الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولحظ في حراكيك الإنسان مناظرتها لحارك الدابة. ومنه (غلام حَرِك -ككتف: أي خَفِيف (الحركة) ذَكِيٌّ، والحَرِيك: العِنّين (الذي لا يأتي النساء عجزًا أو لا يريدهن [ق]) أي لضعف حركة عضوه يتجه إلى الجوانب ولا ينفذ. ومنه. كذلك "حَرَك: إذا منع الحق الذي عليه (لا يندفع لأداء الحق) وهو ميمون الحريكة والعريكة (كأن المقصود وصفه بالدماثة ولطف التعامل).
ومن ذلك الأصل: "الحركة: ضد السكون "فهي انتقال قليل (1) ضعيف كأنما لتماسك هذا المتحرك بموضعه لا يكاد يفارقه. ومنه آية الرأس مع ملاحظة أن أصل اللسان مدود فهو لا ينتقل كلية إنما يتحرك وأصله مشدود في موضعه. ومن هذا "المِحراكُ: الخشبةُ التي تحرّك بها النار ".
أما قولهم "حَرَكت مَحرَكَهُ بالسيف "فهو من إصابة الحارك، إذ ليست هناك "حرك "بمعنى "قطع ".
•
(حرم):
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [المائدة: 3]
"الحَرَمانِ: مكةُ والمدينةُ. الحَرَم: حَرَمُ مكة وما أحاط إلى قريب من الحَرَم قد ضُرب علي حدوده بالمنار القديمة التي بين خليلُ الله عليه السلام مشاعرها. وكانت قُريش تعرفُها .. ويعلمون أن ما دون المنار إلى مكة .. حَرَمٌ لا يحلّ صيده ولا يُقطَعُ شجره، وما كان وراء المنار فهو من الحِل يحِل صيده إذا لم يكن صائده مُحْرمًا ". "حريم الدار: ما دخل فيها مما يغلق عليه بابُها ما أُضِيف إليها وكان من
(1) يحقق هذا القيدَ تعريفُهم الحركة بأنها "كونٌ أول في مكان ثان، أو كونان في آنين في مكانين "كشاف التهانوي 2/ 91 وتعريفات الجرجاني. فأخذوا المكان الثاني في الحسبان.
حُقوقها ومَرافِقِها. وحريم النهر: مُلقَى طينِه والمَمشَى علي حافتَيه. وحريم البئر .. هو الموضعُ المحيطُ بها الذى يُلقَي فيه ترابُها أي أن البئر التي يحفرها الرجل في مَوات فحريمُها ليس لأحد أن ينزل فيه ولا ينازعه عليها ".
° المعنى المحوري
حيّز ممنوع تابع لشيء، أي نطاق من الأرض تابع تُمنع فيه أمور وتصرفات معينة. كما يُمنع الصيدُ وقَطْعُ الشجَر
…
في حَرَم مكة المكرمة والمدينة المنورة حفظهما الله تعالى، وكما يُمنع دخولُ حريم دار غيرك والتصرف فيه، وكذلك النزول والتصرف غير المأذون فيه في حريم البئر والنهر.
ومن ذلك المعنى المحوري استُعْمل التركيب في المنع اللغوي وله صور كثيرة.
أ) "حَرَمُ الرجل وَحريمه: ما يقاتل عنه ويحميه "(يمنعه).
ب) "حَرَمَهُ: مَنَعَه العطية. والمحروم: الذي لا يَنمِى له مال المحارَف الذي لا يكاد يكتسب {لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [الذريات: 19، المعارج: 25 وكذا ما في الواقعة: 67، القلم: 27]. حَرَمَهُ الشيءَ: منعه إياه. الحريمةُ: ما فات من كل مطموع فيه. (ممنوع منه). {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} [القصص: 12] أي منعناه من الارتضاع من قبل مجيء أمه وأخته [قر 13/ 257]. {وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا} [الأنعام: 138] المراد البحيرة والوصيلة والحامي [قر 7/ 95] أي لأنهم كانوا يمنعون ركوبها. والحَروم: الناقة المعتاطة الرحم (ممنوعة من الحمل)(أحرَمَت قومها)(امتنعت (منعت نفسها) أن تتزوج منهم).
ج) "ناقة مُحرمة: لم تُرَضْ. بعير مُحرَّم: صَعب (كأنهما ممنوعا الركوب). المُحَرّم من الجلود: ما لم يُدْبغ. سوط محُرَم: جديد لم يُلَين بعد "(لا يستعملان).
د) "محارم الليل: مخاوفه التي يَحْرُم على الجبان أن يَسلكها "(أي يمتنع عليه لا يقدر لجبنه).
هـ) "الحُرْمة: الذمة (حماية تمنع الأذى) أحْرَم الرجلُ: إذا كانت له ذمة دخل في حرمة من عهد أو ميثاق أو صحبة دخل في حرمة لا تهتك ".
و) "حَرِمَت المعزى وذوات الظلف (كتعب): أرادت الفحل "(أحست بحاجة لها لم تُشْبع فكأنها ممنوعة منها) وفي بعض الحديث "الذين تقوم عليهم الساعة تُسَلّط عليهم الحِرْمة -بالكسر- أي الغُلْمة ويُسْلَبون الحياء ". ويقال كذلك "استَحْرَمَتْ الذئبةُ والكلبة ". ومن مثل هذا الإحساس بالمنع جاء قولهم "حَرِم (كتعب): لَجّ ومَحِك "واستعمالات التركيب في ذلك كله تعتر عن السبب.
ز) "أحْرَمْتُ عن الشيء: أمسكتُ عنه. كل مسلم عن مسلم مُحْرِم ". أي أن المسلم ممسك عن مال المسلم وعرضه ودمه.
ح) كما استعمل في المنع الشرعي. "فالحِرْم -بالكسر، والحرام: نقيض الحلال ما حرمه الله "(أي منع منه أو جعله ممنوعًا ويأثم من يتخطى إليه) ومن هذا كل (حرّم) ومضارعها، و (حُرِّم) و (محرّم ومحرّمة) عدا {عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ} [إبراهيم: 37] وعدا {رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا} [النمل: 91] أي جعلها حرمَا آمنًا لا يسفك فيها دم
…
[قر 13/ 246]. وكل كلمة (حرام) في القرآن معظمها وصف للكعبة وهي محور (الحرم الآمن) المذكور في [القصص: 57، العنكبوت: 67] وذلك عدا كلمة (حرام) في [النحل: 116، ويونس: 59] فإنها بمعنى ضد الحلال. وقوله تعالى في [الأنبياء: 95] {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا