الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُعْمل للدواة قبل أن تُبَلّ. والبَهْو - بالفتح: الواسع من الأرض بين نَشْزين ليس فيه جبال (يلاحظ فراغ الجوف مع عظم الظاهر).
•
(بهت):
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا} [الأحزاب: 58].
"بَهَت الفحلَ عن الناقة: نَحَّاه ليحمل عليها فَحلا أكرمَ منه. والبَهْت - بالفتح مصدر: استقبالك الرجلَ بأمر تقذفه به وهو منه بريء. وقد بَهِت الرجل (تعب): إذا رأى شيئًا فبَهِت (كتعب) ينظر نَظَر المتعجِّب، وبُهت (للمفعول وكتعب وكرُم): دَهِشَ وخَرِق وتحير/ انقطع وتحير ".
° المعنى المحوري
هو: انكسار الحدّة أو الصلابة والنخوة (لشدة أو قهر): كما تقدع الفحلَ عن الناقة بعد ما همَّ بها فتكبتُ شهوتَه وتقمعُه. وكما ينقطع من تَبْهته بتهمة هو بريء منها دهشةً من شدة وقع الاتهام أو لوقاحته، أو الشعور بتنزهه، وأن اتهامه يتجاوز ثوابت كثيرة عنه (دِينًا أو خُلقًا أو أمانةً أو عفة الخ). كما يقال في مثل التعبير عن بَهِتَ (القاصر): عَبِدَ، ضمد. ينظر [ل] في التركيبين.
ومما يتمثل فيه الانقطاع الحقيقي أن يدَّعي مُبطل، طاقةً عظيمةً مثلًا فإذا طولب بأمر من مقتضى ما ادعاه عجز، وعَدِم الحيلهَ لمداراة عجزه. وهذا ما وقع للذي {حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ} {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [البقرة: 258] ثم احتال حيلة ضحلة للتمويه بها لإثبات قدرته هذه. فنقله سيدنا إبراهيم إلى أمر لا يستطيع التمويه فيه {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ}
[البقرة: 258] أي انكسر شموخه، وذابت عِزّته، أمام هذا التحدي القاهر.
ومن انكسار الحدّة وانقطاع الحيلة والتصرف دَهَشًا وخَرَقًا: {بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا} [الأنبياء: 40]. وهذا يذكّر بقوله تعالى: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى
…
} [الحج: 2] أي أن هذا من المعنى الأصلي مباشرة. والعامة تقول: بَهِتَ الثوبُ، يعنون ذهاب حدّةِ لونه. وهو استعمال مادي صحيح دقيق، لكن لم أجده في [ل، تاج].
ومن هذا "البُهْتان: الافتراء الباطل الذي يُتَحَير من بطلانه "فهو الادعاء الذي يسبب ذلك الأثر، لزيادة القِحَة والفُحش فيه - مع كونه باطلًا لخلوه من الحقيقة، ومنه:{وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156]، {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور: 16] في رَمْي اليهود والآفكين السيدتين مريم وعائشة الصديقة رضىِ الله عنهما. وفي قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا
…
} [النساء: 20] قال [طب 8/ 124]: فلا تَضُرُّوا بهن إذا أردتم طلاقهن ليفتدين منكم بما آتيتموهن - بهتانًا أي ظلمًا بغير حق. فهذه الحالة تجمع سلب حق البُضْع، وكسر الأنفة بالاستبعاد بعد الميثاق الغليظ. وذلك البهتان واضح أيضًا في التصرف الذي تحكيه الآية:{وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا} [النساء: 112]، فهذا فيه إثم ارتكاب الخطيئة وجُرْم رمى البريء مع العلم ببراءته {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا