرح الأشموني (1/ 105، 106)، شرح التسهيل (1/ 137)، شرح المفصل (2/ 146 وما بعدها)، الصحاح (3/ 1153)، تاج العروس (20/ 37، 38).

(3)

هذا الرجز بلا نسبة. ولكنه يُروى: "امتلأ الحوض". ويروى: "سَلًّا رُويدًا". انظر: شرح الأشموني (1/ 106)، شرح التسهيل (1/ 137)، شرح المفصل (2/ 147)، الصحاح (3/ 1153)، المخصص (4/ 236)، لسان العرب (7/ 382)، تاج العروس (20/ 38)، المعجم المفصّل (12/ 289).

(4)

انظر: شرح الأشموني (1/ 105، 106)، شرح التسهيل (1/ 137)، التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه، لأبي عبيد البكري، (ص 61، 62)، سمط اللآلي في شرح أمالي القالي، لأبي عبيد البكري، (1/ 475).

ص: 491

بِنَا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ أَكْثَرُ مَا كُنَّا قَطُّ" (1). (2)

قلتُ: يحتمل أن يكُون الكَلام بمعنى النفي، والتقدير:"ونحن ما كُنا قَطّ أكثر منا يومئذ". (3)

قوله: "أشَدّ": منصوبٌ، صفة لمصدر محذوف، أي:"غضب غضبًا أشد"، أو حال، كما تقدّم في مثله. و"أشدّ": لا ينصرفُ (4) للوزن والصّفة. واستُعمل بـ "من"، وهُو أحَد أحوَاله الثّلاثة. وتقدّم الكلامُ على "أفعل التفضيل" في الأوّل من "كتاب الصلاة".

والعامِلُ في الظرف: "غضب"، والعاملُ في "مما":"أشدّ". وتمييز "أشدّ" محذوف، أي:"أشَدّ غضبًا".

و"من" مع "أفعل التفضيل" للتبعيض. (5)

و"ما" مع "من" هنا مَصْدرية، أي:"أشدّ من غضبه يومئذ". (6)

(1) صحيحٌ: البخاري (1656).

(2)

انظر: شواهد التوضيح (ص 248). وراجع: إرشاد الساري (9/ 68)، عقود الزبرجد للسيوطي (1/ 177، 325).

(3)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68).

(4)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68)، شرح المفصل (1/ 125).

(5)

ذكر في مواضع عدة أنه قد اختلف هل هي معه للتبعيض أو لابتداء الغاية؟ وانظر: البحر المحيط (6/ 447)، (7/ 103)، الجنى الداني (ص 309، 311، 312)، حُروف المعاني والصفات (ص 50)، اللمحة (1/ 64، 426 وما بعدها)، الجزولية (ص 124)، اللباب في علل البناء والإعراب (1/ 354)، توضيح المقاصد (1/ 139)، (2/ 934)، أوضح المسالك (3/ 18)، مغني اللبيب (ص 420)، شرح التسهيل (3/ 136)، شرح الأشموني (2/ 70، 301)، جامع الدروس العربية (3/ 172).

(6)

انظر: إرشاد الساري (9/ 68).

ص: 492

قوله: "فقَال": معطُوفٌ على "غضب".

وقوله: "يا أيها الناس": "يا" حَرْفُ نداء، وجعلها بعضهم اسم فعل. و"يا" موضُوعة للبعيد، وقد يُنادى بها القريب توكيدًا. وقيل: هي مُشتركة بينها وبين المتوسط. وهي أكثرُ حُروف النداء استعمالًا؛ ولهذا لا يُقدَّر عند الحذف سواها، نحو:{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا} [يوسف: 29]. ولا يُنَادَى اسمُ الله تعالى والمستغَاث و "أيها" و "أيتها" إلّا بها، وكذلك المندوب يُنادَى بها وبـ "وا". (1)

وزعَم بعضهم أنّ نصبَ المنادى بحرف النداء. والصّحيح: أنه بـ "ادعوا" مُقَدَّر.

ولم يُناد في جميع القُرآن إلّا بـ "يا". وقيل في قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ} [الزمر: 9]: إنّ "الهمزة" حَرْفُ نداء، وهُو ضَعيفٌ. (2)

و"أي": مُنادَى، و "النّاس" صفته، و "ها" للتنبيه، ولها مَوْضعٌ تُذكَر فيه. وقيل:"أي" في باب النداء موصُولة بمعنى "الذي". وقيل: هي هنا صِلة لنداءِ مَا فيه الألِف واللام. (3)

(1) انظر: البحر المحيط (1/ 151)، الجنى الداني (ص 354 وما بعدها)، أوضح المسالك (4/ 5 وما بعدها)، مغني اللبيب (ص 488 وما بعدها)، الهمع (2/ 34).

