الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجلد، وكالحصا الذي يُرْمَي به ويُفْتَرش. ومنه حَصَبه: رماه بالحصباء. وقد ذكرنا الحاصب. وقوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا} [القمر: 34]: عذابًا يحصِبهم -كما قال تعالى عن قوم لوط {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} [هود: 82] وكل (حاصب) في القرآن فهو بهذا المعنى. و "الحصَب -محركة: كل ما ألقيتَه في النار من حَطَب وغيره {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98]. قال الأزهري: الحصَبُ: الحطَبُ الذي يُلقى في تنور أو في وَقُود. فأما مادام غير مستعمل للسَجُور فلا يُسمَّى حَصَبًا "اه. [ل].
•
(حصد):
{وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)} [الأنعام: 141]
"الحَصد: جَزُّك البُرّ ونحوه من النبات. حَصَد الزرع وغيره من النبات (نصر وضرب): قطعه بالمنجل. والحصاد -كسحاب وكتاب، والحَصِيد والحَصَد- محركة: الزرعُ والبُرّ المحصود بعدما يُحْصَد. والمُحصِد -كمحسِن: الذي قد جفَّ وهو قائم. والحَصَد -محركة: ما أحصد من النبات وجفَّ. والمِحْصَد (آلة): المنجل ".
° المعنى المحوري
جزّ النبات (ونحوه من الممتد) بعد جفافه واكتمال حاله. كجَزّ البُر ونحوه من الزرع بعد أن يجف. والمُحصِد وأحصَدَ إنما هما من استحقاق الجز بعد الجفاف. فمن الجزّ نفسه: {فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ} [يوسف: 47] وقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} [الأنعام: 141]، أي يوم حَصْده وجزازه. وقوله تعالى:{فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق: 9] قال الفراء: هذا مما أضيف إلى نفسه. وهو مثل قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ
الْيَقِينِ} [الواقعة: 95] ومثله قوله تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16)} [ق: 16] لم والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظ الاسمين. اه [ل] .. وأقول إن الإضافة هنا للتخصيص إذ ليس كل حبل وريدًا. وعن نفس الآية قال الزجاج: نصب قوله {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} أي وأنبتنا فيها حب الحصيد، فجمع بذلك كل ما يقتات من حب الحنطة والشعير وكل ما حُصِد كأنه قالِ وحب النبت الحصيد " [ل].
ومن جفاف الممتد مع اكتمال حاله "الحصَد: اشتداد الفتل واستحكام الصناعة في الأوتار والحبال والدروع. استحصد الحبل: استحكم. دِرْع حَصْداء: صُلبة شديدة محكمة "ويقال للخَلق الشديد أحصَدُ مُحصَدٌ حَصِدٌ مُستَحصِد ". ومن معنوى هذا المعنى الجزئي ومجازه "رجل مُحْصَد الرأي: محكَمه سديدُه -على التشبيه بذلك (أي بالحبل المحصد) واستحصد حَبلُه: اشتد غضبه. واستحصد القومُ: اجتمعوا وتضافروا ".
ومن مجاز الجزّ والمجزور {فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس: 24]، {حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ} [الأنبياء: 15] {مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ} [هود: 100] القائم العامر أو الخاوي على عروشه، والحصيد الخراب المستأصل كالزرع المحصود، [قر 9/ 95]. وجاء في قوله صلى الله عليه وسلم وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، أي ما قالته الألسنة من الكلام الذي لا خير فيه. واحدتها حصيدة، تشبيهًا بما يحصد من الزرع إذا جُزّ، وتشبيها للسان وما يقتطعه من القول بحدّ المنجل الذي يُحصَد به "اه [ل].
• (حصر):
{أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39].
"الحَصِير: البِساط الصغير من النبات. والحَصُور من الإبل: الضيقة الأحاليل التي نَشِبَ دَرّها في عروقها. وحَصِر الرجل (تعب): لم يقدر على الكلام .. / عَىَّ في منطقه. وحُصِر غائطُه -للمفعول: احتبس ".
° المعنى المحوري
أن يحتبس في الشيء ما شأنه التسيب كالمائع فلا يتسيب ولا ينطلق. كامتساك عيدان النبات في الحصير بالخيوط، والدَرِّ والكلام والبَداءِ في مخارجها فلا تخرج أو تتحرك. وقد سمَّوْا وجه الأرض حصيرًا كأنهم لحظوا تماسكه وثباتَه مقابل الماء. ومن ذلك "رجل حَصِر -ككتف: كتوم للسر لا يبوح به،، وكذا ممسك ضيق بخيل كالحصير والحصور من الإبل. و "الحصور: الذي لا إربة له في النساء " (ممسك على مائه). {وَسَيِّدًا وَحَصُورً} [آل عمران: 39] و "الحصُور منهن: الرتقاء (محصورة أو محصور عنها). والحصير: المَلِك (يمسك الرعية)، والمَحبِس {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8]. وحَصَره وأحصره المرض ونحوه: حبسه أو منعه من السفر (الحركة تسيب) - {وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ} [التوبة: 5] "قيدوهم وامنعوهم من التصرف في البلاد، وقيل: استَرِقُّوهم، وقيل معناه: حاصِروهم إن تحصَّنُوا .. [بحر 5/ 12]{فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [البقرة: 196] الإحصار هو المنع بأي عذر كان من مرض أو عدو أو جور سلطان [ينظر قر 2/ 371](أي مُنِعْتم من إتمام الحج بعد أدائكم بعض مناسكه){أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة: 273] حُبسوا ومَنعوا أنفسهم عن التصرف في معايشهم خوفَ العدُو .. لكون البلاد كلها كفرا مطبقا