الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في التركيب: "الثَلِثَان - بفتح فكسر: عِنَب الثعلب. وأشجارُه قصيرة ولا يتجاوز ما يحمله عنقودُه بِضْعَ حبات ".
° المعنى المحوري
هو: إمساكٌ وتعلُّق لبضع حبات أو أشياء: كما في الثَلِثَان. ولعل هذا مأخذ دلالة العدد ثلاثة أول الامر. ثم خصصت بالاستعمال بما بين الاثنين والأربعة: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} [مريم: 10]. ثم صرّفوا الكثير من الثلاثة كغيرها: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]، {فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ} [النساء: 11]. وثَلَثْتُهم - ضرب: كنتُ ثالثهم، وجعلتُهم ثلاثة، (نصر): أخذتُ ثُلُثَ أموالهم. وجاءوا ثُلاث ثلاثَ ومَثْلَث أي ثَلَاثَةً ثَلَاثَةً: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3]. وليس في القرآن من التركيب إلا الثلاثة (العدد) وما هو من معناها.
°
معنى الفصل المعجمي (ثل):
الدقاق المتناشبة. كما يتمثل في ثلة الصوف المتناشبة الشَعر في (ثلل)، وفي هَدَب الأَثْل العالق بأغصانه في (أثل)، وفي حَبّ الثلثان (وهو صغير وقد رأيته) عالقًا به في (ثلث).
الثاء والميم وما يثلثهما
•
(ثمم - ثمثم):
{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115].
"الثُمام - كرخام، واليثموم: نبتٌ معروف في البادية، وهو ينبت معًا خِيطانًا دِقاقًا صغارَ العيدان، تأكله الإبل والغنم. وطولُ الثمامة على قَدْر قِعْدة الرجل،
وربما كانت أطولَ من ذلك بشيء قليل
…
وهو أبقى شجر نَجْد عند السَنَة (أي الجدْب)، يبقى بعد الكلأ، وذلك لكثرته. وهو نَبْت ضعيف (أي غير صُلْب، فهو شبيه بقش القمح والأرز) له خُوصٌ أو شَبيه بالخوص. وهو شبيه بالأَسَل تُتَّخذ منه المكانس، ويظلَّل به المَزَاد فيبرّد الماء. بَيت مثموم: مغطًّى به (سَقْفُه)، ثَمَمْت السِقَاء: فَرَشْت له الثمام وجعلته فوقه لئلا تصيبه الشمس. الثَمْثَمَة: تَغْطية رَأْس الإناء. وربما حُشِى به، وسُدّ به خَصاصُ البيوت أي ثقوبها وخللها " [ل والتاج وكتاب النبات لأبي حنيفة حـ 5/ 78 - 80].
[هذا التركيب قائم على نبات الثمام الموصوف وقد سُمَّي هذا النبات بوظيفته أي ما يستعمل فيه عندهم - وهو ما ذكرناه. وكثير من استعمالات هذا التركيب التي ذكرناها هنا أخذناها من [تاج].
° المعنى المحوري
هو: ضَمُّ دِقاقٍ بكثافة وتخَلْخُل مَا (1): كما يُحْشَى بالنبت المذكور ويُغَطّى به ويُفْرَشُ للأسقية.
(1)(صوتيًّا): الثاء للأشياء الكثيرة النافذة دقيقة من شيء، والميم لاستواء الظاهر بضم ما تحته، والفصل مهما يعبر عن ضم دقاق في حيّز بكثافة - (أي حشو الحيز) مع تخلخل أي عدم الإصمات التام الصلب، كالحشو بالثمام فيستوي ظاهر المحشو، وفي (أثم) زيدت ضغطة الهمزة، فعبر التركيب عن حمل ما يجتمع فيثقل. وفي (ثمد) عبرت الدال عن انضغاط وحبس لا يسمح بخروجٍ إلا لقليل كأنما بالاعتصار خرج، كما يخرج الماء من الثماد. ولا (ثمر) عبرت الراء عن الاسترسال، وعبر التركيب عن نمو هذا المجتمع بخروج ثمره من شجره وتزايده حجمًا وكثرة: كشأن الثمار. وفي (ثمن) عبرت النون عن امتداد باطني لطيف، وعبر التركيب عن جمع في الباطن لطيف، كان المقصود بالثَّمَن قيمة الشيء لا ظاهره.
