الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"عليه" يتعلّق بالفعل، وتقدّم القول على "أمر" في "باب السِّوَاك".
الحديث الخامس
[29]
: عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الفطرة خمس الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الأبط"(1).
تقدم القول على "سمع" في الحديث الأوّل من الكتاب، وما قبله تكرر مرارًا.
قولُه: "الفطرة خمس": مبتدأ وخبر، والمراد:"خصال الفطرة خمس". أو لا تقدير؛ لأنه جنس، والجنس يجري مجرى الجمع، فيقال:"أعجبني الدينار الصفر والدرهم البيض"(2)، أو يكون على النسب، أي:"الفطرة ذات خصال خمس". (3)
و"الختان": هو "قطع القلفة" بالضم (4).
قال في الصّحاح: يقال: "ختنت الصبي، ختنًا"، والاسم:"الختان" و"الختانة". و"الختان" أيضًا: "موضع القطع من الذكر"، ومنه:"إِذَا الْتَقَى الختَانَانِ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ"(5). (6)
قولُه: "والاستحداد" يريد به "حلق شعر العانة"، والظاهر أَنَّهُ يطلق على ذلك
(1) رواه البخاري (5889) في اللباس، ومسلم (257) في الطهارة.
(2)
انظر: شواهد التوضيح (ص 176)، عُقُود الزّبَرجَد (1/ 462)، إرشاد الساري (4/ 286)، والهمع (3/ 377).
(3)
انظر: إرشاد الساري (8/ 463).
(4)
انظر: إرشاد الساري (8/ 463)، ولسان العرب (13/ 137)، المطلع للبعلي (ص 44)، شمس العلوم (3/ 1741)، المصباح المنير (1/ 164).
(5)
صحيحٌ: سنن ابن ماجه (608)، من حَدِيث عَائِشَة، وصحّحه الشيخ الألباني في الإرواء (80).
(6)
انظر: الصحاح (5/ 2107).
سواء أَنَّهُ كان بالحديد أو بغيره، وَلَا يستعمل إلَّا كذلك (1).
قال في "الصحاح": و"إحداد الشفرة" و"تحديدها" و"استحدادها" بمعنى (2).
قولُه: "وقص الشارب": معني "قصه": "قطعه".
قولُه: "وتقليم الأظفار": مصدر "قلم".
قال في الصّحاح: "قلمت ظفري" بالتخفيف، و"قلمت أظافري" شدد للكثرة (3).
وذكّر العدد؛ لأنه لمؤنث، وسيأتي القول في ذلك في "باب فضل الجماعة".
قولُه: "الختان" وما بعده بدل من "خمس" ويجوز رفعه يا لابتداء والخبر محذوف أي منها الختان.
قال الشيخُ تقيّ الدّين: جاء في رواية: "خمس من الفطرة"(4)، فالأوّل يدلّ على الحصر، والحصر يكون حقيقيًا ويكون مجازًيا، فالحقيقي كقولك:"العالم في البلد زَيْدِ" إِذَا لم يكن فيها غيره. ومن المجازي: "الدِّينُ النصِيحَةُ"(5)، انتهى (6).
قلت: وإنَّما جمع "الأظفار" ووحّد سائرها؛ لأنَّها متعدّدة في اليدين والرجلين، وجاء:"وَنَتْفُ الآباطِ"(7)، فإما أن يُريد بالجمع مُقابلة الجمع من النّاس، أو يكون
(1) انظر: لسان العرب (3/ 142)، تاج العروس (8/ 9)، تحرير ألفاظ التنبيه (ص 253)، المغرب للمطرزي (ص 107)، وغريب الحديث للقاسم بن سلّام (2/ 36).
(2)
انظر: الصحاح (2/ 463).
(3)
انظر: الصحاح (5/ 2014).
(4)
متَّفقٌ عليه: البخاري (5889)، ومسلم (257/ 49).
(5)
صحيحٌ: مسلم (55/ 95)، من حَدِيث تميم الداري.
(6)
انظر: إحكام الأحكام (1/ 124).
(7)
صحيحٌ: البخاري (5891)، من حَدِيث أَبِي هُرَيْرَةَ.