الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(بلع):
{وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَاسَمَاءُ أَقْلِعِي} [هود: 44]
"البَلُوع: الشراب. والبُلْعَة - بالضم من الشراب: كالجُرْعة. والبالوعة - وكسَبّورة: بئر تحفر وَسط الدار ويُضيَّق رأسُها يجرى فيها المطر. بَلِع الشيء (كسمع) جَرَعه، وبلِعَ الطعامَ وابتلعه: لم يمضغه "(أي بلعه دون مضع).
° المعنى المحوري
هو: جذب الشيء إلى الجوف بقوة: كما وُصِف: {وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} [هود: 44]. ومنه: البُلَعَة - كهمزة: ثُقْب البَكَرة (الذي يَبْلَع المِحْوَر). والمَبْلَعُ والبُلْعُم والبُلْعوم - بالضم فيهما: مَجْرَى الطعام وموضعُ الابتلاع من الحلق.
•
(بلغ):
{قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]
"بَلَغْت المكان: وصلت إليه، والتَبْلِغَةُ: حَبْل يُوصَل به الرِشاء إلى الكَرَب "[الرشاء هو الحبل الذي يُرْبط في الدلو ليُنْزَل به إلى البئر ثم يُرْفع به إلى أعلى، وأعلى الدلو خشبة أفقية مثبتة في فتحته، يربطون فيها حبلًا يسمَّى الكَرَب، وهم يربطون الرشاء في هذا الكرَبَ. فإذا قصر الرشاء وصلوه بحبل يسمى التبلغة، وربطوا التبلغة في الكَرَب]: والتبلغة أيضَا: "سير يُدْرَج (يلف) على السِيَة - أي طرف القوس المربوط فيه الوتر، حيث انتهى طَرَفُ الوتر - ثلاث مرات أو أربعًا، لكي يثبت الوتر. بلغ النبتُ: انتهى (أي تم نموه)، والنخلةُ وغيرها: حان إدراك ثمرها، والغلامُ: أدرك/ أحتلم، وكذا الجارية ".
° المعنى المحوري
هو: وصول الشيء إلى غاية له: مكان أو شيء أو مَدًى مقصود: كالوصول إلى المكان وكتبلغة الدلو، أما تبلغة الوتر فهم عدُّوا تثبيت الوتر في مكانه تبليغا له؛ لأنه بدونها يتقلص وكوصول النبت والنخلة إلى غايتهما، والغلام والجارية إلى طور الرجولة وكمال الأنوثة. فمن الوصول إلى المكان:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ} [الكهف: 86، وكذلك ما في 90، 93، 60، 61، البقرة: 196، المائدة: 95، التوبة: 6، الرعد: 14، النحل: 7، الأحزاب: 1، غافر: 36، الفتح: 25، الواقعة: 83، القيامة: 26].
ومنه الوصول إلى زمن أو مستوى عمري معين: {بَلَغَ أَشُدَّهُ} [القصص: 14]، {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} [الصافات: 102]، {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ} [النور: 59]، وكذلك سائر ما في القرآن من التركيب عدا ما سبق وعدا ما هو من تبليغ القرآن والرسالة مثل {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: 19] ومن هذا ما في [المائدة 67، الأعراف 62، 68، 79، 93، هود: 57، الأحزاب: 39، الأحقاف: 23، الجن: 28] وكذلك كلمة (بلاغ) فالمقصود بها تبليغ الرسالة. ونقف عند ما لم نضمنه {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ} [سبأ: 45]{وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37]{ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 30] فكل منهن بلوغ أي وصول إلى قدْر {وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ} [غافر: 80] أي لتنالوها. و "بالغ: اجتهد ولم يُقَصِّر (ليصل إلى المقصود، كأن الصيغة للمحاولة) والبلاغ - كسَحاب: الكفاية (التي تُبَلِّغ) والبُلغة - بالضم: ما يُتَبلَّغ به من العيش (توصيل مؤقت) وقد "تبلغ بكذا: اكتفى به " (ليصل). ويقول من سمع خَبَرًا لا يعجبه: "اللهم سَمْعا لا بَلْغا "- بالفتح - أي نَسْمَعُ به ولا يَتِمّ "(أي لا يبلغنا/ لا ينالنا): {قُلْ
فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} [الأنعام: 149]: التامة الغالبة التي تَبهَتكم، ذلك أن الله عز وجل حكى عنهم في الآية السابقة لهذه {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 148]. ويترجح لدىّ أنهم يقصدون بهذا أن يقولوا إنك يا محمد تقول إن الله بيده كل شيء وهو على كل شيء قدير، فعلى ذلك فلو شاء ما أشركنا ولا حرّمنا ما لم يُحرِّمه. وكأنهم يحتجون على النبي صلى الله عليه وسلم بما في القرآن الكريم من أنه سبحانه {لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54] و {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ} ، ثم يستظهرون بما هم فيه من الإمهال، وأنه تعالى لو شاء غَيْرَ ما هم عليه لما تركهم على تلك الحال. فرد عليهم سبحانه بأنهم بموقفهم هذا مكذِّبون معرّضون لأن ينزل بهم ما نزل بأمثالهم من قبل. ثم طالبهم بأن يأتوا بعِلْم يشهد بأن الله اضطرهم أن يشركوا وأن يحرّموا ما لم يُحرّم، ثم قرر أن موقفهم مبني على ظن وفرض وتخمين "استنتاج غلط "فالله حجته هي الغالبة. وحقيقةً أنه {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 9] لكنه سبحانه زوّد بالعقل، وأرسل الرسل وأيدهم بمعجزات تُطَمْئن أقوامهم على صدق كونهم مرسلين، وبينت الرسل العقائد الصحيحة والشرائع والحدود التي ارتضاها، وعلّق الثواب والعقاب على ما اختاره كلٌّ. فالتذرع بالمشيئة تسوّر وجزف. وعلم الله الأزلي كَشْفٌ لا قَهْر:[يراجع ابن عطية 5/ 386، قر 7/ 128، والبحر 4/ 248].
والقول البليغ هو الذي يُوصِّل المعاني المرادة إلى القلوب بكمال حال: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} [النساء: 63].