الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان. وبعد ..
فإن بيان معاني القرآن الكريم حقٌّ على كل ذي أهلية، وشرف عظيم لكل من يقوم بهذا الحق. وقد شُغلت بمعاني ألفاظ القرآن الكريم منذ ستينيات القرن الماضي، لكن على فترات متباعدة. وكان الهدف هو ضبط عملية تحديد المعاني، وإخراجها من دوّامة الأقوال الكثيرة في معنى كل مفردة قرآنية. والحمد والفضل لله الذي أعان ووفق للوصول إلى هذا الضابط، وهو ربط مفردات كل ترتيب بمعنى عامٍّ واحد، سميته "المعنى المحوري لمفردات التركيب "، وطبقتُ ذلك المعنى على كل ما ورد من مفردات التركيب في القرآن الكريم، مبينًا وجه انتمائه إلى ذلك المعنى العام، وكذلك مبينًا وجه انتاء كل مفرَدة غير قرآنية من التركيب إلى ذلك المعنى؛ ليكون ذلك برهانًا على سلامة تحديد ذلك المعنى.
فمعاني المفردات القرآنية هي لبُّ هذا العمل وصميمه، والعلاقاتُ روابطُ مؤيِّدة، وما زاد عن ذلك هو تأصيل من نتائج المعايشة الممتدة، لم أحتجِنه؛ لأنه حقُّ اللغة وحق أهلها، وإنما ميزته ليختار القارئ ما يريد أن يدرسه.
فهذا الذي بين يديك -أيها القارئ الكريم- معجم لمفردات القرآن الكريم موثقٌ ومؤَصَّل لغويًّا وتفسيريًّا، وفيه -مع ذلك- من العلاقات الاشتقاقية الصحيحة قدرٌ قلَّما يجتمع في كتاب آخر. ثم هو يطلعك على الكثير من تكييفات العرب لعناصر بيئتهم. وهو -باختصار- يضع في يدك مفتاحًا لفقه اللغة العربية، ويقدم أمامك رائدًا راشدًا إلى أسرارها: حروفًا، وكلماتٍ، وعباراتٍ.
وبعد، ففي ختام هذه
المقدمة
لهذا المعجم، يحق عليّ أن أذكر بالعرفان التام فضل شيخين جليلين: أولهما أستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد نجا
النائب الأسبق لرئيس جامعة الأزهر، الذي أجرى الله هذه النعمة على يديه، فأشرف على أصل هذا العمل حتى تم، وَرَأَسَ لجنة مناقشته بعضوية الأستاذ الجليل الدكتور إبراهيم بسيوني، والعلَّامة الجليل الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين. رحم الله الشيخين الدكتور إبراهيم محمد نجا والدكتور إبراهيم بسيوني، وأمد الله في عمر الدكتور عبد الصبور شاهين، وجزى الله الجميع خير الجزاء.
وثانيهما شيخي فضيلة الأستاذ الدكتور جودة محمد أبو اليزيد المهدي نائب رئيس جامعة الأزهر، حيث كانت تزكيتُه -بل حثُّه المشكور على استمداد أجزاء من هذا العمل لتدريسها على طلاب كلية القرآن الكريم بطنطا- في مادة "الدلالات اللغوية والقرآنية "لثلاث فرق، وذلك حين كان فضيلته عميدا لكلية القرآن الكريم- كانت تزكيته تلك وحثه ذاك، حافزين عظيمين لي لمراجعة هذا المعجم؛ من أجل تيسير مادته للطلاب -مراجعةً شملت مادته كلها تقريبًا، مع إضافة تطبيقات قرآنية كثيرة بقدر الوسع- حتى صار على صورته الحالية خَلْقًا جديدًا. فجزى اللهُ شيخنا الدكتور جودة خير الجزاء.
كما أذكر لفضيلة عميد كلية القرآن الكريم الحالي الأستاذ الدكتور سامي عبد الفتاح هلال تحمسه الشكور لإنجاز مراجعة هذا المعجم وطبعه، ودأبه في السؤال عن إتمامه، مشجعًا بعروضٍ كريمة.
وأنوِّه بحماس أخي الحميم فضيلة الأستاذ الدكتور الموافي الرفاعي البيلي عميد كلية اللغة العربية بالمنصورة، وتحقيه البالغ بأن أُنْجِز مراجعة هذا المعجم وأطبعه. وهو الذي أعتز به رفيقًا في درب الجهاد العلمي، ومراعيًا في تعامله حق هذه الرفقة دماثةَ خلقٍ ونبلًا وفضلًا - فجزاه الله خير الجزاء.
وأدعو الله أن يحفظ أبنائي الأعزاء ويزيدهم من فضله: الدكتور عبد الوهاب والمهندس عبد الفتاح لتنافسهما في تحمل نفقات طبع هذا المعجم ونشره.
والدكتور عبد الكريم لمتابعته المدققة لوضوح المراد بالعبارة، ومتابعة إنجاز كتابة المعجم وسلامتها، كما أنوه بجهد ابنتي العزيزة الأستاذة سماء، ورفيقة الحياة لحرصهما وجهدهما في تهيئة الظروف لإنجاز عملي هذا وكل مؤلفاتي. جزى الله الجميع خير الجزاء.
كما أشكر ابني الفاضل الأستاذ الدكتور وحيد عبد المقصود زايد رئيس قسم أصول اللغة بكلية الدراسات الإسلامية بدسوق لمساعدته إياي في ترتيب ثبت المعجم.
كما أشكر الأخ الكريم الأستاذ أحمد علي حسن صاحب مكتبة الآداب على اهتمامه بإنجاز هذا العمل على خير وجه.
كما لا يفوتني أن أشكر الأستاذ طارق طه، على كريم استجابته وهمته في نسخ هذا العمل.
إنني -في ختام هذا التقديم- أسأل الله عز وجل أن يشرح لهذا العمل الصدور، ويلقي عليه القبول الحسَن، وأن ينفعني به والمسلمين، وكل دارس مخلص، في الدنيا والآخرة، اللهم آمين.
وصلِّ اللهمَّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان، والحمد لله رب العالمين.
طنطا في
25 من المحرم 1431 هـ
11 من يناير 2010 م
وكتبه: أ. د. محمد حسن حسن جبل
أستاذ أصول اللغة بجامعة الأزهر
(العميد الأسبق لكلية اللغة العربية بالمنصورة)
أستاذ غير متفرغ بكلية القرآن الكريم بطنطا