الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث التاسع:
[89]
: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ:"مَا صَلَّيْتُ [وَرَاءَ] (1) إمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلاةً، وَلا أَتَمَّ صّلاةً، مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم"(2).
قوله: "الحديث التّاسع": لا يُرادُ بـ "التاسع" اسمُ الفاعل الجاري على الفعل، وإنما هو مثل:"لابِنٌ" و"تَامِرٌ"، قاله أبو عَليّ؛ فيُضَافُ باعتبار كَونه واحدًا من العَدَد، فيُقَال:"تاسع عشر"، قال تعالى:{ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة: 40]، لا باعتبار كَونه مُتمّمًا، ويُقَال:"تاسع ثمانية"، و "عاشر تسعة"، بمعنى "التصيير". (3) وقد تقَدّم الكَلامُ على ذلك مُستوفىً في حديث "ولوغ الكلب".
قوله: "ما صَليتُ": التقْديرُ: "أنه قال: ما صليت"؛ ليقوم مقام الفاعل. (4) و"ما" في محلّ معمول القول، وهي نافية (5). وأقسام "ما" تقدّمت في الحديث الأوّل
(1) كذا بالنسخ، وبـ "العُمدة"(ط المعارف، ص 62)، وبالبخاري (708)، وبمسلم (469/ 190). وفي الطبعة الأخرى من "العُمدة" (ص 75):"خلف".
(2)
رواه البخاري (708) في الأذان، ومسلم (469)(190) في الصلاة.
(3)
انظر: اللباب في علوم الكتاب (10/ 496)، عقود الزبرجد (1/ 209)، الإعلام لابن الملقن (10/ 293)، الكتاب لسيبويه (3/ 381، 559 وما بعدها)، المقتضب (2/ 181)، الأصول لابن السراج (2/ 332، 426، 427)، الهمع للسيوطي (3/ 261، 262)، شرح القطر (ص 311)، شرح التصريح (2/ 467)، شرح التسهيل لابن مالك (2/ 412 وما بعدها)، شرح الكافية الشافية (3/ 1662، 1685)، شرح ابن عقيل (3/ 1662)، شرح المفصل (3/ 371)، (4/ 31)، إصلاح المنطق لابن السكيت (ص 214، 215، 256)، تصحيح الفصيح وشرحه (ص 248)، كتاب العدد في اللغة لابن سيده (ص 39)، المفصل (ص 271)، المصباح (1/ 77)، المقدمة الجزولية (ص 175).
(4)
راجع: شرح القطر (ص 190)، شرح ابن عقيل (2/ 127)، جامع الدروس العربية (2/ 246 وما بعدها).
(5)
انظر: شرح التصريح (1/ 372)، موصّل الطلاب (ص 119).
من "باب التيمم".
قوله: "وراء": ظَرفُ مَكَان (1)، تقدّمت في الثّالث من "باب الصفوف".
"قط"(2): تقدّمت في السّادس من "الإمامة".
قوله: "أخَف": هو صفة لـ"إمام"(3)، جَرَت على غير مَن هي له، والفتحة فيه علامة للجر؛ لأنه لا ينصرفُ، للصّفة والوَزْن. (4) والتقدير:"ما صلّيتُ وَرَاءَ إمام مخفّف صلاته".
فـ"وراء" معمُول لـ "صَليتُ". ويلزَم على هذا نصْب "صَلاة" على التمييز؛ لأنه مخالفٌ لما قبله في الجنسية.
فإن قَدّرت "أخف" صفة لموصوف محذوف معمول لـ"صليت"، أي:"ما صليت صلاة أخف صلاة"؛ خفضت "صلاة"؛ لأنّه من جنس ما قبله. وتقدم تحقيق ذلك في السّادس من "فضل الجماعة"، وسيأتي توجيه امتناع الخفض.
وتقدّم الكَلامُ على "أفعل التفضيل" في الأوّل من "كتاب الصلاة".
و"صَلاة": تمييز. (5)
و"أتمّ": أيضًا "أفعَل" التفضيل" من قَولهم: "تمّ الشيء"، "تمامًا". و"أتمّه غيره"، و"تمّمه"، و"استتمّه"، بمعنى واحد. (6)
(1) انظر: الإعلام لابن الملقن (3/ 116)، النحو الوافي (1/ 476).
(2)
انظر: الإعلام لابن الملقن (3/ 118).
(3)
انظر: عقود الزبرجد (/ 125).
(4)
انظر: إرشاد الساري للقسطلاني (9/ 68)، شرح المفصل لابن يعيش (1/ 125)، الهمع للسيوطي (1/ 132).
(5)
انظر: عقود الزبرجد (/ 125).
(6)
انظر: العين (8/ 111)، لسان العرب (12/ 67)، تاج العروس (31/ 331)، =
قوله: "مِنْ [رَسُول الله] (1) ": يتعَلّق بـ"أتَمّ" على اختيار البصريين، أو بـ"أخَفّ" على اختيار الكُوفيين. (2)
و"من": مَع "أفْعَل" للتبعيض. وقيل: لابتداءِ الغَايَة. (3)
والعطفُ في قوله: "ولا أتَمّ" بـ "الواو". و" لا" مُؤَكّدة للنفي.
وكرّر التمييز تأكيدًا. ولو قَال: "أخَفّ وأتَمّ صَلاة" صَحّ، أو "أخَفّ صَلاة وأتَمّ" لصَحّ، وفُهم المعنى.
ولا يصحُّ أن تكُون "أخَفّ" صفة لموصُوف محذُوف، على أن يكُون التقدير:"ما صَلّيتُ صَلاة أخَفّ ولا أتَمّ من صَلاة رسُول الله صلى الله عليه وسلم"؛ لأنّ "صَلاة رَسُول الله" ليست من فِعْل "أنس" حتى يكُون التفضيل، وإنما التفضيلُ بين صَلاة الأئِمّة مع صَلاةِ النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنْ يكُون التقديرُ: "ما صَلّيتُ صَلاةً ورَاءَ إمَام أخَفّ من صَلاتي ورَاءَ النبي صلى الله عليه وسلم، والتركيبُ لا يُعْطِي هذا المعنى إلّا بتكلّفٍ [كبير](4) وحَذْف ليس عليه دَليل. والله أعلم.
= المحكم والمحيط الأعظم (9/ 469)، المعجم الوسيط (1/ 89).
(1)
كذا بالنسخ، وهو ما في بعض نُسخ "العُمدة". والوارد بمتن الحديث:"من النبي". وانظر: إحكام الأحكام (1/ 247)، الإعلام لابن الملقن (3/ 115).
(2)
انظر: إرشاد الساري (2/ 89)، عقود الزبرجد (2/ 181)، شواهد التَّوضيح (ص 239)، الإنصاف في مسائل الخلاف (2/ 379)، شرح التسهيل (3/ 43)، الضرورة الشعرية ومفهومها (ص 479)، جامع الدروس العربية (3/ 76، 250).
(3)
انظر: البحر المحيط (6/ 447)، (7/ 103)، الجنى الداني (ص 311، 312)، اللمحة (1/ 426 وما بعدها)، توضيح المقاصد والمسالك (1/ 139)، (2/ 934)، شرح الأشموني (2/ 301)، شرح التسهيل (3/ 136).
(4)
في (ب): "كثير".