الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و (خلائف)، {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ} [الأنعام: 165] ومن هنا "الخِلافة: الإمارة، والمخْلاف: الكُورةُ يُسْتَخلف عليها ولاة ".
* ومنه إخلاف الموعد - {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي} [طه: 86]. (ذهاب الأمر الموعود به أو ذهاب زمنه والصيرورة إلى الزمن الذي بعده) وبهذا المعنى كل (إخلاف الوعد) ومنه ما في [طه: 97].
"وخالفه إلى الأمر وعنده: قَصَدَه بعدَ ما نهاه عنه {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} [هود: 88] و "خَالَفَ عنه: تخَلَف " {يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63](المنهي عنه ممنوع كأنه ذَهَبَ. فعملُه كونٌ بعد ذهاب).
وأما "خَلَفَ فَمُه خُلوفًا وكذلك اللبن: تَغَيَّرتْ رائحته "فخلوف الفم من رائحة خِلْفة الطعام أي ما يتولد عنه في المعدة وجودًا أو عَدَمًا. وخلوف اللبن من مُضِىّ زَمَنٍ عليه.
•
(خلق):
{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 73]
"خَلَقَ الأديمَ (: الجلد): قَدَّره قبل القطع، وقاسه ليقطع منه مزادة أو قِرْبة أو خُفًّا. الخَلِيقة: النُقرة في الجبل يَسْتَنقِع فيها الماء، والبئرُ ساعة تحفر. نشأت لهم سحابة خَلِقَة -كفرحة، وخليقة أي فيها أثر المطر. واخْلَوْلَق السحاب بعد نفرُّق: اجتمع وارْتَتَقَت جوانيه وتهيَّأ للمطر. الأخلق: الأملس. سهم مُخَلَّق- كمعظّم: مملّس مُسْتَوٍ. خَلقة الغار الأعلى: باطنه. والخلائق: حَمَائر الماء وهي صُخُور أَرْبغ عِظَامٌ مُلْس كون على رأس الركيّة يقوم عليها النازع والماتح ".
° المعنى المحوري
تهيئة مادة (غُفْل) لتكون شيئًا مُعَيَّنًا مرادًا. كتهيئة
الأديم بالقياس والتقدير ليكون قِرْبة
…
وحفر الأرض لكون بئرًا يخرج الماء، وتجمُّع السحاب تهيؤًا للمطر، وتسوية السهم ليَتَّخِذ تمام هيئته الصالحة لقوة انطلاقه ونفاذه، والغار الأعلى للفم مجوّف مع ملاسة ليسع اللقمة ويسمح بتقليب اللسان، وكالصخور المذكورة مُسَوَّاة ومُهَيأةٌ لقيام النازع والماتح عليها.
ومن هذا "خَلْقُ الله الخَلْق ": تهيئته مادة ما لتكون كائنًا سويًا بشرًا أو حيوانًا أو نباتًا أو نهرًا
…
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ} [الأعراف: 54]، (والعامة تقول عن السِقط إنه تخَلّق إذا كانت صورة أعضائه -الرأس والوجه بما فيه واليدين والرجلين- قد تحدَّدَت ووَضَحت، وإلا قالوا إنه لم يتخلق). والله عز وجل يقول {ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} [الحج: 5]. وقالوا "رَجُل خَالق أي صَانِع (يركِّبُ ويهيِّئ الأشياء على هيئاتها). وفي المعاني ذات المراحل يمكن أن يستعمل لفظ الخلق في كل مرحلة تُهيّئ لما بعدها كما في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المومنون: 12 - 14] فكل طَوْر خلق كما ترى. ومن هذا الخَلْق بمستوياته كل ما في القرآن من تركيب (خلق) عدا ما يأتي.
وقالوا "فلان خليق بكذا، وله: جدير به "(كأنه مهيأ وأهل له).
و"الخُلق -بالضم وكعنق: الدِينُ والطبعُ والسَجِيَّةُ "- من هذا. كأنه الهيئة التي سُوِّىَ (طُبع) وصُوِّرَ عليها، من حيث إن سلوك الإنسان يضاف إلى صورته في الذهن عنصرًا من مكوناتها {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].