(2)

انظر: البحر المحيط (1/ 151)، تفسير القرطبي (15/ 238، 240)، زاد المسير لابن الجوزي (4/ 10)، اللباب لابن عادل (1/ 406)، الدر المصون (1/ 185)، تفسير ابن عرفة (3/ 382)، تفسير البغوي (7/ 110)، فتح القدير للشوكاني (4/ 520)، التحرير والتنوير لابن عاشور (23/ 345)، مغني اللبيب (ص 18).

(3)

انظر: البحر المحيط (1/ 151، 153)، (8/ 202)، اللباب لابن عادل (1/ 406، 407)، الدر المصون (1/ 185، 186)، (8/ 567)، علل النحو (ص 345)، نتائج الفكر (ص 157)، أمالي ابن الحاجب (2/ 835)، شرح التسهيل (3/ 399)، شرح المفصل (1/ 157).

ص: 493

والألِف واللام في "النّاس" للجنس أو للعَهْد.

و"ناس": اسمُ جمع، لا واحِدَ له مِن لفْظه. و"أناسي" جمع "إنسان"، أو جمع "إنسي". وقيل: مادته من "نوس"، وقيل: من "نَسِيَ". ولا يكادُ يُقال: "الأناس". (1)

قوله: "إنّ منكم مُنفّرين": خبرُ "إنّ" تقدّم في المجرور، وبه يتعلّق حرف الجر.

قوله: "فأيكم أمّ النّاس فليُخفّف": تقدَّم الكلامُ على "أي" في الثّالث من "باب التيمم" وفي الأوّل من "كتاب الصلاة". وهي هنا اسم استفهام مبتدأ، ومُضاف إليه. و"أمّ" جملة في محلّ الخبر.

و"أي" مُعْرَبَة في سائر أحوالها، إلا إذا كانت موصولة وحُذف صَدْر صلتها (2)، وقد تقدَّم حُكمها قريبًا.

قوله: "فليُوجز": "الفاءُ" جوابُ الشّرط. قال أهل اللغة: يُقال: " [وجزتُ] (3) الكلام": "قصرته"، و"كلام مُوجز" - بفتح "الجيم" وكسرها - و "وَجْز" و "وَجيز". (4)

وقيل: الظاهِرُ أنّ الإيجازَ والاختصارَ مُترادفان. وفي الصحاح: اختصارُ الكلام إيجازُه. (5)

(1) انظر: تفسير الزمخشري (1/ 54)، البحر المحيط (1/ 84، 85)، اللباب لابن عادل (1/ 328 وما بعدها)، الدر المصون (1/ 118 وما بعدها)، إعراب القرآن وبيانه (1/ 30)، اللباب في علل البناء والإعراب (2/ 363).

(2)

انظر: الكتاب لسيبويه (2/ 398، 399)، أمالي ابن الحاجب (2/ 607)، مُشكل إعراب القرآن لمكي (2/ 458).

(3)

كذا بالنسخ. وفي المصادر: "أوجزت".

(4)

انظر: الإعلام لابن الملقن (2/ 601، 602)، الصّحاح للجوهري (3/ 900)، لسان العَرب (5/ 427)، تهذيب الأسماء واللغات (4/ 189).

(5)

انظر: الإعلام لابن الملقن (2/ 602)، الصحاح (2/ 646)، لسان العَرب=

ص: 494

قوله: "فإنّ مِن ورائه": الفاءُ سَبَبية، و "من" لابتداء الغاية (1)، أو زائدة في الإثبات، وهو اختيارُ ابن مالك (2) وغيره.

وقد تقدّم الكَلامُ على "وراء"، واقتران "مِن" بها، وعدم اقترانها لاختلاف محالها، في الثالث من "باب الصفوف".

قوله: "الكبير": منصوبٌ على أنه اسم "إنّ"، والخبر في المجرور، وفي المعنى هُو صفة لموصُوف محذوف، أي:"الشّيخ الكبير".

"والصبي": "الصغير الذي لم يُراهق"؛ لأنه مَظنّة القلق.

"وذا الحاجة": أي: "صاحب الحاجَة".

***

= (4/ 243)، (5/ 427)، تاج العروس (15/ 368)، كشاف اصطلاحات الفنون (1/ 291).

(1)

انظر: شواهد التوضيح (ص 22، 189)، عقود الزبرجد (1/ 298)، (2/ 376)، الإعلام لابن الملقن (2/ 22)، الكتاب (4/ 224)، المقتضب (1/ 44)، الأصول لابن السراج (1/ 409)، علل النحو (ص 208)، المفصل (ص 379)، الجزولية (ص 124)، جامع الدروس العربية (3/ 171).

(2)

انظر: شرح الكافية الشافية (2/ 797 وما بعدها)، شرح التسهيل لابن مالك (3/ 130 وما بعدها).

ص: 495