فمن ضم الدقاق مع التخلخل "ثمَّ الشيء: جَمَعَه، وهو في الحشيش أكثر استعمالًا من غيره. الثُّمّة - بالضم: القَبْضَة من الحشيش. ثَمّتْ الشاةُ النَبْتَ والشيء بفيها: قَلَعته. ثمَّ الطعام: أكلَ جَيَدَه ورديئه (معًا - أي دون تمييز) إنه لمِثَمّ لأسافل الأشياء ". وواضح أن الضم هنا حشوًا أو تغطيةً لا يجعل المحشُوَّ صُلْبا مصمتًا لأن النبت لا ينْسبك معًا.
ومن هذا أيضًا "ثمثمُ "(كفَدْفَد): كلبُ الصيد " (يصيدُ ويضُم لصاحبه). والثَمْثَمة: أن تُشْنَقَ القربة إلى العمود ليُحقَنَ فيها اللبن "(حقن اللبن فيها ضمٌّ له فيها). انْثَمّ عليه: انْثالَ وانصبّ ".
ومن هذا الضم أيضًا: ثُمَّ - بالضم: حَرْف العطف المعروف، وتعبيره عن التراخي مأخوذ من التخلخل {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12، 13]. كذلك منه: ثَمَّ - بالفتح: ظرف يشارُ به للمكان بمعنى هناك. مبني لتضمنه معنى الإشارة. ووجود الشيء في المكان ضم له فيه {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} [البقرة: 115]: استحسن أبو حيان قول الزمخشري: ففي أي مكان فعلتم التولية .. يعني تولية وجوهكم شطر القبلة - بدليل {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 150] اهـ. قال فقيّد التولية التي هي مطلقة هنا بالتولية التي هي شطر القبلة. اهـ لكني أميل إلى ما استظهره أبو حيان قبل ذلك وهو أنه لما ذكر منع المساجد من ذِكر الله، والسعْيَ في تخريبها نبه على أن ذلك لا يمنع من أداء الصلوات ولا من ذكر الله، إذ المشرق والمغرب لله تعالى، فأي جهة أديتم فيها العبادة فهي لله. [ينظر بحر 1/ 529 - 530] فهناك تأويلات كثيرة. {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ
رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: 20] إذا رميت ببصرك هناك [بحر 8/ 390] وليس في القرآن من التركيب إلا (ثُمّ) العاطفة وهي تقتضي التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة (1). و (ثَمّ) الظرف (2).
ومن الضم كذلك: "تثميم العظم: إبانته إذا كان عَنِتًا "(أي إذا جَبَر على غير الهيئة الصحيحة، فإنهم يكسرونه ليجبروه معتدلًا، فهذا الكسر الثاني هو التثميم. وسُمّى كذلك لأن المقصود به إعادةُ الضمّ والجبر). ومن التخلخل أيضًا: "لم يُثَمْثَمْ السنام: لم يُشْدَخ ولم يكسر. هذا سيف لا يُثمثَم نَصْله (= حدُّه). أي لا يَنْثني إذا ضُرب به ولا يرتد. انثمّ جسمه: ذاب مثل انهمّ. انثم الشيخ: ولّى وكَبِر وهَرِم (صار دِقاقا مجتمعة). والثمثمة. أن لا يُجادَ العمل "(مجرد جمع بلا إحكام).
وأخيرًا فإن استعمالات الضمّ يؤخذ منها معنى الإصلاح: "والمِثَمُّ من الرجال: من يُفْقِر من لا ظهر له (لا ظهر له = لا ركوبة له. يفقِرُه: يُعيره رَكوبة)، ومن يُرعِى من لا رِعْىَ له، ويثُمُّ ما عَجَزَ عنه الحيّ من أمورهم ". كما يقال الآن: سدَّ الخلَل أو جبر النقص أو الثلمة.
وقولهم: "ثم يده بالحشيش: مسحها به "هو من الإصابة. وكأن الأصل
(1) وفي كل منهن خلاف ينظر مغني اللبيب بشأن الآيات: التوبة 118، الزمر 6، السجدة 7، الأنعام 154 وهذه رأي أبو حبان أنها لمجرد العطف.
(2)
كل منهما يجوز أن تلحقها الثاء ساكنة ومتحركة [ينظر ل، وعن العاطفة تاج ثمم، وعن الظرفية حاشية الصبان على شرح الأشموني 1/ 144] وتزيد الظرفية جواز أن تلحقها هاء السكت. والتاء المذكورة هنا تاء تأنيث [ينظر الصبان في الأمرين وكذلك المغني في آخر (ثم).